بكاء وصرخات تملأ عنابر مستشفيات الأطفال فى جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يتلقى العشرات من الأطفال العلاج من جروح أصيبوا بها نتيجة الصراع، ومؤخرا بات ذبح الأطفال، وقطع رؤوسهم، وتشويه أجسادهم من بين الممارسات الشائعة فى البلاد، بسبب الصراع الطائفى، الذى اندلع بعد أن أطاح مسلحو مجموعة «سيليكا» الإسلامية بالرئيس المسيحى، فرانسوا بوزيز، فى مارس الماضى، وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين شارك فيها مسلحو «سيليكا» ومسلحو «مناهضو بالاكا» المسيحيون، وأدت اضطرابات أفريقيا الوسطى إلى نزوح حوالى مليون شخص، وسقوط مئات القتلى بحسب تقديرات الأممالمتحدة. وأكدت منسقة «الطوارئ» فى مستشفى الأطفال فى بانجى، أمبريتا باسوتى، أن الأطفال باتوا ضحايا من كلا الجانبين، موضحة أن بعضهم الآن بات مستهدفا بشكل مباشر، وعادة ما تكون الإصابة عبر رصاص طائش وشظايا، «وهناك أطفال تعرضوا لإطلاق نار لمجرد أنهم مسلمون»، حسب باسوتى، وتزداد المأساة مع معاناة المنظمات الطبية فى أفريقيا الوسطى من انعدام الأمن، فضلا عن نقص المعدات، خصوصا نقص تبرعات الدم. وتحققت هيئة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» وشركاؤها من مقتل 16 طفلا على الأقل، وإصابة 60 آخرين، منذ اندلاع العنف الطائفى فى بانجى، وحذرت وكالة الأممالمتحدة للطفولة من الهجمات ضد الأطفال فى جمهورية أفريقيا الوسطى، بعد وصولها إلى مستويات غير مسبوقة من العنف. وعلاوة على ذلك، يجرى تجنيد مزيد من الأطفال فى الجماعات المسلحة، كما يتم استهدافهم مباشرة فى هجمات انتقامية. وتستمر منظمات حقوق الإنسان فى المطالبة بالإفراج الفورى عن الأطفال المرتبطين بالقوات والجماعات المسلحة، وحمايتهم من الأعمال الانتقامية، ومنع استخدام المساحات المدنية مثل المدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية.