«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 12 - 2010

كلنا شركاء في جريمة قتل اللغة العربية‏..‏ القرش عندنا قاتل وعندهم يحمونه من الإنسان‏!‏ **‏ في حياتنا قضايا علينا جميعا مسئولية مواجهتها والتكاتف لأجل حلها‏..‏ واللغة العربية التي تنسحب من أفواهنا وتبتعد عن آذاننا وتتلاشي من عيوننا وتخمد في عقولنا‏..‏ تعد إحدي أهم هذه القضايا والكارثة أنها منسية ولا أحد علي أي مستوي وفي أي موقع يعيرها أدني اهتمام‏...‏
أغلبنا عندما يقرأ هذا الكلام قد يقول في نفسه وهل قضية اللغة العربية أهم من مشكلة البطالة وإشكالية القمح وحدوتة القمامة؟‏.‏
وأقول أنا‏:‏ نعم مهمة وخطيرة وأخطر ما فيها أن آثارها قد لا تكون ظاهرة ومؤثرة الآن لكن المؤكد أنها ستكون لا قدر الله دمارا لوطن ونهاية لأمة‏...‏
وهل هناك أخطر وأسوأ من أن يأتي يوم علي أمة بأكملها ماتت فيها اللغة التي كانوا يتكلمونها بعد أن اختفت تماما من حياتهم أمام خليط من كل لغات العالم نتكلمه ولا نكتبه لأنه لا يكتب إنما يسمع فقط‏!.‏
نعم‏..‏ اللغة العربية مهمة والحفاظ عليها أهم‏..‏ لأنها ليست مجرد حروف تقرأ وتكتب وتسمع إنما هي هويتنا وهي الجذور الراسخة في باطن الأرض التي تمكننا من التقدم والارتفاع علي سطح الأرض‏..‏ هي عنوان حضارة أضاء بها العرب كل جنبات العالم وقت لم تكن فيه حضارة إلا حضارة العرب‏..‏ فهل يمكن أن يأتي يوم علي العرب وقد فقدوا فيه لغتهم العربية التي صنعوا بها تاريخا وحضارة ومجدا وشموخا‏..‏ يفقدون اللغة التي هي الرابط الوثيق المتين بينهم كأمة؟‏.‏
أخطر ما في هذه القضية أن دمارها غير مرئي الآن وأشبه بنزيف غير محسوس في شعيرات بأطراف شريان صغير داخل الجسد قد لا يمثل أدني خطورة في البدايات لكنه إن استمر خطورته تتعاظم وآثاره المدمرة لا ترحم ونهايته الطبيعية المنطقية هي الموت‏...‏
لا أحد يلتفت أو يتنبه إلي الأسماء الأجنبية للمحلات والشركات والمنتجات ولكل شيء في حياتنا لدرجة أن قرابة ال‏60‏ في المائة من الأنشطة أسماؤها أجنبية وكأن اللغة العربية ليس فيها أسماء لها‏...‏
لا أحد يتوقف أمام زحف الكلمات الأجنبية علي العربية في الحوار اليومي العادي بين شريحة ليست قليلة من المجتمع لدرجة أن الجمل الواردة نجد في تركيبتها كلمات أجنبية أكثر من العربية‏...‏
هل يحدث ذلك لأن اللغة العربية ليس في مفرداتها ما يوضح وجهة نظر المتكلم والكلمات الأجنبية هي التي تسعفه في التعبير عما يريد قوله؟‏...‏
هل يتم ذلك علي سبيل الوجاهة الاجتماعية؟‏...‏
هل هو إحساس بعقدة نقص تجاه كل ما هو أجنبي يتم تعويضها باستخدام المصطلحات الأجنبية والأسماء الأجنبية؟‏...‏
لا أحد لفت نظره الإعلانات وهي سلاح خطير ومؤثر في المجتمع وعلي المجتمع‏..‏ وكيف أن اللغة العربية انسحبت منها ومكانها علت الأجنبية والعامية ومعهما ظهرت مفردات من لغة الشباب الحالية ومصطلحات الشباب الخاصة وهذه كارثة جديدة أن تظهر لغة جديدة بمفردات جديدة تزاحم الأجنبية في هجمتها علي اللغة العربية‏...‏
شيء مهم وحتمي ورائع أن يتعلم أطفالنا لغات أجنبية وهذه مسألة لا رجعة عنها ولا نقاش فيها بشرط ألا يكون ذلك علي حساب لغة الأمة لأن اللغة العربية هي الرحم الذي فيه تحتمي الأمة ولأنها حضارة الأمة ولأنها ذاكرة الأمة ولأنها الأمن القومي لهذه الأمة‏.‏
