محافظ شمال سيناء: طرح رفح الجديدة وقرى الصيادين والتجمعات التنموية أمام المنتفعين    عيد القمح    نائب محافظ البحيرة تبحث مع الصيادين وتجار السمك دراسة إدارة تشغيل ميناء الصيد برشيد    مقترح أمريكي لاستخدام عوائد الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    الصين ترسل طاقما مكونا من ثلاثة أفراد إلى محطة تيانجونج الفضائية    الدوري السعودي، رياض محرز يقود أهلي جدة أمام الرياض    "كسر رقم جوزيه ومعادلة الترجي".. أرقام قياسية تنتظر الأهلي في مباراة مازيمبي بدوري الأبطال    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    طاقم تحكيم نسائي بالكامل لإدارة مباراة في الدوري الإيطالي    التصريح بدفن مدرس لقي مصرعه داخل أسانسير في المرج    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    بعد تكريم والدها.. ريهام عبد الغفور تتصدر التريند    الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    وزارة التخطيط تشارك في الدورة العاشرة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    "إكسترا نيوز": معبر رفح استقبل 20 مصابًا فلسطينيًا و42 مرافقًا اليوم    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين عبد الغني يكتب عن حمدين ومعركة الرئاسة: تراجيدا صباحي الإغريقية.. او الاستسلام دون قيد أو شرط
نشر في الوادي يوم 09 - 02 - 2014

حمدين محاصر بين من يرون ترشحه أمام السيسي انتحار ومن يعتبرون تخليه عن الترشح خيانة للثورة
من يدعون حمدين للترشح لم يقدموا له حلولا ومن يدعونه للانسحاب لم يطلبوا ضمانات بعدم عودة دولة القمع
صباحي الذي خرج من 13 تجربة سجن قويا يواجه أزمة قد تنهي مستقبله السياسي وحتى وجوده في الحياة العامة
حمدين لا يريد أن يكون سببا في تفكك تحالف 30 يونيو ويعرف أن أي مواجهة مع الجيش تفيد إسرائيل والإخوان
مقدمة لابد منها : هذه فكرة كتبتها قبل 11 يوما ووضعتها بين يدي عدد محدود من الأصدقاء علي الايميل . لكنهم ألحوا علي في نشرها خاصة بعد ان فاجاء الصديق العزيز ا/ حمدين صباحي الجميع وأعلن اول امس قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة اذ تفسر للرأي العام في رأيهم كيف كان القرار- ولإزال - صعبا ومحفوفا بالمخاطر .
-------------------------------------------------------------------
واجه حمدين صباحي كمناضل ضد نظامي السادات ومبارك .. وكسياسي واقعي .. وكاب مثل كل الآباء .. وكإنسان يرتكب أخطاءا فيحب ويكره [ بضم وفتح الحاء والكاف] .. أزمات واختبارات هائلة في حياته لكن ما يواجهه الان يكاد يكون الأعقد والأخطر في حياته التي اقتربت من ال59 عاما.. وربما يعصف بمستقبله السياسي وحتي بمجرد وجوده في الحياة العامة المصرية.
كناشط يساري ناصري ومنذ معارضته العلنية للرئيس السادات في العام 77 واجه حمدين السجن في العشرينات من عمره مع الآلاف من جيله من الناصريين والماركسيين ( كان الإسلاميون وقتها بمقتضيات صفقة الرئيس المؤمن والمهندس المقاول عثمان احمد عثمان مع مرشد الاخوان عمر التلمساني علي حجر الدولة يضربون اليسار في الجامعات ويستحلون الأقباط في الصعيد بحماية كاملة من الدولة ).
سجن تكرر مع حمدين 13 مرة تارة من اجل الفلاحين الذي عاد الإقطاع ليطردهم من أراض منحها او علي الأصح أعادها لهم ناصر وسحبها منهم مبارك في سراندوا وبقاع ظلم اخري في الدلتا والوادي .. وتارة ضد التطبيع مع اسرائيل .. الخ ..
سيثبت لحمدين لاحقا كما ثبت لمن صمد من جيله وأجيال جديدة وتمكن من عبور هذه التجربة صلبا دون ان ينكسر او يتحول الي واش سيثبت له انه اقل الاختبارات قسوة .
