فى تقريرها السنوى الثالث، رصدت مؤسسة الفكر العربى واقع التنمية الثقافية فى دول الوطن العربى، من خلال التركيز على أهم مقوماتها، متمثلة فى التعليم والبحث العلمى والمعلوماتية وحركة التأليف والنشر والإبداع، إضافة إلى توثيق سنوى للحصاد الثقافى والفكرى لما شغل العرب من قضايا وتساؤلات فى مؤتمراتهم وملتقياتهم وإعلامهم. وذكر التقرير فى الفصل الأول «البحث العلمى فى الوطن العربى.. مؤشرات التخلف ومحاولات التميز» أنه مقارنة لعدد البراءات المسجلة عالميا بين عامى 2005 و2009 يتبين أنها لم تتجاوز 475 براءة اختراع فى 8 دول عربية، فى حين أن ماليزيا وحدها توصلت إلى 566 براءة اختراع، وأشار أن إجمالى البحوث المنشورة فى مصر وصل إلى 5559 عام 2008، بينما لم يتعد 312 بحثاً فى سوريا، و115 فى اليمن، و1532 فى الأردن، و1273 فى الإمارات، و240 بحثاً فى البحرين، وأشار التقرير إلى أن عدد براءات الاختراع المعتمدة فى مصر عام 2008 وصل إلى 81 براءة اختراع لمقيمين داخلها، و280 لغير مقيمين، بينما وصل إلى 115 براءة اختراع فى المغرب لمقيمين داخلها، و854 لغير مقيمين، بينما أشار التقرير إلى عدم وجود أى براءات فى كل من الأردن والجزائر والسعودية، وفى الوقت نفسه فإن مصر احتلت المرتبة 28 من بين 127 دولة فى براءات الاختراع، فى الوقت الذى احتلت فيه الكويت المرتبة 39، وقطر المرتبة 39، والإمارات المرتبة 41، تلتها السعودية بالمركز 49، وتونس التى احتلت المركز 66. وعلى الجانب الآخر احتلت 13 جامعة مصرية 13 مركزا متقدما بين 25 جامعة عربية فى ترتيب الجامعات ومراكز الأبحاث العربية بناء على الأبحاث المنشورة فى الدوريات الموثقة عالمياً فى مجموعة (سكوبوس - السفير) خلال الفترة بين 1996 و2008، حيث جاءت جامعة القاهرة فى المركز الأول عربيا و592 عالميا، وعين شمس فى المركز الرابع عربيا و910 عالميا، كما احتلت جامعة المنصورة المركز السادس، تلتها جامعة الإسكندرية ومعهد الأبحاث الطبية، أما جامعة أسيوط فجاءت فى المركز الثالث عشر، تلاها المركز الوطنى للأبحاث، ثم جامعات الزقازيق وطنطا وقناة السويس. وفيما يخص معلوماتية التواصل الثقافى العربى على شبكة الإنترنت، فأشار التقرير إلى أنه هذا الجزء اعتمد على البيانات والمعلومات المتاحة عن أوضاع تكنولوجيا المعلومات والإنترنت فى الوطن العربى بقاعدة البيانات التفاعلية على الإنترنت، الخاصة بالتقرير العالمى لتقنية المعلومات الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادى العالمى فى 25 مارس 2010، حيث يكشف أن التراجعات التى حدثت فى أوضاع البنية المعلوماتية التحتية فى العالم العربى خلال عام 2009 كانت فى مؤشرات تقنية المعلومات والاتصالات فى الرؤى الحكومية، حيث حدث انخفاض فى معيارين للقياس، هما معيار مشتروات الحكومة العربية من تقنيات المعلومات والاتصالات بالرؤى الحكومية، بينما طرأ تقدم طفيف فى معيارين، هما مستوى تقنية المعلومات فى قائمة أولويات الحكومة ومعيار نجاح الحكومات فى الترويج لتقنية المعلومات داخل المجتمعات العربية، كما أشار التقرير إلى حدوث تقدم فى مؤشرات الأداء الحكومى وتقنيات المعلومات والاتصالات، حيث حدث تقدم طفيف فى المعايير الأربعة التى تضمها هذه المجموعة وهى مستوى تدريب موظفى الحكومة على التقنيات وتوافر الخدمات الإلكترونية بالإنترنت وتفعيل تقنيات المعلومات فى تطوير الأداء الحكومى وانتشار تقنيات المعلومات بالمكاتب