طبيعي وحتمي الحرص علي تعليم أولادنا لغات أجنبية والمنطقي أيضا أن نعلمهم بنفس الحرص ونفس الاهتمام اللغة العربية وإن تكلمنا معهم بالأجنبية في حواراتنا العادية فلابد ألا يكون ذلك علي حساب اللغة العربية لأن الطفل إن وجد الكبار حريصين علي الأجنبية فسوف يقلدهم ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد أخري سيأتي يوم نكتشف فيها أنه لا أحد علي أرض هذه الأمة يتكلم العربية‏...‏
أسأل هنا‏:‏ هل رأيتم في لندن مواطنا إنجليزيا يتكلم لغة بلده الإنجليزية وداخلها مصطلحات فرنسية أو ألمانية أو إيطالية؟‏.‏
الألمان من فرط اعتزازهم ببلدهم ولغتهم مستحيل أن تأتي علي ألسنتهم كله غير الألمانية وإن حدث يكونون مضطرين في حوار مع غرباء لا يتكلمون الألمانية‏!.‏
الاعتزاز بلغة الوطن أمر موجود في كل العالم لأنه انتماء وفخر وشموخ وعزوة‏...‏
أنا لا أعرف سببا واحدا يدعو العرب إلي التفريط في لغتهم وهرولتهم تجاه اللغات الأجنبية لتكون هي لغة حوارهم‏...‏
هل عندنا نحن العرب عقدة نقص نعرضها باستخدام الكلمات الأجنبية في حواراتنا العربية؟‏.‏
هل نعتبر المصطلحات الأجنبية في حوارنا نوعا من التفاخر والتباهي؟‏.‏
الذي أعرفه أن الإنسان يتباهي ويتفاخر بالأفضل‏...‏
والذي أنا علي يقين منه أن اللغة العربية هي فخرنا وهي شرفنا وهي تاريخنا ولابد أن تكون حاضرنا ومستقبلنا لأنها لأمتنا‏!.‏
القضية أكبر وأخطر مما نتصور ولم تعد تتحمل أن تبقي في ذاكرتنا المنسية التي نحيل إليها أغلب مشكلاتنا ظنا منا أنه طالما لا نتذكرها أو نذكرها هي ليست موجودة أو قائمة‏...‏
القضية ليست قاصرة علينا هنا في مصر إنما هي موجودة بصور متفاوتة في جميع الدول العربية والنهاية ستكون لا قدر الله واحدة‏...‏ موت اللغة العربية‏...‏
علينا أن نبدأ‏..‏ ليس مهما من أي بلد لأن الأهم الآن أن نبدأ‏..‏ وتصوري أن الأمر يتطلب قرارا رئاسيا بتشكيل لجنة تضم في عضويتها جميع التخصصات المعنية لتبحث وتحلل وترصد وما تصل إليه تضعه في صورة توصيات تدفعها للقيادة السياسية لاتخاذ ما تراه من قرارات هدفها وقف كل التجاوزات القائمة ضد لغة الأمة والبدء في إصلاح ما أفسدته السنوات الماضية‏...‏
إلي أن يحدث ذلك وإلي أن يصدر قرار وإلي أن تتشكل لجنة وإلي أن تجتمع اللجنة وإلي أن ترفع اللجنة توصيتها‏..‏ إلي أن تتم كل هذه الخطوات‏..‏ أتمني‏!.‏
أتمني أن يبدأ كل منا من مكانه‏..‏
الأب والأم في الأسرة بحرصهما علي تعلم أبنائهما العربية وحرصهما بالحفاظ علي اللغة العربية وأن يكونا قدوة في استخدام لغتنا في الحوار اليومي وألا يقحما الكلمات الأجنبية في كلامهما وأن يتابعا تعلم وإتقان أطفالهما العربية‏...‏
أتمني من وسائل الإعلام‏..‏ صحافة وإذاعة وتليفزيون أن تعيد مراجعتها للإعلانات وأن تعود الرقابة المسئولة عن هذا القطاع الهائل الخطورة‏..‏ رقابة مسئولة تحمي عقولنا وصحتنا وأيضا لغتنا‏...‏
أتمني أن يعاد النظر في لغة الحوار التي وصلت إليها الدراما السينمائية والتليفزيونية‏...‏
أتمني أن يصدر قرار ولا أعرف من الذي يصدره‏...‏ المهم أن يصدر بحظر إطلاق الأسماء الأجنبية علي المحلات وعلي السلع وعلي المنتجات وعلي أسماء الشركات وعلي أي حاجة في حياتنا‏...‏