واجه حمدين كسياسي عملي تجارب النجاح والفشل في دخول اوتكوين التنظيمات والأحزاب من اول الحزب الناصري مرورا بالكرامة وانتهاءا بالتيار الشعبي احد اكبر الأوعية السياسية بعد ثورة يناير .. وواجه تجارب النجاح والفشل ( الذي كان يتم بتزوير السلطة المباركية عادة ) في الانتخابات البرلمانية في دائرته ومسقط رأسه بلطيم . ولكن سيثبت لحمدين لاحقا أيضاً ان آلامه علي من سقط قتيلا او جريحا من أهل بلده دفاعا عن صناديقه في مواجهة امن الدولة ليست اكثر أحزانه ولا اخطر ما سيواجهه.
مع تقدم اذهل الجميع في عد أصوات المصريين في الجولة الاولي لانتخابات الرئاسة التي تلت ثورة يناير بدا ان حمدين علي وشك الفوز او دخول جولة الإعادة متفوقا علي مرشحين أنفقوا أموالا لا حد لها ومواجها لمرشح أقوي واغني تنظيم يستغل الدين في السياسة من ناحية وممثل نظام مبارك الذي يريد القضاء علي ثورة يناير من ناحية اخري وفي الوقت الذي لامست يدا حمدين ذروة النصر والمجد جاء ثالثا وحرمه حكم الدستورية برفض عزل رموز مبارك ( شفيق) من دخول الإعادة التي كان محسوما تقريبا فوزه بها علي استبن الاخوان( مرسي) . سيثبت مجددا لحمدين ان إحباطه وأحباط أنصاره في تذوق مرارة الهزيمة في وقت توقع الفوز ليست اخطر ما عليه ان يواجهه .
كاب مثل الجميع أولاده هم نقطة ضعفه .. واجه حمدين المتعلق بابنته الكبري (سلمي) التي جلبت له اول حفيدة أزمة خطيرة يعلم كل أب قسوتها خاصة اذا كان شخصية عامة (يعرف انها ستتحول من قضية عادية الي قضية لضربه والتشهير به) عندما اتهمت بجريمة النصب الالكتروني . سيعرف حمدين الذي تنفس الصعداء وسجد لله شكرًا علي انه براء ابنته بأحكام القضاء أن هذه الازمة ليست اكثر محنه الشخصية صعوبة .
كإنسان اتهم حمدين (الذي يعيش وزوجته وابنه في شقة متواضعة تتكون من غرفتين وصالة) بكل التهم الممكنة - وشارك حتي فيها جزء من أهل اليسار- من أول الحصول علي أموال من ليبيا والعراق في عهدي القذافي وصدام مرورا بعدم التعرف علي مهنة يمتهنها وانتهاء بانه الساعي الي السلطة والكرسي باي ثمن. لم يقدم دليل واحد ولم يجرؤ احد علي الذهاب الي الطريق القانوني وهو النيابة العمومية لإثبات التهم عليه لكن التشهير وحملة اغتيال الشخصية لم تتوقف ولم يتوقف معها احد ليسأل لماذا لا يأخذ المشهرون المستأجرون حمدين الي المحاكمة العلنية بدلا من الصحف والمواقع وقنوات التلفزيون .
الغريب ان اغتيال حمدين معنويا من خريجي أقبية امن الدولة القديم زاد كما وضراوة بعد 30 يونيو التي كان حمدين طرفا مدنيا رئيسيا وقياديا في التمهيد لها والمشاركة الفاعلة فيها .. وكانت هذه تراجيديا لحمدين الذي كان نقطة التجميع وتقريب المواقف وطرح المبادرات في جمع القوي المدنية لأول مرة تحت مظلة جبهة الانقاذ التي تظل رغم كل عيوبها الطلقة الاولي والاهم في معركة إسقاط نظام الفاشية الإخوانية.. وبدلا من ان تحدث حالة الشراكة الوطنية الواسعة بينه والقوي المدنية ككل من جهة وبين سلطة 30 يونيو (موجة ثورة يناير الثانية الكبري بعد محمد محمود 2011 ) من جهة اخري .. وضع في مرمي نيران الاعلام - الموجه بقسوة لم تحدث حتي في أسوأ ايام مبارك - ضمن حملة تخطت ماهو اهم من حمدين نفسه الف مرة وهو ثورة يناير برمتها التي اتهمت بأنها وكسة ونكسة بل ومؤامرة دولية وإقليمية تامر فيها عملاء للخارج علي إسقاط دولة مبارك الناجحة الخالية من الفساد والفقر والتزوير والتعذيب والتي قادت مصر للتفوق علي الهند والبرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية !!
