تحقيقات البدرشين: إرهابيان تسللا إلى استراحة أفراد نقطة الحراسة.. وأمطرا أمينى الشرطة بوابل من الرصاص

حصلت «المصرى اليوم»، على التفاصيل الكاملة لتحقيقات نيابة البدرشين، برئاسة المستشار أحمد حامد، فى الحادث الإرهابى، الذى استهدف نقطة شرطة سياحة سقارة بالبدرشين، الذى راح ضحيته، أمينا شرطة، مساء الخميس.
كان إرهابيان، تسللا إلى استراحة أفراد نقطة الحراسة بالمنطقة، خلال تواجد أمينى شرطة بها، وأمطراهما بوابل من الطلقات الآلية، حتى تأكدا من قتلهما، ثم فرا هاربين بمساعدة آخر كان فى انتظارهما على بعد عدة أمتار من مكان الحادث، وفروا هاربين باستخدام دراجة بخارية، وتبين نجاة فرد أمن ثالث من الموت المحقق، حيث كان يشترى طعاما من مكان مجاور وفوجئ بوقوع الحادث خلال عودته، وأمرت النيابة باستدعائه للشهادة، وأمرت النيابة بدفن وتشريح جثث الضحايا لبيان سبب الوفاة.
وتبين من خلال مناظرة جثمانى الضحيتين أنهما أمين شرطة محمد السباعى، من سكان محافظة الفيوم، مصاب بثلاث طلقات نارية اخترقت إحداها الجانب الأيمن وخرجت من الظهر، وطلق اخترق الصدر وخرج من الرقبة، وعيار اخترق البطن وخرج من الظهر.
والشهيد الثانى هادى سعيد، فرد شرطة درجة أولى، من سكان محافظة القليوبية، مصاب بأربع طلقات آلى اخترقت البطن والصدر وخرجت من الظهر، وأفادت مناظرة الجثتين بأن مسافة إطلاق النار كانت قريبة لا تتجاوز 4 أمتار بما جعل جميع الطلقات تتسبب فى فتحات دخول وخروج، وتبين وجود آثار9 طلقات نارية فى جدران حائط الحجرة، ووجود قرابة 20 فارغ طلقات بالمكان، أمرت النيابة بالتحفظ عليها وإرسالها إلى المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وأفادت التحقيقات بأن الحادث وقع قرابة الحادية عشرة مساء الخميس، ودبره ثلاثة إرهابيين، أحدهم انتظر على بعد عدة أمتار من النقطة الأمنية ومعه دراجة بخارية للهرب، والآخران نفذا الحادث الإرهابى، حيث استغلا خلود أمينى الشرطة للنوم، وقام المنفذان بمباغتتهما وإطلاق وابل من الرصاص عليهما باستخدام سلاح آلى وفرا هاربيين، دون أن يتمكن الشهيدان من فرصة للدفاع عن نفسيهما بسبب عدم حملهما السلاح خلال الاتجاه للنوم.
كما تبين أن نقطة شرطة الآثار مكلفة بأعمال بسيطة وغير مجهزة للتعامل الأمنى مع أى حادث طارئ بخلاف أقسام ونقاط الشرطة التقليدية، وأنهم عادة لا يتعاملون مع أحداث خطيرة، ويقتصر دورهم على المتابعة والمراقبة فى حالة وجود أعمال حفر، أو تسلل غرباء للمناطق الأثرية.
وتبين أن المنطقة خالية من السكان لوقوعها عند طريق سقارة، إلا أن القدر شاء نجاة فرد أمن من الموت حينما غادر النقطة وذهب لشراء أى طعام يأكله، وأدلى بشهادته، وقال إن الجناة فروا على موتوسيكل ووجد زميليه مقتولين حال عودته، وأفاد بوجود سائق كان ينقل أغراضا من منزل على الطريق المقابل لنقطة الشرطة، بما يحتمل معه أن يكون شاهد هو الآخر الجناة، وأمرت النيابة باستدعاء مالك المنزل المذكور والسائق لسماع شهادتيهما حول الحادث.
وأثبتت معاينة الاستراحة أنها صغيرة الحجم، عبارة عن حجرة بها سرير حديدى مكون من طابقين، ومكتب صغير به عدة أدراج، وتبين أن بها طنبجتين ميرى تخصان المجنى عليهما، واستدلت النيابة من ذلك بأن الإرهابيين باغتوا المجنى عليهما فجأة بما لم يمكنهما من الوصول إلى مكان السلاح فى درج المكتب واستخدامه فى الدفاع عن نفسيهما، كما تحتوى الحجرة على دولاب حديدى يضم أوراقا ودفاتر خاصة بنقطة المراقبة، واستدلت النيابة من المعاينة على أن أمينى الشرطة كانا سيخلدان للنوم وقت الهجوم عليهما، وقد تركا سلاحهما فى داخل أدراج المكتب، وحينما باغتهما الجناة، قفزا من على الأسرة للأرض، إلا أن القاتل أمطرهما بطلقات الرصاص وقتلهما، ثم فر هارباً.
وأمر المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيايات جنوب الجيزة، بانتداب خبراء المعمل الجنائى، لإجراء معاينة تصويرية دقيقة لمسرح الجريمة، للاستعانة بها فيما بعد خلال سير التحقيقات والاستدلال على ترتيب الأحداث، مع تكليف الخبراء برفع الأدلة الجنائية من مكان الحادث، وآثار فوارغ الطلقات لتحديد نوع السلاح المستخدم فى الجريمة، وتشريح جثمان الشهيدين، قبل التصريح بدفنهما، لتحديد عدد الطلقات التى أصابت كل واحد منهما على حدة، بسبب تعدد فتحات الدخول والخروج بجسديهما والتدقيق فى نتائج مناظرة النيابة، وتحديد المسافة التى حدثت إصابتهما منها ووقت وقوع الجريمة، ووضع تصور مكتمل للحادث.
وكلفت النيابة، جهاز الأمن الوطنى، وإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، بإجراء التحريات الوافية حول الحادث، لتحديد هوية الإرهابيين، وسرعة القبض عليهم، وتحفظت على دفتر أحوال الخدمة بنقطة الشرطة، للتحصل على معلومات إضافية حول طبيعة عمل ومواعيد خدمة المجنى عليهما، وعدد أفراد الخدمة ونوع السلاح.