أتمني أن نبدأ ونتحرك ولو خطوة‏...‏
هل بلغت اللهم فاشهد‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ لم نسمع لأنه لم يحدث علي مدي سنين طويلة طويلة ربما خمسين سنة وربما مائة‏..‏ أن هاجم سمك القرش إنسانا علي شواطئنا لا في شرم الشيخ ولا الغردقة ولا في الساحل الشمالي والإسكندرية‏..‏ وهذا معناه من ناحية المنطق أن مصر شواطئها آمنة تجاه القروش وغير القروش وعندما تكون هذه هي الحقيقة فيجب أن نتعامل معها بحجمها لا تهويلا ولا تهوينا لأن سلامة من يرتاد شواطئنا مسئوليتنا الأخلاقية قبل أن تكون القانونية أو الأدبية‏..‏ إلا أن‏!.‏
الحكاية فيما يبدو مطلوب خارجيا تحويلها إلي قضية رأي عام عالمي وكأن تقاعسا مصريا وقع أو أن مهاجمة القروش للبشر اختراع مصري وقاصر علي مصر والهدف من الحملة الإعلامية الجائرة محاولة النيل من سمعة ومكانة ومكان شرم الشيخ وبالتالي ينفض عنها السائحون وينضرب الاقتصاد المصري وتنشغل مصر في المصيبة التي أتت علي فجأة بالنسبة لنا والتي هي عادية جدا في كل بلاد العالم‏..‏
يبدو أنه مطلوب أن تنشغل مصر بالضربة الاقتصادية وتنصرف عن دورها ورأيها في الكوارث المحيطة بها وتهدد أمنها القومي الذي يتأثر بما يحدث علي الحدود البعيدة لدول الجوار والذي يحدث في جنوب السودان مثلا تهديد لأمن مصر القومي‏..‏ ولهذا إشعال النار في ملابسها يلهيها في نفسها ولا يجعلها تقيم رأسها‏...‏
يريدون تحويل حدوتة القرش الذي يهاجم السائحين في شرم الشيخ إلي قضية عالمية لتخويف ولإبعاد السائحين عن الحضور إلي مصر‏..‏ يريدون هذا رغم تناقض ذلك مع كل ما يحدث حول العالم في مثل هذه الحوادث‏!.‏ كيف؟‏.‏
‏1‏ حوادث هجوم القرش علي البشر التي تمت وتتم علي شواطئ أستراليا والبرازيل وغيرها من الدول التي تعد شواطئها موطنا للقرش‏..‏ هذه الحوادث علي تلك الشواطئ لا مقارنة بين عددها وعنفها وشراستها وبين الحالات الخمس أو الأربع التي وقعت مؤخرا في شرم الشيخ في سابقة لم تحدث من قبل لا في هذا المكان ولا في غيره من الأماكن‏.‏
‏2‏ لا العالم وقف علي حيله بسبب الحوادث شبه اليومية في أمريكا وأستراليا والبرازيل ودول كثيرة مشهورة بهجوم القرش علي شواطئها والغوص في مياهها‏..‏ وهذا معناه أنه لا يوجد من يترصد هذه الدول ويتمني خرابها ومعناه أيضا أن حوادث القرش جزء من تركيبة البحار وأخطار الطبيعة ومن يرد الاستمتاع بالطبيعة يتحمل وجهها الآخر والذين يعشقون تحدي الطبيعة وتسلق قمم الجبال الشاهقة الحادة الانحدار يدركون مخاطر تحدي الطبيعة وكلها قاتلة ومع هذا تتضاعف هذه المغامرات أو التحديات وإقبال السائحين عليها خلق نشاطا اقتصاديا هائلا في بلاد كثيرة‏.‏
‏3‏ سمكة القرش أنواعها كثيرة والموجود أمام شواطئنا قرابة ال‏17‏ نوعا وسمكة القرش ليس لها عنوان مختار إنما هي تعيش في المياه العميقة وحيث يوجد غذاؤها من الأسماك المختلفة وهي تتحرك وفقا لخطوط سير الأسراب الكبيرة للأسماك مثل التونة والسالمون وقشر البياض وغيرها التي تنتقل من مكان لآخر في أسراب كبيرة من حجمها وحركتها يسهل رؤيتها من فوق سطح الماء‏..‏ وهذه الأسراب من الأسماك وراءها يتحرك القرش وأينما تذهب هو وراءها لأنها الغذاء الأسهل الموجود في التناول وحركة أسراب السمك تفسر وجود سمكة القرش في أماكن لم تظهر فيها من قبل‏...‏