للمرة المائة سيعرف حمدين ان اغتياله معنويا لدرجة التهديد العلني مباشرة (بعد إعلانه اعتزاما مشروطا ومهذبا الترشح للرئاسة ) بتسريب مكالمات هاتفية له قيل انها ستدينه . ورغم ان التسريبات المذكورة او المزعومة لم تذع الا ان الرسالة التشويهية كانت قد وصلت .. والنقل من مواقع الهجوم والمبادرة الي مواقع الدفاع والانتظار
قد تم .. للمرة المائة سيعرف ان هذه ليست اخر مواجهاته و ان ما ينتظره من اختبارات وقرارات صعبة لم يأتِ بعد
ولكنه اي الأصعب والأعقد يواجهه الان والآن فقط .. فحمدين مطلوب منه وبإلحاح من جهات شعبية ومن بعض اقرب أصدقائه ان يتنحي عن المشهد السياسي .. وبالتحديد ان يتخلي عن الترشح للرئاسة في مواجهة المشير عبد الفتاح السيسي.
ومطلوب منه وبإلحاح وبنفس القدر - وان ليس بنفس الحجم الجماهيري -ومن جهات شعبية اخري معظمها من الشباب طليعة ثورة يناير وموجاتها المتلاحقة ودافعي تضحياتها استشهادا وإصابة وفقدا واعتقالا ان يترشح في مواجهة المشير السيسي .. كممثل للثورة بالتنسيق والتفاهم مع مرشح اخر من المخلصين للثورة ولكن تبدو فرصه محدودة مثل المناضل خالد علي .
وهو في هذا ممزق بين عدم رغبته في تحدي مزاج شعبي جارف تعود علي احترامه لان الشعب هو القائد والمعلم
وبين خذلان الثورة وقطاع مهم من شبابها يري ان تخليه هو تخلي عن الثورة وجعلها يتيمة امام مرشح للدولة المصرية ومرشح او مرشحين اخرين ديكوريين او حقيقيين من الفصيلين الذين لفظهما المصريون اي فلول الاخوان او فلول مبارك .
اولا : من يطالب حمدين بالتخلي عن المشهد ليس فقط أعلام موجه وينتمي في معظمه للثورة المضادة ولكن هناك اخرين اهم بكثير هم :
1 - مزاج شعبي جارف من بسطاء المصريين يري في المشير السيسي المنقذ والمخلص والاجدر بالرئاسة والقادر علي قيادة مصر بعد ثلاث سنوات ( ليس من الثورة ) ولكن من عدم الاستقرار وتدهور الامن وتراجع الاقتصاد !!! وهو في الحقيقة مزاج حقيقي لا يعود فقط قراره الجرئ ودوره الشجاع في الانحياز للشعب ضد سرقة الاخوان للثورة ولا لإلحاح أعلا م تعود علي ركوب كل موجة عالية ولكن لشعور المصريين بالحاجة الي قائد يسلمونه قياد السفينة .. ولما كان الوحيد الذي نجا من التشكيك والتشويه من شخوص الوطن العامة هو الفريق السيسي فهو عند معظم الناس الحل والملاذ. ولن نناقش هنا درس التاريخ عن التغير السريع في المزاج الشعبي الذي يتغير في ظرف شهور قليلة او كثيرة الي العكس تماماً وفي تاريخ بريطانيا العظمي الحديث ما يكفي وكيف تغير هذا المزاج الشعبي من تشرشل الذي رفعه كبطل للحرب العالمية الثانية الي الانقلاب عليه والإتيان برئيس حزب العمال كليمنت اتلي في اول انتخابات عامة بعد الحرب. ولن نناقش هنا درس ثورة يناير الساطع والقاسي في ان واحد فيكف تبدل المزاج الشعبي الجارف المؤيد للمجلس العسكري ورئيسه المشير طنطاوي الي المعارضة الكاملة ومن شعار الجيش والشعب أيد واحدة الي شعار يسقط يسقط حكم العسكر . ولا الشعبية الجارفة للإخوان التي أعطتهم في انتخابات ديمقراطية رغم كل الملاحظات عليها البرلمان والرئاسة 2011 و2012 ثم سرعان ما انقلب الشعب عليهم بعد إقصاءهم الاستبدادي للجميع وفشلهم الأخرق في ادارة الدولة وخرج في اكبر تجمع بشري ضدهم في 30 يونيو 2013 .
لن نجادل هنا في استحالة تأسيس مستقبل أمة علي مزاج شعبي يتعرض (حسب النجاح او الفشل في تحقيق أماني الجماهير الغفيرة ) للمد والجزر بل وللانحسار التام احيانا ولكن نتعامل معه باعتباره واقعا يصعب علي حمدين في مواجهة أقداره ان يتخطاها هو مستقر النفس ومطمئن الفؤاد. بعبارة اخري يصعب عليه تماماً ان بتحدي مشاعر من اعتقد طيلة أربعين عاما من إدراكه السياسي والحركي انه يناضل من اجلهم .