الحكومية. وفيما يخص مؤشرات البيئة الإبداعية فقد لفت التقرير إلى تقدم العالم العربى 3 خطوات للأمام وعودته 4 خطوات للخلف، حيث أشار إلى حدوث تحسن فى ثلاثة معايير هى متوسط عدد البراءات لكل مليون نسمة ودرجة حرية الصحافة وإتاحة قوانين لها علاقة بتقنيات المعلومات والاتصالات، فيما طرأ تراجع على 4 مؤشرات أخرى هى مستوى استقلالية القضاء وفاعلية الإطار القانونى ومستوى حماية الملكية الفكرية والقدرة على الإبداع والابتكار. أما ما يخص مؤشرات أوضاع التعليم، فقد حدث تحسن وفقا للتقرير فى خمسة معايير هى جودة نظام التعليم وجودة تعليم الرياضيات والعلوم والتسجيل الجامعى والوصول للإنترنت بالمدارس وجودة كليات الإدارة، بينما حدث تراجع فى المعيار الخاص بالإنفاق على التعليم، وفى مؤشرات البحث والتدريب تراجع معيار جودة مؤسسات البحث العلمى وحدث تحسن فى توافر خدمات البحوث والتدريب محليا وإنفاق المؤسسات على البحوث والتعاون البحثى بين الصناعة والجامعة. تم تقسيم الثقافة إلى 20 فرعا، وجرى استخدام 54 كلمة تم توزيعها على الفروع العشرين بمعدلات تراوحت بين كلمة وخمس كلمات، وقد أسفرت عملية الرصد والاستكشاف والتحليل التى تمت على بيانات عام 2009، أن متوسط إجمالى عمليات البحث التى استخدمها الباحثون عبر الإنترنت باللغة العربية فى تواصلهم مع فروع الثقافة العشرين كان 319 مليونا و268 ألفاً و941 عملية بحث فى المتوسط شهريا، كان فى مقدمتها السينما، ثم الغناء، ثم الكتب والكتاب، فالشعر، فالموسيقى والأدب تلتها الصحافة والمسرح فالمكتبات فالفنون فالتمثيل فالثقافة فالآثار فالفكر فالتراث فالفن التشكيلى فالمنتديات الثقافية فمعارض الكتب وأخيراً المؤسسات الثقافية. وكشفت عمليات الرصد عن أن متوسط عدد عمليات البحث التى استهدفت الاستهلاك والتواصل مع المنتج الثقافى السينمائى ومنتجيه رقمياً من قبل الجمهور العربى على الإنترنت يبلغ 106 ملايين و239 ألفاً و724 عملية بحث فى المتوسط شهريا خلال عام 2009، واحتلت كلمة «تحميل أفلام» المركز الأول وبلغ معدل استخدامها 39 مليونا و926 ألفاً و200 مرة، وهكذا فإن 88% من عمليات استهلاك السينما والتواصل معها كانت تستهدف الوصول إلى الأفلام. ومن الأمور التى أشار لها التقرير أن عمليات البحث عن السينما الهندية تأتى بعد السينما المصرية مباشرة، كما أن متوسط عمليات البحث التى تستهدف التواصل مع السينما الإسرائيلية باللغة العربية واستهلاكها يصل إلى 9900 عملية بحث شهريا. ووصل متوسط عدد عمليات البحث باللغة العربية عبر الإنترنت والتى استهدفت التواصل مع الغناء والطرب إلى 84 مليونا و482 ألفا و550 عملية شهريا فى عام 2009، وعلى رأس الذين سعى جمهور الإنترنت للتواصل معهم عبر استهلاك معلومات أو أغان أو غيرها تخصهم جاءت أم كلثوم ووردة وجنات ونجاة الصغيرة وشادية من المطربات، وتامر حسنى وعمرو دياب وفضل شاكر ومصطفى كامل من المطربين، حيث وصل متوسط عدد عمليات البحث عن الفنان تامر حسنى 2742150، وعمر ودياب بمتوسط 2011675، أما فضل شاكر فمتوسط عمليات البحث عنه وصل إلى 695863، وبالنسبة للمطربات فجاءت أم كلثوم فى المركز الأول بمتوسط عمليات بحث وصل إلى 89081، تلتها وردة 73400، وتلتها جنات ونجاة وشادية وأصالة بنسب 40610 و31500، 29100. وجاء فى التقرير أن عمليات البحث الساعية للتواصل مع الغناء المصرى القائمة بعمليات بحث تبلغ 612 ألفاً و501 عملية فى المتوسط شهريا، يليه