شيع أهالى حى الوليدية فى أسيوط، مساء الخميس، جثامين 8 فتيات من ضحايا انقلاب أتوبيس الرحلات فى المنيا، الذى وقع الأربعاء الماضى، واحتشد مئات المصلين فى المسجد الكبير بالحى لأداء صلاة الجنازة عليهن، ودخل عدد كبير من أفراد أسرهن فى حالة بكاء هستيرى، بعد أن امتلأت ساحة المسجد بنعوش الضحايا. وبعد أداء صلاة الجنازة، حمل الأهالى النعوش فى مشهد مأساوى مهيب وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى وصلت بصعوبة إلى مقابر «عرب المدابغ» بالجبل الغربى، وتعالت صرخات النساء من أسر الضحايا اللاتى انتشرن فى الشوارع المحيطة بالمسجد، والتى أغرقتها مياه الأمطار، وصرخت إحدى السيدات: «أنا أمك يا إسراء ردى عليا» وقالت أخرى: «يا منار يا ضنايا» وأطفال ينادون على والدتهم: «يا أمى هتسيبينا لمين؟»، وتمت عملية الدفن على أضواء المصابيح وانخرط أولياء أمور الضحايا فى البكاء وهم يقولون «الله.. أنت أعلم بأنهم شهداء». وخيمت حالة من الحزن على أهالى القرية حيث أغلقت المحال أبوابها وخلت الشوارع تماماً من المارة حزناً على الضحايا. قال أحمد محمد الذى فقد ابن عمه «أسامة» مشرف الرحلة الذى لم يتم العثور على جثته حتى الآن: «سمعنا من الناجين أنه (أسامة) أخذ يخرج الأطفال وطالبات المدرسة حتى اختفى وسط الرمال، وطالب المسؤولون بالاستمرار فى عمليات البحث لأن هناك مفقودين مازالوا تحت الرمال». وأضاف حمادة فرج، الذى فقد 2 من أقاربه من بينهم عروس لم يمر على زواجها شهور: إن ابنة عمه سحر هاشم، مشرفة، ضحت بنفسها وأنقذت بناتها وصديقاتهن حتى فقدت السيطرة وجرفتها مياه السيول وغمرتها الرمال. وأكدت مصادر ل«المصرى اليوم» أنه تم العثور على 3 جثث مجهولة، وتم نقلها إلى مشرحة مستشفى أبنوب المركزى تمهيداً لأخذ عينة من الحامض النووى «DNA»، فيما تواصل أجهزة الأمن لليوم الثالث على التوالى فرض طوق أمنى حول مدرسة البنات بالوليدية خوفاً من غضب أهالى الضحايا. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن حصلت على كشوف الرحلة الرسمية التى تحدد العدد ب48 طفلة و7 مشرفين وعامل، بينما علمت أجهزة الأمن بأسيوط من تحقيقاتها مع الإداريين بمدرسة البنات الإعدادية وشهود عيان أن الرحلة يزيد عدد أفرادها على 70 شخصاً، ويجرى البحث عن باقى المفقودين بعد التأكد من مطابقة أقوال الشهود والناجين. وتسبب الإهمال والارتباك بمستشفى أسيوط الجامعى فى خطأ، حيث تسلم ولى أمر الطالبة المتوفاة أميرة محمد فرغلى جث زميلتها أمانى رمضان جبر على إنها جثة ابنته إلا أن والدة الأخيرة تعرفت على جثة ابنتها داخل مشرحة المستشفى.