2- أصدقاء ورفاق لحمدين انحازوا صراحة وعلنا في اغلب الاحوال.. وتلميحا وفي جلسات او ايميلات مغلقة في اقل الأحوال الي اختيار المشير السيسي مرشحا للرئاسة في الانتخابات التي ستجري خلال مدة لن تزيد عن 90 يوما . لا أتحدث هنا فقط عن معظم زملاء جبهة الانقاذ الذين لم يكتف بعضهم بإعلان دعمه للمشير ولكن قام بمهاجمة حمدين وتشويهه ومنهم حزب صغير فرغ اثنين من المتحدثين باسمه للهجوم عليه في الشهور الثلاثة الاخيرة ولا أتحدث هنا عن معسكر الثورة واليسار المنقسم بشدة ولا حتي علي التيار الناصري الوافد حمدين من جذور جذوره ولكن أيضاً علي بعض اقرب الناس اليه سياسيا وشخصيا حتي داخل التيار الذي أسسه فما لايقل عن ثلث مجلس أمنائه يفضل ان يتنحي حمدين عن المشهد اوعلي الأقل يتريث حتي يعلن الفريق اول السيسي ترشحه الرسمي وبرنامجه للرئاسة .
وجل هؤلاء غير معادين للثورة.. وبالتأكيد غير معادين بل أحباء لحمدين وهم يرون انه يحرق فرصه في اي انتخابات قادمة اذا غامر ونزل امام المشير ذي الشعبية الجارفة وحصل علي أصوات قليلة وان الاحتفاظ بفرصه للمستقبل كممثل لتيار من الثورة وكشخص مؤهل للمنصب الرفيع يفرض عيه عدم تعريض نفسه لهزيمة يقدرون انها ستكون مؤلمة وقاسية .
3- قناعات حمدين نفسه تدفع لصالح العاملين الأولين فهو يمتلك قناعة راسخة عبر عنها إعلاميا من انه لن يكون سببا في تفكيك التحالف الوطني الواسع ضد فاشية الاخوان في 30 يونيو خاصة وان التناقض معهم او مع الارهاب مازال التناقض الرئيسي.. وهو يمتلك قناعة استراتيجية -اكثر ارتباطا بقراءته الأيدلوجية - وهو انه لا يمكن تمكين الثورة (خاصة 25 يناير) من الدولة الا بتعاون وثيق مع مؤسسة الجيش الوطنية وان أي صراع مع القوات المسلحة هو لصالح الاخوان د اخليا وإسرائيل والولايات المتحدة خارجيا .
ثانيا : من يطالب حمدين بالترشح للرئاسة حتي في حال خوض المشير السيسي وإكمال السباق للنهاية حتي مع توافر ادلة علي انه لن ينجح هم كثر أيضاً :
شباب ينتمون للثورة وهم اما مستقلون او ومن تيارات وأحزاب نشأت بعد الثورة وكذلك وعلي وجه الخصوص شباب من التيار الناصري عموما اوشباب ينتمي الي كل من التيار الشعبي وحزب الكرامة اللذين أسسهما حمدين . وهؤلاء يتراوحون بين رأيين الاول متحفظ ويري ان المشير السيسي لم يعلن خطابا سياسيا صريحا بالقدر الكافي يعلن فيه انحيازه لثورة وثوار يناير والاهم من ذلك ان يتعهد بسياسات معاكسة لكل من حكم الاخوان وحكمي مبارك والسادات في العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة والتحرر من التبعية للولايات المتحدة وبالتالي فهو قد يحقق أهداف الثورة ويبني مصربمشروع صعود مثل بناءيها العظام محمد علي وعبد الناصر او يكون مشروع انحدار مثل السادات ومبارك. ولهذا وجب أخذ الاحتياط والحذر بالدفع بمرشح ثورة مثل حمدين متعهد من البداية بتحقيق أهدافها كاملة. والراي الثاني غير متحفظ ويقفز الي راي مفاده ان تصدر فلول مبارك للمشهد السياسي والإعلامي وتجاوز الداخلية تفويض الشعب لمحاربة الارهاب الي العودة الي ممارسات الدولة البوليسية و كسر الثوار واعتقالهم بل وقتل بعضهم هو مؤشر عندهم علي ان نظام ما بعد 30 يونيو هو طبعة جديدة من حكم المجلس العسكري وحكم الإخوان بل ومن من حكم مبارك نفسه وبالتالي فان الضرورة تقتضي نزول مرشح ينتمي للثورة هو حماية لها من الضياع الكامل والفقدان التام للمكاسب الي انتزعتها بدماء غالية وغزيرة من اول 25 يناير وحتي احتلالها بذكراهم الثالثة قبل ايام .
