تشييع جثث الضحايا السبع فى أجا

شيع الآلاف من أهالى قرية «تلبنت» بمركز أجا بالدقهلية الأحد جثث ال7 ضحايا من أسرة واحدة، الذين لقوا مصرعهم بالاختناق، بعد أن أفادت معاينة النيابة بأن اشتعال البوتاجاز، وإغلاق جميع منافذ الشقة، أديا إلى احتراق الأكسجين، واختناق الضحايا. الحزن يسيطر على القرية. نساء القرية والقرى المجاورة ارتدين السواد. الدموع لا تتوقف على الأطفال الأبرياء ال4 الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما. الرجال وقفوا أمام مسجد اللواء عبدالله جندية بالقرية أكثر من 6 ساعات فى انتظار وصول سيارات الإسعاف التى تحمل جثث الضحايا، بينما انتظر المئات من أقارب المجنى عليهم أمام مستشفى أجا لتسلم الجثث بعد انتهاء الطبيب الشرعى من تشريح الجثث للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية، وشيع الأهالى جثامين الضحايا إلى المقابر فى 5 نعوش، بعد وضع كل طفلين فى نعش منفصل، وارتفع أصوات الأهالى بترديد «لا إله إلا الله» وسط سكون القرية.
الأحد كان يوماً غير عادى على قرية «تلبنت»، على مدخل القرية تقف النساء بملابسهن السوداء، كلهن فى حالة بكاء هستيرى فى انتظار وصول الجثامين، وتعالت الصرخات بمجرد وصول 3 سيارات إسعاف تحمل جثث الضحايا، فى حين أصر أقارب المجنى عليهم على إعادة غسل الضحايا بمنزل أحد أقاربهم قبل أداء صلاة الجنازة عليهم وتشييعهم لمثواهم الأخير بمقابر القرية .
وقف والد الضحية عبير فوزى عبدربه فى حالة ذهول أمام باب المسجد وانهار أثناء دخول الجثمان لأداء صلاة الجنازة عليه وهو يردد: «لا إله إلا الله»، بينما علت صرخات الأم وهى تردد: «على فين يا عبير هاتسيبينا لمين وليه أخدتى ولادك معاكى كنتى سبتى لنا حاجة من ريحتك»، بعدها سقطت مغشيا عليها وهى تقول: «ياريت ربنا كان أخدنا احنا وسابك انتى وأولادك»، بعد إفاقتها تعلقت الأم بالنعوش أثناء خروجها من باب المسجد، إلا أن الأهالى أبعدوها عن طريق الجنازة.
قال محمود محمد، شقيق الزوجة الأولى، وهو يبكى، قائلاً: «أختى طول عمرها أصيلة وقفت بجانب زوجها طول عمرها ووافقت على أنه يتزوج عليها علشان يخلف وكانت بتعامل أولاده على أنهم أولادها ورفضت أن تتركه وتيجى تعيش معايا وحتى لما مات ماتت معاه وراحت فى القبر اللى جنبه».
وفى داخل المسجد، انخرط إسماعيل، شقيق الضحية محمد إبراهيم، فى حالة بكاء أثناء أداء صلاة الجنازة على شقيقه وزوجتيه وأولاده وأصر على تقبيل جثامين الأطفال قبل دخولها النعوش.
وكانت القرية قد استيقظت صباح السبت الماضى على خبر مصرع أسرة محمد إبراهيم أحمد بكر بأكملها، وانتقل للقرية العميد محمد حجى، مأمور مركز أجا، والرائد تامر رضا، رئيس المباحث، وتبين مصرع محمد إبراهيم أحمد بكر «55 سنة» وزوجته الأولى نعيمة محمد عبدالمقصود «50 سنة» والثانية عبير فوزى عبدربه «30 سنة» وأطفاله الأربعة عبدالعاطى «6 سنوات» وإسماعيل «5 سنوات» والتوأمن إبراهيم ونعيمة «4 سنوات» نتيجة لاحتراق الأكسجين داخل المنزل، حيث تركت إحدى الزوجتين شعلة البوتاجاز مشتعلة وناموا بالمنزل مساء الخميس الماضى.