ربما كثيرون يرون أن ما مرت به مصر خلال الايام الخمسة الماضية والاحداث الجسام التي مرت بها مصر، وعبقرية الشعب المصري وخروجه بكثافة منقطعة النظير متحديا التفجيرات الإرهابية هنا وهناك لاسترداد ثورة 25 يناير وعودتها لأصحابها الحقيقيين بعد ملحمته الرائعة في ثورة 30 يونية جديرة بالكتابة والتحليل بل والاحتفاء.. لكنني آثرت أن أكتب عن الحملة الظالمة غير الموضوعية التي يتعرض لها المناضل حمدين صباحي ونحن علي اعتاب الانتخابات الرئاسية والتي لا تخدم أهداف وتطلعات ثورتي 25 يناير و30 يونية من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية واستقلال وطني.. بل تصب في خانة الاعداء والمتربصين لمصر في الداخل والخارج.. فبدون سابق إنذار أو أية مقدمات موضوعية، ظهرت علي السطح عبر وسائل الإعلام والفضائيات حملة مسمومة ومشبوهة ضد المرشح الرئاسي السابق، والمحتمل الآن، والحاصل علي المركز الثالث في سباق الرئاسة في العام 2012، بل ومن المؤكد أنه كان الرئيس المنتظر لو دخل في مرحلة الإعادة مع الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن للأسف دخول الفريق شفيق لمرحلة الاعادة وإرتباطه بنظام مبارك الفاسد كان له أبلغ الاثر في وقوف عاصري الليمون الي جانب مرشح الإخوان وكان لهم الفضل الكبير في نجاحه.. لكن الاخير أي مرسي والاخوان لم يحفظوا الجميل لهؤلاء بل وبمجرد تحقيق حلمهم – وكان بعيد المنال – أعطوا لهم ظهورهم وتفرغوا لاهدافهم الخاصة بتمكين التنظيم الارهابي ' سابقا وحاليا' من مفاصل الدولة المصرية.. وأحمد الله أنني حجبت صوتي في مرحلة الاعادة بعد إعطائه لحمدين في المرحلة الاولي، حتي لا أشارك في وصول هذه الجماعة لأنني قرأت أهدافها الخبيثة والخاصة بمجرد نزولهم ميدان التحرير يوم 28 يناير 2011 والسيطرة عليه وركوبهم موجة الثورة كذبا، وكتبت وقتها تحت عنوان ' ربنا ما يحكم فينا الاخوان ' وكان المقال وقتها يعد نشاذًا، وسط الترحيب الجماهيري بهم في الميدان رغم وصولهم إليه بصورة انتهازية بعد تأكدهم أن نظام مبارك قد سقط بالفعل.. لكن وبعد وجودهم في الحكم لمدة عام، وكثرة حجم الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب والدولة حمدت الله أن أعطاهم فرصة الحكم حتي يكشفهم الشعب المصري علي حقيقتهم دون وسيط !! الحملة المشبوهة بدأت علي حمدين بمجرد الاعلان عن عزمه ترشحه لمنصب الرئاسة وهذا حقه، وازدادت وتيرة الهجوم وأصبح كما يقال ممنهجًا بعد إعلان مؤسس 'التيار الشعبي' حمدين صباحي في مقابلة مع فضائية 'الحياة' إنه أبلغ السيسي قراره بالترشح وبدء حملته الانتخابية مضيفا: 'قلت له سأترشح سواء ترشح السيسي أو لم يترشح، ولفت صباحي إلي أن موقفه من الترشح للرئاسة 'واضح ومستقيم' وأعلنه في رسالة مكتوبة لحملة 'مرشحي الثورة' مضيفا: 'يشرفني أن أخوض انتخابات الرئاسة المقبلة بشرط التوافق حول مشروع يحفظ الثورة.. وإذا طرح مرشح آخر يمثل الثورة ويحقق برنامجها فأنا جاهز للوقوف معه، مضيفا: وهذا سيكون وفقا للبرنامج بعدم عودة النظام القديم وتمكين الشباب.. ولفت صباحي إلي أنه حاليا المرشح الرئاسي الوحيد، مضيفا: 'هناك من يطلب من الفريق السيسي الترشح وهذه وجهات نظر نقدرها' وتابع بالقول: 'الجيش المصري جيش وطني، أنا سعيد بوجود قدر من التشريف والاحترام لدي السيسي وهذا يكفيه ولكن ترشيح نفسه للرئاسة شيء آخر، هناك من يحب السيسي جدا ولكنه يفضل ألا يرشح نفسه للرئاسة.'