وصف المشاركون فى ندوة «المؤشرات والدلالات فى تقرير التنمية الثقافية»، التى نظمتها مؤسّسة الفكر العربى، بالتعاون مع صحيفة «البيان» الإماراتية، الخطاب الإعلامى العربى بال«مشوش» بسبب عولمة الثقافة والقيم التى تسعى إلى اختراق الثقافات والهويات ودمجها فى هوية واحدة هى العولمة، منبهين إلى خطورة وجود أجيال كاملة تتحدث اللغة الإنجليزية على حساب العربية. شارك فى الندوة حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وظاعن شاهين، رئيس تحرير صحيفة «البيان»، والدكتور سليمان عبدالمنعم، الأمين العام لمؤسسة الفكر العربى، وسامى الريامى، رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، والدكتور محمد عبدالله المطوع، عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس، وعلى عبيد، عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، والدكتور حمد على، المستشار الإعلامى للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة. قدّم للندوة الكاتب حسين درويش، رئيس القسم الثقافى فى صحيفة «البيان». وأكد الدكتور سليمان عبدالمنعم، الأمين العام للمؤسسة، أن السعى لتقديم عمل يتّسم بالشمول والتكامل فى رصد وتحليل واقع التنمية الثقافية فى الوطن العربى، لإكمال وإظهار كل جهد نبيل قام به بعض العاملين فى هذا المجال، هو أهم أسباب إصدار التقرير، إلى جانب الإسهام فى إرساء وإعلاء قيم المعرفة والنقد والمراجعة وحوار الذات. وأكد سليمان أن التقرير يتناول قضية التنمية الثقافية فى العالم العربى من منظور أدوات الثقافة، وليس من باب «الخطاب» الثقافى، كما أنه يتبنى منهجاً ينصبّ على وصف وتشخيص الواقع الثقافى العربى أكثر مما يقدّم أحكاماً نقدية عن حاضرنا أو رؤى استشرافية لمستقبلنا. وأشار إلى أن مقوّمات التنمية الثقافية تتعدّد لكن ثمة مقوّمات أساسية ذات أهمية خاصة تمثّل عماد التنمية الثقافية، هى ذاتها التى اعتُمدت كموضوعات لهذا التقرير، وهى على التوالى: التعليم، والإعلام، وحركة التأليف والنشر. وأضاف : «اخترنا أن يعالج التقرير الثانى قضية التواجد الثقافى العربى على شبكة الإنترنت، والإبداع بجميع تجلياته، إضافة إلى العمل الثقافى على أرض الواقع الذى تضطلع به مختلف المؤسسات». وشدّد على أنّ اختيار هذه المقوّمات الخمسة جاء انطلاقاً من كونها تمثّل البنية الأساسية لأىّ تنمية ثقافية منشودة، ولأن هذه المقومات ذات ارتباط وثيق وتأثير متبادل فيما بينها. وألقى حبيب الصايغ كلمة أشاد فيها بالتقرير الذى يطرح سؤال الثقافة بحرارة، ودعا إلى عقد قمة ثقافية عربية، مشيراً إلى وجود مشكلات تواجهها الثقافة ومعها التنمية الثقافية فى هذا الجزء من العالم، إلى جانب اختلاف المصطلح ليس بين مشرق الوطن العربى ومغربه فحسب، وإنما بين مناطق البلد الواحد أيضاً، منبهاً إلى وجود مشكلة تواجه اللغة العربية والهوية الوطنية والتركيبة السكانية فى دولة الإمارات، الأمر الذى يدلّ على خصوصية واقع كل بلد عربى على حدة. وأكد الدكتور حمد على أن التقرير الثانى للتنمية الثقافية أجاد فى تحليل الواقع الثقافى العربى، ووصف الخطاب الإعلامى العربى بال«مشوش» بسبب عولمة الثقافة والقيم التى تسعى إلى اختراق الثقافات والهويات ودمجها فى هوية واحدة هى العولمة. وركز الإعلامى سامى الريامى فى مداخلته على أهمية المعلوماتية بصفتها رافعة للتنمية الثقافية، وعلى العلاقة الجدلية القائمة بين التقنية والإعلان من جهة والإعلام الإلكترونى والورقى من جهة أخرى، مشيراً إلى افتقار الإعلام العربى إلى هامش واسع من الحرية والبنية التحتية. واعتبر الباحث على عبيد، الحصاد الفكرى السنوى الذى تضمنه التقرير، يعطينا تصوراً عن ماهية الأفكار والإشكاليات والأسئلة التى تم تداولها عام 2008، مثلما يقدم لنا رصداً لهواجس الوعى العربى ودلالاتها، ووضع بعض الملاحظات على التقرير لجهة اهتمامه بالنخب وما تداولته من أفكار للفئات الأخرى. ونبه الدكتور محمد المطوّع، إلى خطورة وجود أجيال كاملة تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة على حساب اللغة العربية فضلاً عن وجود إهمال واضح لها حتى فى مراسلاتنا التى تتمّ باللغة الإنجليزية.