وصل روبرت فورد، السفير الأمريكي، إلى دمشق، اليوم الأحد، لتولي منصبه بعد غياب استمر 5 سنوات لأعلى مستوى للتمثيل الدبلوماسي الأمريكي في سوريا. واستقل فورد -الذي كون خبرة في شؤون الشرق الأوسط، خلال عمله في أماكن من بينها الجزائر والعراق- طائرة تجارية إلى مطار دمشق، وقال شهود عيان إنه توجه على الفور إلى مقر إقامته الرسمي. وكانت الولاياتالمتحدة سحبت سفيرها من دمشق عام 2005 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وحمل الساسة اللبنانيون المناهضون لسوريا آنذاك دمشق المسؤولية عن حادث الاغتيال الذي أدى إلى خروج القوات السورية من لبنان، بعد وجود استمر 29 عاما، وأسهم في تدهور العلاقات الأمريكية السورية. وأعلن باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، بعد شهور من توليه منصبه اعتزامه إرسال سفير إلى دمشق، في إطار سياسة ترمي إلى التحاور مع البلدان المعارضة للولايات المتحدة، ورشح فورد للمنصب في فبراير العام الماضي. وأخرت إجراءات الكونجرس ومعارضة بعض الجمهوريين وصول فورد إلى دمشق. ويتولى فورد منصبه في غمرة أزمة سياسية أخرى في لبنان، إذ انهارت حكومة الزعيم السني سعد الحريري ابن رفيق الحريري الأسبوع الماضي بعد 14 شهرا من تأليفها، في خضم خلاف مع حزب الله الذي تدعمه سوريا وإيران، بشأن المحكمة الدولية المعنية بمحاكمة المشتبه بهم في حادث اغتيال والده. ومن المتوقع أن تتهم المحكمة بعض أعضاء حزب الله بالضلوع في حادث الاغتيال. كما تحرت تحقيقات المحكمة بخصوص احتمال ضلوع بعض مسؤولي الأمن السوريين. وتنفي سوريا وحزب الله أي دور لهما في الحادث. وتختلف سوريا والولاياتالمتحدة حول مدى أهلية المحكمة كأداة لإقرار العدالة، حيث تخشى سوريا أن تكون أداة تحركها دوافع سياسية، تهدف إلى تقويض حزب الله وحلفائه في المنطقة.