السفير الأمريكي الجديد لدى سوريا يؤدي اليمين وهيلاري تؤيد محكمة الحريري

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن سفير البلاد الجديد لدى سوريا أدى الجمعة اليمين، حيث يتوقع أن يتولى مهام منصبه نهاية يناير الجاري.
بذلك يكون روبرت فورد أول سفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا منذ قيامها بسحب مبعوثها في دمشق عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، حيث اتهمت السلطات الأمريكية المخابرات السورية بالوقوف وراء عملية الاغتيال التي تمت في العاصمة اللبنانية بيروت.
ورشح باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، فورد للمنصب الذي عينه فيه نهاية العام السابق بعدما دخل الكونجرس الأمريكي في الإجازة البرلمانية.
وكان الجمهوريون في مجلس الشيوخ منعوا ترشيح فورد للمنصب في وقت سابق من عام 2010 قائلين إن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تطور علاقاتها مع سوريا بسبب دعم الأخيرة المتواصل لميلشيا حزب الله الشيعية في لبنان.
واستغل أوباما قاعدة دستورية تسمح له بتعيين مرشحين خلال الإجازة البرلمانية من دون الحصول على موافقة الكونجرس لتعيين فورد في المنصب. إلا أنه سيتعين على السفير الجديد الحصول على موافقة مجلس الشيوخ حتي يستطيع البقاء في منصبه بعد 2012.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي، الجمعة، إن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية إقامة اتصالات على مستوى أعلى مع دمشق.
وقال كراولي إنه «لا يجب النظر إلى إرسال سفير لدمشق على أنه مكافأة للحكومة السورية... إنه يحسن قدرتنا على إرسال رسائل قوية إلي الحكومة السورية وتوضيح مخاوفنا وأولوياتنا لسوريا».
وفي سياق ذي صلة، أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن تأييدها للمحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري خلال اجتماعها مع نجله سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الحالي، الجمعة.
وقال مصدر كان موجودا في الاجتماع الذي استغرق ساعة بين الحريري وهيلاري كلينتون في فندق بنيويورك- إن «وزيرة الخارجية كلينتون أبدت بشكل واضح تأييدها لمحكمة الحريري».
وسئل عما إذا كان رئيس الوزراء اللبناني أيدها أيضا فقال المصدر «هذا أمر بدهي».
وقال المصدر إن هيلاري كلينتون أعربت أيضا عن تأييدها القوي لاستقلال وسيادة لبنان، وهي عبارة كثيرا ما تستخدم للتلميح إلى انتقاد محاولات سوريا بسط سيطرتها على الشؤون اللبنانية.
ولم تدل هيلاري كلينتون نفسها بتصريحات للصحفيين أكثر من إشادتها باجتماعها مع الحريري بوصفه «ممتازا».
وقبل الاجتماع مباشرة مع الزعيم اللبناني عقدت هيلاري كلينتون اجتماعا استمر 45 دقيقة في فندق مجاور مع الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية الذي أجرى جراحة في عموده الفقري في نيويورك الشهر الماضي.
ولم تتوفر تفصيلات بشأن اجتماعهما ولكن السعودية وسوريا اللتين تدعمان بشكل تقليدي معسكرين متناحرين في لبنان تعملان منذ يوليو بشأن مقترحات في محاولة لتهدئة التوتر بشأن المحكمة.
ونقل عن الحريري، الجمعة، قوله إن المقترحات السعودية السورية المشتركة لتخفيف التوترات لا تتضمن تغييرات في حكومة الوحدة الوطنية الهشة التي يرأسها.
وقال الحريري لصحيفة «الحياة»: «من يعتقد أن بإمكان أي حكومة غير حكومة الوحدة الوطنية أن تنهض بهذا البلد عليه أن يعيد التفكير مليا بموقفه».
وأصيبت حكومة الحريري بشلل طوال أشهر نتيجة لتوترات سياسية ناجمة عن التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة في تفجير عام 2005 الذي أدى إلى مقتل رفيق الحريري.
وتوقع دبلوماسيون توجيه اتهامات لأعضاء في حزب الله الذي يشارك بوزراء في حكومة الحريري.
ومن المتوقع أن ترسل هذا الشهر لائحة الاتهام إلى قاضي المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، والذي سيبت في أمر القضية.
ونفى حزب الله أي دور له في مقتل الحريري ورفض التحقيق المستمر منذ خمس سنوات في التفجير الذي يقول إن وراءه أهدافا سياسية، وطالب رئيس الوزراء اللبناني بشجب المحكمة التي تقود التحقيق بدعم من الأمم المتحدة. وهو مطلب لم يجد استجابة حتى الآن.