الغناء السودانى فالمغربى فالعراقى فى قائمة تضم 18 كلمة بحث استخدمت على أساس قطرى وشعوبى، وفى قائمة ضمت أكبر 10 مبدعين ومنتجين طبقا لمعدلات الطلب عليهم خلال 2009، تصدر الفنان تامر حسنى القائمة بمتوسط عمليات بحث وصل إلى 2742150، تلاه عمرو دياب بمتوسط 2011675، ثم الشاعر نزار القبانى والممثل عادل إمام والمطرب فضل شاكر، ثم الشاعر المتنبى والأديب نجيب محفوظ والشاعر محمد الشاعر، ومحمود درويش وأخيرا الموسيقار عمر خيرت. وفى الوقت الذى بلغ فيه متوسط عدد عمليات البحث الشهرى التى إستهدفت الاستهلاك والتواصل مع الكتب والكتاب رقميا 18 مليونا و688 ألفا و846 عملية بحث فى الشهر، فإن كتب الطبخ احتلت المرتبة الأولى تلتها الكتب التعليمية ثم الكتب الإسلامية فالتاريخية فالعربية ثم الكتب العلمية والكتب الممنوعة والطب ثم كتب الإدارة وكتب الحاسب.، حيث سجل الرصد وجود 52 ألفاً و900 عملية بحث عن كتب الطبخ فى المتوسط شهريا، وفى الوقت نفسه احتل متوسط عدد عمليات البحث التى سعى أصحابها للاستهلاك والتواصل رقميا مع الشعر والشعراء والقصائد والدواوين الشعرية فى المركز الرابع بين عناصر أو فروع منظومة الثقافة. أما قائمة الروايات التى سعى جمهور الإنترنت لاستهلاكها والتواصل معها أو مع مؤلفيها فضمت 128 رواية، كان متوسط عمليات البحث عنها 796 ألفا و949 عملية بحث شهريا، وقد تصدرت هذه القائمة روايات حدد الجمهور أسماءها كالتالى: «التوحيد والجامع والتفسير»، و«الروضة» و«الحب»، و«أهل الكهف» و«الجفر» و«تحفة العروس» و«بداية ونهاية» و«اللص والكلاب» و«أحفاد الشيطان»، أما فيما يخص تواصل الجمهور رقميا مع المسرح فقد رصد التقرير أن متوسط عمليات البحث الشهرية عن كلمة مسرح 4 ملايين و800 ألف و11 عملية، وضمت قائمة التواصل 105 مسرحيات تصدرتها مسرحية مدرسة المشاغبين، ثم مسرحيتا «العيال كبرت» «والواد سيد الشغال» ثم الزعيم، وأشار التقرير إلى أن جمهور الإنترنت سعى للتواصل مع مبدعى المسرح، واللافت أنه تم التركيز على قائمة مختصرة للغاية من مؤلفى وفنانى المسرح، فضمت هذه القائمة كلا من عادل إمام بواقع 749 ألفا و600 عملية بحث فى المتوسط شهريا، ثم محمد صبحى بواقع 444 ألفا، وشكسبير بواقع 49 ألفا و500 عملية بحث، تلاهم توفيق الحكيم وثلاثى أضواء المسرح. وقد رصد التقرير أيضا اهتماماً ضئيلاً من جمهور الإنترنت العربى فى التواصل مع المحتوى الثقافى والمعرفة الخاص بالآثار، وفى الوقت نفسه احتلت الآثار الفرعونية الصدارة فى مقدمة أنواع الآثار التى تم البحث عنها تلتها الآثار الإسلامية ثم القديمة والرومانية والغارقة والقبطية والعثمانية فاليهودية. أما فيما يخص استهلاك المحتوى الثقافى للقضايا العامة، فقد تصدرت قضية فلسطين هذه القضايا بمتوسط زيارات شهرى بلغ 7 ملايين و445 ألفا و180 عملية بحث، وهو رقم يضعها فى المرتبة الأولى بين الاثنتى عشرة قضية محل البحث، بحصة تصل إلى 46.6% من إجمالى المتوسط الشهرى لعمليات البحث، تلتها قضية الطائفية ثم الموضوعات العربية المشتركة ثم أمريكا ثم إسرائيل ثم قضايا الحرية. وفيما يخص الموضوعات العربية المشتركة فقد اتضح أن نصف عمليات البحث فى هذا الصدد تذهب إلى الأفلام العربية و9% تذهب إلى الجنس العربى، واللافت للنظر أن الجنس أتى كموضوع مشترك بين العرب متقدما على المنتديات والقصص والكتب والمجلات والجامعات والبحوث والصحف، أما قضية الوحدة العربية فكان نصيبها 333 عملية