الرئيس السيسى يؤكد أهمية التعاون مع "سكاتك" و"صنجرو" لتعزيز الاستثمارات الأجنبية    تخفيضات تصل ل40%.. الداخلية تطرح الأدوات والمستلزمات المدرسية استعدادًا للعام الدراسي    لمدة 5 ساعات.. مياه الأقصر تعلن إنقطاع المياه عن عدة مناطق بالطود اليوم    مصر تدفع بأكثر من 3200 طن مساعدات غذائية وإغاثية للفلسطينيين فى القطاع.. جيش الاحتلال يواصل تدمير أبراج غزة    تعرف علي جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الأهلي وإنبي الليلة    براءة رجل الأعمال حسن راتب وعلاء حسانين من تهمة غسل الأموال بقضية "الآثار الكبرى"    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بطريق أسيوط الغربي بالفيوم    للنباتيين.. أطعمة ومصادر غذائية ضرورة لصحة العظام    وزير الزراعة يفتتح الدورة 37 من معرض ومؤتمر "صحارى 2025" بمشاركة محلية ودولية    "معلومات الوزراء": توقعات بنمو متسارع لسوق الذكاء الاصطناعى بقطاع السياحة العالمى    «عوض» تتابع استعدادات إبراز البعد البيئي في افتتاح المتحف المصري الكبير    محافظ مطروح يوزع الحقائب والأدوات الكتابية والزي المدرسي على غير القادرين    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحذر من مناورات جارتها الجنوبية مع أمريكا    حشود بالآلاف واشتباكات عنيفة مع الشرطة.. أكبر مسيرة لليمين المتطرف فى لندن    رئيس الموساد لا يستبعد تعطل صفقة غزة وباراك يشكك بجدوى "عربات جدعون 2"    بالصور.. وزيرة التضامن تفتتح فصول رياض أطفال بالعاشر من رمضان    «مدرسة فايلر ويشبه كولر».. شوبير يكشف آخر تطورات مدرب الأهلي الجديد    التعادل مع غزل المحلة يُنقذ جهاز محمد مكي فى المقاولون العرب    منتخب الشباب يصل البرازيل فى رحلة السفر إلى تشيلى استعدادا لكأس العالم    مفتي الجمهورية يتوجه إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في قمّة زعماء الأديان    رئيس جامعة القاهرة يوجه باستمرار المتابعة اليومية لإجراءات توقيع الكشف الطبي للطلاب المستجدين    ارتفاع جديد بالحرارة.. الأرصاد تحذر المواطنين من طقس الأيام المقبلة.. فيديو    عاطل ينهى حياة زوجته لخلافات أسرية فى كرداسة    الإعدام شنقا للمتهم بخطف طفل وهتك عرضه بالشرقية    «غسلوا 30 مليون جنيه من المخدرات».. «الداخلية» تضبط 3 عناصر جنائية    محافظ القاهرة: حظر حرمان أي طالب غير قادر على دفع المصروفات من العملية التعليمية    نوري جيلان رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى ال46    الخشت يفرق بين فلسفة الدين وعلم الكلام: الأول نقدى شامل والثانى دفاعى تقليدى    خالد النبوى طوق نجاة للجيل الجديد    اللجنة الوطنية المصرية لشئون الألكسو تشارك في أعمال الدورة غير العادية بتونس    منها العذراء والجدي.. 6 أبراج تخفي آلامها في الحب    فلكيًا.. موعد شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيامه    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعطيل العمل بالقسم القنصلي للسفارة المصرية بالدوحة    نائب وزير الصحة يعقد اجتماعًا مع وفد اللجنة الدولية للاعتماد فى مكافحة مقاومة المضادات الحيوية    «الصحة»: تقديم 86 مليونا خدمة طبية مجانية خلال 60 يوما ضمن حملة «100 يوم صحة»    كتر القهوة هيقلل طاقتك وتركيزك.. طرق طبيعية لاستعادة النشاط    وزير الخارجية الأمريكية: قطر شريك مهم ومفيد على عدة جبهات    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    