قرر المستشار عمر مختار، المحامى العام لنيابات شمال المنيا، حبس مندوب الشرطة عامر عاشور عبدالظاهر، المتهم بإطلاق النار على ركاب العربة رقم 9 بالقطار رقم 979 مساء الثلاثاء، 15 يوماً على ذمة التحقيق، وسجلت وقائع القضية «أمن دولة» لكونها قضية رأى عام، واستمعت النيابة لأقوال المتهم الذى أكد مروره بحالة نفسية مرضية دفعته لارتكاب الجريمة. كما كشفت التحقيقات مع المتهم عن مفاجأة، حيث تبين بفحص ملف المتهم الوظيفى أنه سبق صدور قرار بإيقافه عن حمل السلاح منذ ثلاث سنوات أثناء أدائه الخدمة، بقرار من المجلس الطبى، وبعد تنفيذ القرار تم عرضه على المجلس الطبى مرة أخرى الذى قرر إمكانية عودته لحمل السلاح مرة ثانية، وأن سبب الإيقاف أن المتهم كان وقتها يعانى من اضطرابات نفسية بسبب ظروف معينة، على حد وصف مصادر أمنية. ورفضت المصادر الأمنية وصف المتهم بأنه مختل عقلياً، قائلة إن المتهم سبق إيقافه عن حمل السلاح، لكنه عاد بعد الإيقاف لأداء مهامه المكلف بها.. وأبدت المصادر الأمنية استغرابها من إطلاق المتهم النار على الركاب بشكل عشوائى، نافية أن يكون قد قصد الأقباط، مبررة ذلك بأنه لو أراد استهداف أقباط لكان ارتكب جريمته حينما كان مكلفاً بحراسة إحدى الكنائس. كان المتهم قد خضع بعد ارتكابه الحادث إلى استجواب من اللواء محسن مراد، مدير أمن المنيا، الذى قام بمناقشته حول ظروف الجريمة لمدة 8 ساعات متواصلة ثم أحاله إلى النيابة التى تولت التحقيق.فى السياق ذاته، كلف المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، المحامى العام لنيابات المنيا، بالانتقال إلى مكان الواقعة وإجراء معاينة وموافاته بالنتائج، وقررت النيابة التحفظ على العربة رقم 9 بالقطار داخل محطة سمالوط، وقام مسؤول المحطة بفصل العربة وتركها فى مكان الحادث، بينما استكمل القطار رحلته إلى القاهرة، وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مستشفى الراعى الصالح للاستماع لأقوال المصابين، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وضم ملف خدمة المتهم فى جهاز الشرطة، وقررت حبسه بعد التحقيقات وإجراء معاينة لمسرح الجريمة. كما أجرى فريق من النيابة العامة فى ساعة متأخرة الثلاثاء معاينة لعربة القطار التى شهدت حادث إطلاق النار بشكل عشوائى، وعثرت النيابة على فوارغ طلقات من عيار 9 مللى بالقرب من كراسى القطار، ورجحت النيابة أن يكون المتهم قد أطلقها من سلاحه الميرى، وأمرت النيابة بمناظرة جثة المجنى عليه فتحى مسعد عيد غطاس، وأمرت بعرضها على الطب الشرعى لبيان صفتها التشريحية، كما طلبت النيابة تقريرا من مستشفى الراعى الصالح، الذى يتلقى داخله المصابون العلاج، للوقوف على حالتهم. أوضحت مصادر أمنية ل«المصرى اليوم» كيفية وقوع الحادث، حيث استقل المتهم القطار وكان فى طريقه إلى عمله بوحدة مباحث مركز بنى مزار، وأنه بمجرد صعوده القطار، تفقد جميع ركاب العربة رقم 9، وسار فى العربة إلى الأمام والخلف ثم توقف قرب الباب، وصوب النيران من الطبنجة عهدته إلى الركاب فى الكراسى الأمامية، وأنه أفرغ خزينة الطبنجة فى وجه القتيل والمصابين الخمسة، وأن القدر أنقذ أحد ركاب العربة ويدعى محمود عبدالباسط، عندما صوب المتهم مسدسه إلى رأسه، لكن خزينة الطلقات كانت فارغة وحاول الراكب إمساك المتهم الذى فر هاربا تاركا «جاكت» خاصاً به فى يد الراكب، يحتوى على بعض المتعلقات الشخصية، التى استطاعت أجهزة الأمن تحديد شخصيته من خلالها، وتمكنت من القبض عليه بعد دقائق داخل مسكنه فى سمالوط، وأن المتهم أكد مروره بضائقة مالية وحالات ضيق، وأنه لم يشعر بنفسه إلا بعد ارتكاب الجريمة والقبض عليه. كان حادث إطلاق النيران وقع مساء الثلاثاء فى القطار «979» «أسيوط - القاهرة» أثناء دخوله محطة سمالوط بالمنيا، وأسفر إطلاق النار عن مصرع فتحى مسعد عيد غطاس، 71 سنة، وإصابة زوجته إيميلى حنا تدلى، 61 سنة، وصباح سينيوت سليمان، 52 سنة، وماريان نبيل زكى 29 سنة، وشقيقتها ماجى نبيل زكى 26 سنة، وإيهاب أشرف كمال 26 سنة.