بحث فى المتوسط تشكل 0.015% والمفارقة أن هذا الرقم يقل بمقدار 19 ضعفا عمن يبحثون عن النكت العربية كشىء مشترك فيما بينهم، ورصد التقرير أن قضية الإصلاح السياسى احتلت المرتبة الأخيرة ضمن 12 قضية عامة خضعت للبحث، حتى إن التقرير أشار إلى أن عمليات البحث التى جرت باستخدام كلمة «الإصلاح السياسى فى مصر» بلغت 73 عملية بحث فقط فى المتوسط شهريا. أما فى فصل حركة التأليف والنشر فى عام 2009، فقد أشار التقرير إلى أن البحث استهدف الفئة العمرية من 15 إلى 65 عاما من مواطنى الدول العربية، من خلال عينة عشوائية من المواطنين العرب (بمن فيهم القراء المصريون) الذين ترددوا على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثانية والأربعين لعام 2010، وكذلك رواد معرض تونس للكتاب عام 2010، واشتملت العينة العشوائية للقراء على حوالى 1215 شخصا، فيما اشتملت العينة العشوائية للناشرين على حوالى 160 ناشرا، وقد أوضح البحث أن الأكثر شراء للكتب هم من الفئة العمرية 21 إلى 30 عاما، وذلك بنسبة 34.8% تليها الفئة العمرية 31 إلى 41 عاما بنسبة 19.9%، وأشار إلى أن الأغلب الأعم ممن قام بشراء كتب خلال عام 2009 هم ممن لديهم القدرة على مشاهدة القنوات الفضائية عبر امتلاكهم أجهزة ستالايت، أو ما يعرف فى بعض الدول العربية ب«الوصلة»، أما بخصوص الكتب المفضلة لدى كل من الذكور والإناث فيتضح أن نسبة تفضيل الكتب العربية بين الذكور أعلى من مثيلتها بين الإناث، وقد أعرب نحو 76.8% من مجموع أفراد العينة عن تفضيلهم الكتَّاب الذين يكتبون باللغة العربية، ومن بينهم 54.7% يفضلون الكتاب المصريين، و22.1% يفضلون الكتاب العرب، وعندما سئل أفراد العينة عن الطريقة المفضلة أو المكان المفضل لشراء الكتاب، أكد 47% منهم أنهم يفضلون شراء الكتب من معارض الكتب، مقابل 35.3% يفضلون شراءها من دور بيع النشر ومنافذها، فيما أكد 4.5% أنهم يفضلون شراء الكتب من خلال الإنترنت، وفى الوقت نفسه فضل 10.1% من أفراد العينة الكتاب الرقمى، مقابل 89.9% للذين يفضلون الكتاب المطبوع. أما فيما يخص جوانب حركة النشر العربية فقد تم تحديد عينة ضمت 154 دار نشر مثلت معظم الدول العربية، وقد أكد البحث أن الكتب الأكثر مبيعا هى الكتب المتعلقة بالأديان بنسبة 35 %، تليها الكتب المتعلقة بالمجالات الأدبية والمعارف العربية بنسبة 27%، بينما جاءت كتب العلوم الطبيعية والرياضيات فى آخر الأولويات بنسبة 1.5%. وقد رصد التقرير بعض الملاحظات فيما يخص الشعر الغنائى الصادر فى عام 2010، أولاها أنه يتضح فى نهاية المطالعة الجامعة لكل عينات الشعر العربى الغنائى الصادر فى عام 2009 يجد أننا أمام نص كتابى متصل فى وحدته وتوحده وتكامله كأنه من إبداع كاتب واحد، كما أن الانطباع العام بعد الانتهاء من قراءة النصوص الشعرية أسوأ بكثير من الانطباع الذى يخرج به عند الاستماع إلى النصوص نفسها مغناة بأصوات المطربين والمطربات وبمصاحبة الفرق الموسيقية بآلاتها المتنوعة، كما تمت الإشارة إلى أنه يندر تذكر مصادفة شاعر استوقف بصوره الشعرية الإبداعية المستوى ذاته أو أخذ المتلقى إلى أفق جديد، أما فيما يتعلق بموضوعات أغنيات عام 2009 فإن النسبة الكاسحة هى للأغنية العاطفية التى تشكل 26.93 % من مجموع الأغانى التى تم رصدها، بينما بقية الموضوعات موزعه بنسبة 2.17%، و0.48% و0.24%، ولم تتجاوز نسبة الأغانى الموجهة إلى الأم والطفل 0.48% لكل منها من مجموع الأغانى.