.. وكان غريبًا أن يدخل علي خط الحملة المضادة لحمدين المحامي فريد الديب، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق حسني مبارك، فيصف إقدام حمدين علي الترشح لمنصب الرئاسة بأنه 'نكتة، واصفا الفريق السيسي بأنه وحش كاسر يبتلع كل الأسماك مهما كان حجمها،.. ثم تبعه رفاعي نصر الله مؤسس حملة 'كمل جميلك' الداعية لترشيح الفريق السيسي للمنصب الرئاسي، واصفا اختيار حمدين بسكة الندامة، بل وتطاول علي حمدين مشككا في ذمته المالية، مدعيا دون سند بأنه يمتلك 4 سيارات وفلتين وقصرًا منيفًا!! رغم مراجعة الزميل أحمد موسي له في قناة التحرير أنه يعرف حمدين جيدا وأنه يعيش في شقة تابعة للاوقاف، الديب له عذره، فهو يدافع عن رأس نظام فاسد كان لحمدين دور كبير في اسقاطه في ثورة 25 يناير، ورفاعي معذور بجهله بتاريخ حمدين النضالي منذ أن واجه السادات وهو طالب، وسجن في عهد مبارك أكثر من مرة وشارك في اسقاطه، ولم يتوان في مواجهة نظام الاخوان لاستعادة الثورة الي أصحابها الحقيقيين حتي سقط.. لكن يصعب عليك أن تأتي الهجمة ممن يعرفون حمدين جيدا ويعرفون تاريخه النضالي مع تقديري لحرية كل فرد في التعبير رأيه بكل حرية، وأن يؤيد من يؤيده فله مطلق الحرية في اطار ثورة نصبوا الي تحقيق ثوابتها ' حرية – كرامة – عدالة اجتماعية '، واضيف اليها بعد ثورة 30 يونيو 'الاستقلال الوطني' الذي باعه الاخوان إبان فترة حكمهم. فبدأها الزميل سليمان الحكيم رفيق دربه 'ولخبط الخاص بالعام' داعيا حمدين لإفساح الطريق، وألا يترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، لأن 'الزمان لم يعد زمانه، ولا المرحلة مرحلته 'والأفضل له أن يخرج من الحلبة التي يدخلها بطل شعبي يحظي بقبول جارف في الشارع المصري، ويتبعه الدكتور يحيي الجمل فيقول إن حمدين لم ينضج سياسيًا بعد بشكل كامل!!، وكأن هو من يوزع صكوك النضوج!!.. وقال مكرم محمد أحمد أن المنصب أكبر من حمدين.. وخاطب الزميل حمدي رزق حمدين قائلا: ' الرئاسة برنامج مش هز كتاف '.. أقول لهؤلاء وغيرهم: حنانيكم.. برجاء اعملوا من أجل مصر.. لا من أجل أفراد، وعليكم أن تدركوا أن الشعب المصري قد خرج عن عباءة الجميع، بمن فيهم النخبة وأصبح يعرف طريقه جيدا بعيدا عن وصاية أحد.. وأن الهجمة غير المبررة علي صباحي الأن لن تفيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي البطل الذي حمل كفنه علي كفه مستجيبا لمطالب الشعب المصري الذي خرج بالملايين في 30 يونيه بإزاحة حكم الاخوان المستبد، وسوف تضر بالاهداف النبيلة التي نبتغيها بعد ثورة 30 يونية.