وقد اتفق المتحفظون وغير المتحفظين وهم جميعا يشعرون بالإحباط والغضب في آن..اتفقوا علي قرن دعوتهم لحمدين للنزول بتهديدات مباشرة بانه في حال عدم استحابته لحاجة الثورة لمرشح يعبرعنها فهم سيوصلون بوسائلهم السياسية وبتصعيدهم الاحتجاجي ما يثقون في انه صوت الثورة ونداء شهداءها . اما المنتمون لتنظيمات قريبة من حمدين فهم سيبداون بهجر هذه التنظيمات والتوقف عن بناءها او عضويتها وعن الثقة فيها أوفيه كرمز سياسي لهم. بعبارة اخري فان حمدين بتخليه عن هؤلاء يضحي ليس فقط بمستقبله الشخصي ولكن أيضاً بمشروعه السياسي او الوطني بتخلي هذه القاعدة عنه التي ستنظر اليه ساعتها علي انه خذ لها وتخلي عن الثورة فلا اقل من ان تخذله وتخلي عنه.
في تراجيديا حمدين الأشبه بترا جيديا ابطال الميثولوجيا الإغريقية المستحيلة لا احد من الطرفين هؤلاء الذين يطالبونه ( بالتنحي عن الطريق وعدم هز الأكتاف ) بالتخلي لصالح خيارغامض ليس أكيدا انحيازه للثورة وللحريات العامة والخاصة .. اوهؤلاء الذين يطالبونه بالترشح باي ثمن ومهما كانت النتائج او الخسائر الشخصية والشعبية وربما الوطنية لا احد منهما يري وجهة نظر الطرف الثاني. وحده حمدين ربما لانه المعني بالأمر وربما لانه يجمع بين الحماس والخبرة فهو ليس ثوريا خالصا ولا سياسيا واقعيا خالصا وهو كما مدح دائما (حيوان سياسي) من اصحاب المغامرات المحسوبة جيداً وليس من اصحاب القفزات الي المجهول او الهلاك وحده من يري الجانبين وتعقيداتهما بمنتهي الوضوح ويقلب بينهما ذات اليمين وذات اليسار دون ان يقر له قرار يخرج به ويعلنه علي الناس متحملا نتائجه .
اصعب ما في عقدة او حيرة حمدين - التي لولا انها تشبه جزءا من عقدة وحيرة الوطن -ما تكلمنا فيها هو ان البطل التراجيدي هنا ( وهو تعبير مسرحي وفني ولا يضفي البطولة علي احد ) لا يجد من الفرسين المغوليين الجامحين اللذين يشداه كل في اتجاه معاكس اي مساعدة في حسم حيرته وحل عقدته. فالذين يدعونه للتخلي او التنحي عن المشهد يدعونه تقريبا الي التسليم بدون قيد ولا شرط فلا احد يضغط من اجل ضمانات مبكرة تتعهد للرأي العام بالالتزام التام بالثورة (ربما حفاظا علي تأييد كل المعسكرات بما فيها أنصار النظام القديم وطبقته الرأسمالية الكبيرة المتنفذة.. وبعد لانتخابات قد يكون لكل حادث حديث او لا يكون) اوتتعهد بشراكة مع القوي الثورية المدنية مع دوله عائدة بكل قوتها ربما بكل جبروتها.
اما الثوار فانهم يعجزون حتي عن التعهد بانه اذا غامر حمدين وواجه ممثل الجيش وصاحب الشعبية الجارفة جماهيريا فان النخب والطلائع الثورية من الشباب ستقف موحدة خلفه. وهي وحدة يبدو التفكيرفيها فضلا عن التعهد بها شبه مستحيل خاصة مع تشظي معسكر الثورة وتخوينه لبعضه البعض.
وما يعقد حيرة حمدين اكثر هو إلحاح الوقت اذ انه - في راي الطرفين - ليس لديه وقت يضيعه في التفكير..ويمهله او ينذره الجميع اياما والبعض ساعات لكي يحسم أمره .
هل جزء من أزمة حمدين كما يراها البعض ان الخيار المطروح علي الثورة والوطن مازال كما هو : اما مرشح للثورة الحائرة .. او مرشح للدولة العميقة ؟
حسين عبد الغني
اعلامي وكاتب مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.