مواعيد مباريات اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    طولان: أنا مدرب منتخب مصر بالصدفة    بصمة نسمة سمير    خبير في شئون الجماعات الإرهابية: أكاذيب الإخوان تستهدف الاقتصاد عبر التضليل الرقمي    البنك الأهلي المصري يدعم وحدة الايكمو في القصر العيني ب60 مليون جنيه    الهلال الأحمر يدفع ب3200 طن مساعدات إغاثية عبر قافلة زاد العزة ال36 إلى غزة    صحيفة نمساوية: بولندا باتت تدرك حقيقة قدرات الناتو بعد حادثة الطائرات المسيرة    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة ليفربول ضد بيرنلي والقنوات الناقلة    مدرب بيراميدز السابق: أتمنى تدريب الأهلي وهو أصعب فريق واجهته في مصر    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 14 سبتمبر 2025    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 14 سبتمبر في سوق العبور للجملة    وزير الخارجية يؤكد: لا تهاون إزاء قطرة ماء ونتحرك على كافة المستويات    خطوات استخراج البطاقة الشخصية 2025 ب 5 طرق أبرزها عبر الإنترنت    روبيو يبحث مع نتنياهو إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية    «الخطيب ملعبش لواحده.. سيبنا أبهاتنا بتموت عشان الأهلي».. مجدي عبدالغني يوجه رسائل نارية لمنتقديه    نجلاء بدر: «أزمة ثقة» مسلسل نفسي كشف دواخل الشخصيات.. والقاتل كان معروفا منذ الحلقة الأولى    جثة و6 مصابين في تصادم توك توك ودراجة بخارية في البحيرة    ما حكم صلاة تحية المسجد أثناء وبعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال عبيدى المعارض التونسى: لم نتوقع التطور السريع للأحداث.. وخطابات الرئيس المخلوع أشعلت الغضب
نشر في المصري اليوم يوم 16 - 01 - 2011

أكد الناشط الحقوقى والكاتب الصحفى التونسى المعارض كمال عبيدى، فى حديثه ل«المصرى اليوم»، قبيل عودته إلى تونس مساء السبت الماضى، أن الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على تحكم فى مقادير تونس طيلة 23 عاما دون أن يسمح لصوت الشارع بأن يعلو فوق صوته، مؤكداً أن ما حدث لتونس فى عهد «بن على» لم يحدث لها فى أى عصر آخر حتى أيام الاحتلال، وأن حادث انتحار المواطن محمد بوعزيزى فى مدينة سيدى بوزيد كان الشرارة التى أطلقت النار من تحت الرماد. وفيما يلى نص حواره مع «المصرى اليوم».
■ شهدت الأحداث فى تونس تطوراً سريعاً منذ اندلاع أحداث مدينة سيدى بوزيد.. هل توقعتم كشعب تلك النهاية؟
- لم يكن أحد يتصور أن بداخل المواطن التونسى كل ذلك الغضب. نعلم جميعاً كتونسيين أن الرئيس «بن على» مرفوض شعبياً منذ سنوات، وكان الصمت نتيجة زيادة النفوذ الأمنى لقوات الشرطة التى باتت الحصن الحصين لرئيس الدولة وعائلته، لدرجة أن التونسيين ظنوا أن الظلام سيستمر لسنوات طويلة، ولن تأتى النهاية بتلك السرعة، ولكن تزايد المعارضة التونسية فى السنوات الأخيرة، وما صاحبه من فساد الرئيس وعائلته والمقربين منهم، ساهم فى زيادة حدة الغضب، لأن الشعب التونسى وجد كل الأبواب مغلقة أمامه، حتى سبل العيش البسيطة لمواطن مثل محمد بوعزيزى الذى كانت كل طموحاته أن يبيع خضراً وفاكهة على عربة من الخشب. تخيلوا أن تصبح عربة لبيع الخضر حلما صعب المنال للمواطن البسيط. لقد تعالى «بن على» على الشعب، وظن أن رماد الغضب لن يشتعل أبداً، ومما زاد الطين بلة أن شلة المنتفعين المحيطين به هونوا له من أهمية وقيمة المظاهرات والغضب الشعبى.
