لم تكتف جماعة الإخوان المسلمين بما فعلته بمصر خلال العام الذي تولي الدكتور محمد مرسي الرئيس المعزول حكم البلاد، ولم تكتف الجماعة بعدم احترام الإرادة الشعبية التي خرجت بالملايين في 30 يونية لتعلن سقوط حكم الإخوان، بل لم تكتف بأخطائها خلال اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة وإراقة الدماء وإنما واصلت نفس أسلوبها القديم في تشويه الرموز الوطنية، كان آخرها حملة التشويه وفبركة التسجيلات ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. ومواقف الجماعة خلال العامين الماضيين تؤكد أن هذا الأسلوب لم يكن مستحدثاً بعد ثورة 30 يونية وإنما يبدو أنه منهج قائم بالفعل في عقيدة الجماعة وأعضائها يقوم علي تشويه أي شخصية تلقي قبولاً شعبياً في الشارع طالما أن هذه الشخصية لم تكن من أعضاء أو قيادات الجماعة فكل شيء مباح. هذه الطريقة التي يتعامل بها الإخوان مع الفريق السيسي وفبركة تسجيلات تظهر الرجل في صورة سيئة أو محاولات الوقيعة بينه وبين الشعب نفذتها الجماعة مع الدكتور محمد البرادعي أثناء الفترة الانتقالية التي كان البرادعي يحظي بقبول شعبي واسع خلال تلك الفترة، وأطلقت عليه العديد من الاتهامات، بل دأب أعضاء الإخوان علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» علي نشر صور وتصريحات تسيء للبرادعي تخوفاً من زيادة شعبيته في الشارع علي حساب الجماعة. وهو نفس الأمر الذي اتبعته الجماعة ضد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق ،خاصة أثناء الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية وتصاعد أسهم حمدين شعبياً، وهو ما كان ينذر باحتمالية دخول حمدين جولة الإعادة،عملت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان علي الإساءة ل «صباحي». ووصل الأمر إلي تشويه صورته سواء باتهامه في الذمة المالية أو الإساءة إليه من خلال بعض المقربين منه أو أحد المسئولين عن حملته الانتخابية، رغم أن حمدين صباحي لم يتغير، وهو نفس الشخص الذي كان يقف بجانب الإخوان داخل أروقة مجلس الشعب لكشف فساد نظام مبارك وعاني من معتقلاته بصورة أكبر من الآخرين الذين تاجروا بهذا الاضطهاد. وحينما جاء الفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة، وجد الرجل صراعاً لاعلاقة له بالسياسة ولم يلق سوي التخوين والتكفير بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف الكثيرين معه، لكن الجماعة لم تترك الاختيار يسير علي طبيعته وإنما تبنت حملة تشويه غير عادية ضد شفيق وأسرته، وهو نفس الأمر الذي حدث مع عمرو موسي المرشح الرئاسي السابق وآخرين. وتعمدت جماعة الإخوان الإساءة والتلفيق بالتهم لأي شخصية تحظي بالقبول الشعبي وتشكل خطراً عليهم أصبح منهجاً لايتفق مع عقلية الشعب المصري الذي فطن لكل هذه المحاولات الرخيصة. وقال المهندس حسام الخولي سكرتير عام مساعد حزب الوفد إن جماعة الإخوان لاتزال تستخدم اللجان الإلكترونية الخاصة بها للرد علي كل من ينتقد أداء أو موقف الجماعة سواء كان قبل ثورة 30 يونية أو بعدها، مشيراً إلي أن هذه اللجان تعمل بنفس الكفاءة التي كانت عليها قبل الثورة وأثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأكد «الخولي» أن هذه اللجان برغم عملها لم يعد لها تأثير لدي المواطن العادي كما كان يحدث مسبقاً، موضحاً أن هذه اللجان لاتستهدف سوي أعضاء الجماعة والمتعاطفين معهم فقط دون النجاح في جذب أي فئة أخري . وأضاف «الخولي» أن الحملة الشرسة التي تشنها الجماعة ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة تختلف عما سبق من حملات التشويه ضد الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق والفريق أحمد شفيق وغيرهم من الشخصيات قائلاً «الجماعة تقصد الإساءة والتقليل من شأن المؤسسة العسكرية بأكملها وليس الفريق السيسي وحده». ويرجع سكرتير عام مساعد حزب الوفد فبركة التسجيلات الصوتية المنسوبة للفريق السيسي إلي عجز أعضاء وقيادات الجماعة من رصد أخطاء السيسي خاصة في خطابات التي تأتي موزونة ولاتحتمل التأويل مثلما يحدث مع غالبية السياسيين. واستكمل الخولي أن جماعة الإخوان لاتقبل النقد سواء كانت خارج السلطة أو داخلها قائلاً «لو أن الجماعة تقبل النقد ما كانت وصلت إلي هذا الحال لكنها لاتري سوي نفسها وأنصارها والسائرين علي دربها فقط وليس أي شيء آخر». ويري الشيخ محمد عبدالله نصر مؤسس حركة «أزهريون مع الدولة المدنية» أن الغرض من الحملة التي يشنها الإخوان هو تشويه الرموز الوطنية وكل من يحظي بشعبية داخل الشارع والعمل علي اغتياله معنوياً خاصة إذا كانت هذه الشخصية محتمل أن تتولي منصباً هاماً في البلاد حتي لا يصبح أمام الناس سوي أنصار التيار الديني وأنصارهم. وأكد نصر أن الإساءة للفريق السيسي تجاوزت كل ما حدث مسبقاً مع الشخصيات الوطنية الأخري لكون السيسي وزيراً للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة التي لم يعد للشعب سواها لحمايته وتحقيق إرادته. واعتبر نصر الحملة ضد الفريق السيسي والرموز الوطنية بمثابة محاولة رخيصة لهدم المؤسسة العسكرية التي وقفت مع الإرادة الشعبية في 30 يونية لإسقاط حكم الإخوان قائلاً: الجماعة تصفي حساباتها مع السيسي والمؤسسة العسكرية جزاء لما فعلوه لشعب مصر لكن الشعب لن يسمح لهم بتنفيذ مخططه.