أرض مصر مقدسة وطأت أقدام الأنبياء تلك الأرض فقوة وتماسك مصر نبعت بما حباها الله من شرف وعلو فى المقام عندما تزوج إبراهيم الخليل من هاجر المصرية فأنجبت له الذبيح إسماعيل عليه السلام والسعى بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج إلى قيام الساعة وقدوتنا فى هذا السعى هو السيدة هاجر التى نتشرف بها كونها مصرية . وسيدنا يوسف تربى وترعرع فى مصر بعد قصته مع أخوته ثم أصبح فيها وزيراً للخزانة والتموين بالمفاهيم المعاصرة وأستطاع أن ينقذ مصر والمنطقة التى حولها بالتخطيط الجيد من كارثة أنسانية ألا وهى المجاعة التى كانت سوف تدمر البلاد ولولا فضل الله على العباد والتمكين لسيدنا يوسف عليه السلام فى الأرض ليقدم حلولاً لتلك الكارثة يمكن أن تتعلم منها الأقتصاديات المعاصرة فى فن إدارة الأزمات لكانت عصفت تلك الكارثة بأهل مصر ومن حولها فى ذلك الوقت ومشهد آخر ألتقاء الأب سيدنا يعقوب بالابن سيدنا يوسف بعد فقد الأب للأبن سنين طويلة لتتحقق الرؤيا الصادقة التى رآها سيدنا يوسف عليه السلام وكان اللقاء على أرض مصر وقال سيدنا يوسف قولته الشهيرة لأبيه وأخوته أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ومنذ ذلك الوقت فأن من يبحث عن السلام والمحبة فى العالم لا يجدها إلا فى مصر فهى التى جمعت شمل سيدنا يوسف بسيدنا يعقوب بعد فراق طويل فهى التى تجمع ولا تفرق وعاش على أرضها موسى عليه السلام ونجاه الله سبحانه وتعالى من القتل الذى كان مستشريا فى ذكور بنى إسرائيل بأمر من فرعون وقدر الله سبحانه وتعالى أن يعيش عليه السلام فى قصر فرعون ويكون هو نفسه سبباً فى زوال ملكه وبعث الله سبحانه وتعالى معه هارون نبياً ليشد به أزر موسى عليه السلام ليجهرا معاً فى وجه فرعون برسالة السماء وأصبحت أرض مصر شاهدة على تلك الأحداث وشاهدة على الظلم والأستبداد من فرعون الذى كتبت له نهايته فى غرق فرعون وجنوده فى اليم لأن مصر لا ترضى بالظلم فتبتلع الظالم ومن يعاونه بأمر من الله سبحانه وتعالى وتقتلع الظل من جذوره مهما طال الزمان ثم لجأت الى مصر السيدة مريم العذراء مع ولديها سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام فأحتضنتها مصر ووليدها و فازت مصر بالمسيحية وايمان أهلها بها التى تدعو الى القيم الروحية بعد أن أنغمست الانسانية فى ذلك الوقت بالمادية المتوحشة التى جعلت العالم يعج بالمفاسد والشهوات وما أحوجنا فى عالم اليوم لنعود مرة أخرى الى القيم الروحية السمحة وظهرت الرسالة الخاتمة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووصيت الرسول الكريم بأهل مصر لمن سيعمل على فتحها وقوله صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم هم وازواجهم فى رباط الى يوم القيامة و أيضا عندما قال عنهم هم خير أجناد الارض وعندما فتحها عمرو بن العاص رضى الله عنه نفذ وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمات سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فى ذلك الوقت وأستقبل المصريون فى ذلك الوقت هذا الفتح بالفرح الشديد حتى ينجوا من ظلم الدولة البيزنطية بل و تعايش المصريين مع العرب الفاتحين فى سلام ووئام وأعتنق المصريين بالتدريج الاسلام وأصبحت مصر منذ ذلك الوقت تتعانق فيها المسيحية والاسلام وتعلو فيها قيم الحب والأخاء بين المصريين أن أرض مصر الطيبة هى أرض الوحدة والآلفة والمحبة التى ليس لها حدود نعيش فيها سويا بتاريخ مهده الله سبحانه وتعالى ليكون منارة للمستقبل يكون فيه المصريون يدا واحدة على من عاداهم لتقطع يد اى انسان يحاول أن يعبث بأمن مصر فكلنا نقف صفا واحدا بقيم ومبادئ راسخة متصلة بالسماء