وكما قال فى آخر خطاب له قبل هروبه فإنه صدّقهم، ولا يعنينى هنا أن أناقش مدى صدقه هو فى تصديقهم، ما يعنينى أن التونسيين نجحوا فى إطلاق شرارة الحرية فى العالم العربى.
■ لماذا كانت الشكوى فى تونس من الاقتصاد وتراجع أدائه رغم أن المعلن كان عكس ذلك؟
- عكف النظام طيلة 23 عاماً على التصريح ببيانات تؤكد حدوث التنمية الاقتصادية، وأن تونس تسير على طريق الإصلاح الاقتصادى العالمى، وقد يكون هذا صحيحاً فيما يتعلق بقدرات تونس كدولة، لكن المواطن لم يستفد من أى من تلك القدرات لأنها كانت تذهب إلى شلة من المنتفعين المتمثلين فى الرئيس والمحيطين به من أقاربه وأصهاره، ما حدث فى تونس خلال سنوات حكم «بن على» لم يحدث فى أى فترة من تاريخها، حتى زمن الاحتلال.
■ تتحدث عن الفساد وتربح الرئيس والقريبين منه؟
- نعم فقد صار الفساد ضاربا فى جذور الوطن بشكل غير طبيعى. إذا أردت توظيف ابنك فعليك أن تدفع رشوة، وإن أردت الحصول على أى خدمة فعليك أن تدفع رشوة لوسطاء قريبين من ثلة الحكم. هذا لم يحدث حتى فى عهد الرئيس «بورقيبة» الذى كان يُتهم بالديكتاتورية مع حزبه الحاكم ولكنه لم يُتهم بالفساد. لقد أدرك التونسيون أن من يحكمهم ليس رئيس دولة لكنه رئيس عصابة نهبت البلد، وجمع ثروة لا طائل لها وضعها فى الخارج هو وعائلته وزوجته. وباتت عائلة الرئيس ذات نفوذ أقوى من نفوذ أى مؤسسة فى الدولة، يتحدث عن القانون ودولته طيلة الوقت، دون أن يكون لتلك الدولة أى وجود على أرض الواقع، كل هذا أجّج الغضب فى النفوس التونسية إلى حد المطالبة برحيله فى المظاهرات، وهو أمر لم يحدث من قبل حتى فى مظاهرات المعارضة فى الخارج، بما يعنى أن الكيل فاض بالتونسيين.
■ بم تبرر هدوء المظاهرات ثم عودة اشتعالها مرة أخرى؟ وهل أدرك التونسيون أن بيدهم فرصة لا يجب عليهم إضاعتها؟
- عندما يحكم البلد ديكتاتور لا يدرك أن مستصغر الشرر يشعل النيران. نعم هدأت الأمور ثم عادت للاشتعال والسبب خطابات «بن على» نفسه. ففى البداية وصف المتظاهرين بالقلة المندسة المخربة، ثم عاد ووعدهم بوعود ملَّ التونسيون منها وعرفوا كذبها على مدى سنوات حكمه، ثم كان الخطاب الثالث والأخير الذى بدا فيه ضعفه وعدم قدرته على السيطرة على الأمور رغم كل محاولات القمع التى مارسها، فبدا كمن كان يتوسل إلى الشعب أن يعفو عنه، فأدرك الشعب التونسى بفطرته نهاية الديكتاتور وأن أنظمة الحكم الغربية التى طالما أظهر لها الولاء، ولا قوات الأمن الممسكة بالهراوات، تستطيع حمايته، فكانت الهبّة الكبرى التى جعلت الديكتاتور يقرر الرحيل دون أن يعرف أى جهة ستقبل باستضافته.
