ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، أن قادة المؤسسة العسكرية بمصر قرروا استهداف تنظيم «حماس» المسلح في غزة، بحسب تصريحات مسؤولين أمن بمصر. وصرح أربعة مسؤولون أمنيون، ودبلوماسيون أن تحقيق هذا الهدف قد يستغرق سنوات طويلة، وسيتطلب التعاون مع الخصوم السياسيين ل «حماس»، تحديدًا حركة «فتح»، ودعم الأنشطة والحركات المناهضة لحماس في غزة. وأشارت الوكالة أن الجيش استهدف تدمير اقتصاد غزة، بمجرد سيطرته على شؤون مصر السياسية الصيف الماضي، فقام بتدمير 1200 نفق كان يتم من خلالها تهريب المواد الغذائية، والأسلحة، والسيارات والأسلحة إلى الحدود الساحلية الخاضعة للحصار الإسرائيلي. وأضافت الوكالة أن أجهزة الاستخبارات المصرية تعتزم إفقاد «حماس» مصداقيتها السياسية، خاصة وأنها سيطرت على القطاع بعد اقتتال أهلي مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2007. وقال المسؤولون المصريون، الذين لم تذكر الوكالة أسماءهم: «ستواجه (حماس) معارضة قوية، في ظل تظاهرات سيطلقها ناشطون معارضون لها، على غرار التظاهرات الشعبية في مصر، والتي أنهت حكم رئيسين منذ 25 يناير» وأضاف مسؤول أمني كبير رفض الإفصاح عن هويته نظرا لحساسية القضية: «بعد ملاحقة الإخوان في مصر، يأتي الدور على غزة، فلن يمكننا التخلص نهائيا من إرهاب الإخوان بمصر، من دون التخلص من إرهاب حماس في غزة». ولفتت الوكالة أن الحكومة المصرية تتهم «حماس» بمساندة الجماعات الجهادية المنتمية للقاعدة في سيناء، والتي أستمرت في شن الهجمات المسلحة ضد أجهزة الأمن بمصر خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي الاتهامات التي نفتها «حماس» والإخوان» على حد السواء. وأشارت «رويترز»: «رغم أن الأجهزة الأمنية والجيش بمصر نجحا في الإطاحة بحكم الإخوان، ووضع مرسي في قفص الاتهام، فإن الوضع في غزة مختلف، ذلك أن حماس تمتلك مخزون وافر من الأسلحة، كما تمتلك قدرة قوية على القتال بفضل تجربتها القتالية ضد إسرائيل». وعلى الجانب الآخر قال مسؤولون بحماس إن تصريحات المسؤولين المصريين ل«رويترز» تشير إلى أن «مصر تحرض على العنف وإشاعة الفوضى»، فيما أكد المتحدث الرسمي باسم التنظيم أن «حماس» لا تتدخل مطلقًا في شؤون مصر الداخلية. وأشار المسؤولون إلى مباحثات جرت مع بعض عناصر فتح لأجل التوصل للإجراءات اللازمة لتجحيم التنظيم في غزة، خاصة وأن حالة من الغضب العام تخيم على القطاع بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية المتزايد. وأضاف «برغم غضب الفلسطينيين في غزة، فإن فكرة التظاهرات لن تكون سهلة، ذلك أن (حماس) تمتلك حوالي 20 ألف مجند، و20 ألف من قوات الأمن. فضلًا عن قدرة (حماس) على حشد الدعم الشعبي لها داخل القطاع، وأردف «ولكن مصر في الوقت ذاته ستستغل المشاحنات بين التنظيم وخصومه من الجماعات الجهادية المسلحة»، وكذلك حركة تمرد المناهضة ل«حماس» وللإرهاب الذي تمارسه هي وجماعة الإخوان المسلمين التي تعد امتدادًا للتنظيم. وأوضح المسؤولون أن الحكومة المصرية ستقدم الدعم المالي واللوجيستي لحركة تمرد الفلسطينية من أجل مساعداتها على التصدي ل «حماس». وأوضحت الوكالة أن اعتزام الأجهزة الأمنية بمصر استهداف حماس، يعني عودة الثقة لتلك للمؤسسة الأمنية التي ضربتها ثورة 25 يناير، وأن هذا القرار سببه الغضب العام الذي أثارته جماعة «الإخوان» وتنظيم «حماس» على حد السواء في أكثر من مناسبة. وأشارت إلى بعض المواقف التي أغضبت الرأي العام والمؤسسة الأمنية من «الإخوان» و«حماس»، ومنها استقبال مرسي لقادة حماس بقصر الرئاسة، وفتح معبر رفح طوال فترة حكمه، ما أدى إلى انتشار تجارة الأسلحة، هذا فضلًا عن اعتقاد الكثيرين أن«مرسي» سيمنح جزء من سيناء ل «حماس».