هجوم أسماك القرش على بعض السياح الأجانب كشف لنا الكثير من حقائق التمايز البين فى الأسعار بين الإنسان المصرى و الأجنبى فقد قررت وزارة السياحة تعويض السياح الروس نتيجة هجوم أسماك القرش عليهم بمبلغ يعادل 50000 دولار فلو تخيلنا لا قدر الله أن مكان هذا الأجنبى مواطنا مصريا ما التعويض الذى سوف تقدمه الدولة لهذا المواطن فى تقديرك أكاد أتخيل شكل ذلك التعويض من السوابق التاريخية للدولة فى تعاملها مع الضحايا من إنهيار العقارات مثلا فأقصى ما يمكن تقديره فى مبلغ التعويض الذى سوف تقدمه الدولة للمواطن الغلبان هو 20000 جنيه على أقصى تقدير بعد إجراءات بيروقراطية معقدة و بعد سنوات عديدة و مديدة فما زالت قوانين الإمتيازات الأجنبية لها تأثيرها فى تفكير المسئولين المصريين على الرغم من إلغائها منذ عقود بعيدة لأن تعامل الدولة المصرية مع الأجنبى يكون فوق العادة ولذلك فهو يستحق التعويض السياحى أما إبن البلد لأنه مقدر ظروف الموارد المحدودة للدولة فيجب عليه أن يتحمل جزء من أعباء المسئولية الملاقاة على عاتقه و يضحى من أجل وطنه الغالى ويقبل التعويض الوطنى عن الأضرار التى لحقت به نتيجة أخطاء غير مقصودة فى حقه مثل غرق عبارات... تصادم قطارات... إنهيار عقارات... إهمال غير مقصود فى علاجه فى المستشفيات الحكومية... فعدم إحترام المواطن فى مصر سمة غالبة على تصرفات المسئولين وكأنه كم مهمل إن توفى نتيجة إهمالنا فعلى أسرته أن تقبل هذا السعر الذى لا يسمن و لا يغنى من جوع على الرغم من أن الكثير من الأسر فى مثل تلك الحالات السابقة تكون فقدت رب العائلة المتحمل المسئولية كاملة عنهم فيحدث إرتباك شديد لتلك العائلة ويصبح موت وخراب ديار بالمعنى الدارج لدى عامة الناس فالتمايز الملحوظ فى التعويضات بين الإنسان الأجنبى و المواطن المصرى ما هو إلا صورة من صور الإهانة المستمرة لذلك المواطن الذى يستحق منا كامل الرعاية و العناية عندما يصاب هو أو أحد ذويه بكارثة إنسانية تفوق قدرته على التحمل نفترض الإفتراض العكسى أن مواطنا مصريا يتعرض لحادث فى دولة أجنبية ويسفر عن أضرار له ستلاحظ للآسف عدم إهتمام الدولة به وتتركه بمفرده ليحارب هو من أجل الحصول على حقوقه من جراء تلك الأضرار التى حدثت له أما مواطنين أجانب مثل الروس أو غيرهم من الجنسيات الغربية الأخرى فإنه إذا حدث لأحد مواطنيها أى مكروه فى أى دولة على مستوى العالم سوف تكرس تلك الدول إهتماما كبيرا فى أجندتها الخارجية للمحافظة على حقوق ذلك المواطن بل تسعى بقدرتها و نفوذها للمطالبة بكافة حقوقه من الدولة التى أصابته بذلك الضرر دولة تعرف معنى كرامة مواطنيها وتحافظ عليها لأن كرامة المواطن لديهم من كرامة الوطن و من هيبة الدولة و لن يذل أى مواطن أو تمتهن كرامته طالما ورائه دولة بمثل هذه القوة نرجو من الدولة أن تساوى المواطنين المصريين بالجنسيات الأجنبية فى التعويضات وتمكنهم من أن يحصلوا على الأسعار السياحية التى يحصل عليها الأجانب فى التعويضات ...