■ تتحدث عن الخطاب الأخير لرئيس الدولة وكيف بدا متوسلا.. هل أدرك الغرب تلك المعانى أيضاً؟
- بالطبع الجميع فى الداخل والخارج قرأ عبارات التوسل والاستعطاف التى جاءت على لسان «بن على». التونسيون أدركوا حالة الضعف والخوف التى وصل إليها، والخارج الموالى له فى فرنسا وإسبانيا عرف أنه فقد القدرة على السيطرة على مقادير الحكم وأن التونسيين لن يتراجعوا فتخلى عنه.
■ هل توقع التونسيون هروب «بن على» بتلك الطريقة؟
- فى الأسبوعين الأخيرين كثرت الشائعات عن هروب أفراد من أسرة الرئيس وزوجته وأصهاره المنتفعين بثروات الشعب للخارج عبر طائرات خاصة، ولذا كان هناك توقع لتلك النهاية، جعل التونسيين يشعرون أنهم فى سباق مع الزمن لتحقيق الحرية للشعب.
■ هل هناك تقديرات لثروة «بن على» فى الخارج هو وأسرته؟
- نشرت مجلة «فوربس» منذ فترة قائمة تضم أغنى أغنياء العالم وضمت القائمة الرئيس بن على، وقيل الكثير عن ثروته التى كونها على حساب التونسيين ووضعها فى حسابات بالخارج ولكن لا أحد يعلم الحقيقة بالضبط. لكن الشىء المؤكد أن «بن على» نجح هو وأسرته فى السنوات الأخيرة فى أن يكونوا شركاء فى كل المشاريع الاستثمارية فى تونس، كانوا يشترون أراضى الدولة بأثمان بخسة ثم يبيعونها بأسعار خيالية، إلى الحد الذى وصف معه تقرير للسفير الأمريكى السابق فى تونس «بن على» وأسرته ب«المافيا». ويكفى أن أذكر لك ترتيب تونس فى تقرير الشفافية الدولية منذ 10 سنوات وكانت فى المرتبة الأولى عربيا فيه، اليوم تونس فى المرتبة 66.
■ كيف يرى التونسيون قبول السعودية استضافة «بن على» وعائلته؟
- لا يعنينا أين ذهب، المهم أنه ذهب فى خزى وعار كأى حاكم ديكتاتورى متجبر كان يبحث عن ملجأ يؤويه بعيدا عن الوطن الذى لفظه. كان يتصور أن أصدقاءه فى فرنسا وإسبانيا سيرحبون به ويمدون له أيادى العون ولكن لم يحدث، أما السعودية فليس غريباً أن تستقبل «بن على» وترحب به، وقد سبق لها استضافة غيره من الحكام المطرودين من شعوبهم، ومنهم نواز شريف الذى لجأ لها بعد اندلاع المظاهرات ضده.
■ وكيف تتصورون المستقبل فى تونس؟
- أتصور أنه سيتم إقامة حكم ديمقراطى وإقامة دولة مدنية فى أسرع وقت ممكن، فنحن متشوقون للحرية وتقدم تونس عبر حكومة تمثل الشعب وتحترمه وتنال ثقته. وقد قرر المجلس التنفيذى أن تكون انتخابات الرئاسة خلال 60 يوما، كما سنقوم بتعديل الدستور ليعبر عن مصلحة الوطن والمواطن لا مصلحة الرئيس والقائمين على شؤون الدولة. ولقد عدّل «بن على» الدستور أكثر من مرة ليتناسب ومقاسه ويضمن له بقاءه وعائلته فى الحكم مدى الحياة. وكان يتحكم فى كل شىء حتى تعيين القضاة فكان ولاؤهم له. أقولها لكل الوطن العربى: «تونس ستطوى صفحة الاستبداد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.