‏4‏ ليس معني وجود سمكة القرش في شاطئ أنه تحول إلي حقل ألغام وكل واحد ونصيبه إن نزل فيها‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن سمكة القرش لا تمثل خطرا في ظروفها العادية وهي تصبح قاتلة في حالتين‏:‏
حدوث تغيير غير معتاد في المياه مثل غرق مركب مثلا أو وقوع سمكة كبيرة في شرك موجود في المياه وصدور أصوات منها لا نسمعها نحن لكنها تنتقل في شكل ذبذبات يلتقطها القرش من مسافات بعيدة ربما كيلومتر أو أكثر فيتحرك تجاه هذه الذبذبات غير المعتاد وجودها وهو في حالة تحفز وهجوم وهذا يفسر وجود أسراب القرش عند غرق أي جسم كبير في الماء مثلما حدث يوم سقوط الطائرة الفرنسية في عرض البحر العميق قبالة شرم الشيخ وأيضا عند وقوع الأسماك الكبيرة في سنارة صياد يصطاد بالجر أو التسقيط ومقاومة السمكة للصياد وكثيرا ما تستمر هذه المقاومة لفترة زمنية كافية لأن تستقبل أي سمكة قرش موجودة في المنطقة هذه الذبذبات وتحركها تجاهها وإن وصلت قبل إخراج الصياد للسمكة الواقعة في أسر سنارته يتدخل القرش ويقضمها وهذا يتضح عندما يخرج الصياد سنارته والعالق بها جزء من السمكة والباقي التهمه القرش‏.‏
الحالة الثانية التي يتحول فيها القرش إلي قاتل عندما يوجد في المياه دماء وهي تجذبه من مسافات ووجود الدم‏..‏ دم بشري أو دم أسماك أو حيوانات بحرية يحول القرش إلي سمكة قاتلة تهاجم وتلتهم أي شيء يتحرك أمامها تحت الماء‏.‏ حتي لو كانت الضحية سمكة قرش مثلها أصابها جرح ونزفت دماء أو علقت في سنارة وصدرت عنها ذبذبات الاستغاثة التي تحول القرش إلي قاتل يلتهم ما يقابله حتي ولو كان سمكة قرش وقعت في شرك أو انجرحت‏...‏
‏5‏ في حالتنا التي نحن بصددها والسائحين الذين تعرضوا لهجوم قاتل من القرش لم تكن هناك حركة غير عادية في المياه نتج عنها تلك الذبذبات التي تجذب القرش وتجعله عدائيا لأن السائحين الروس والأوكرانيين الأربعة منهم سيدة مصابة في السبعين من عمرها بما يعني أنها بالكاد تغطس وليس عندها ولا زملائها ما يغير طبيعة المنطقة وبذلك تنتفي الحالة الأولي التي بسببها يتحول القرش إلي عدائي‏...‏
والحالة الثانية أن يكون أحد من الأربعة الذين تعرضوا لاعتداءات القرش في الحادث الأول‏..‏ أن يكون أحد منهم تعرض لجروح نزفت دماء وحضر القرش وهاجم‏...‏
وهذا الاحتمال غير قائم لأنه لم يحدث والسائحون الأربعة في الحادث الأول والسائحة الألمانية في الحادث الثاني‏..‏ أحد منهم لم يتعرض لإصابة نتج عنها جروح تنزف‏...‏
طيب لماذا تحول القرش إلي قاتل؟ هذا هو السؤال‏!‏
‏6‏ إما أن يكون قد حدث غرق لمركب أو قارب ولا أظن أن هذا حدث‏..‏ أو تكون هذه المنطقة في هذا الوقت ممرا لحركة سير أسراب التونة أو البياض أو أي نوع من الأسماك الكبيرة أو حتي الصغيرة وجذبت خلفها القروش والوليمة خلفت وراءها دماء بسببها هاج القرش والحظ العاثر أوقع السائحين في هذا المكان في ذلك التوقيت‏...‏
ويبقي احتمال آخر مستبعد لكن لابد من أخذه في الاعتبار‏..‏ وهو أن يكون في الأمر أمور لأجل ضرب واحدة من أشهر وأعظم المدن السياحية في العالم الآن‏...‏
أيا كانت الإجابة فالقضية تحتاج إلي بحث وتحليل ولو احتاج الأمر إلي استخدام خبراء من الخارج وإن كان في مصر من هم أعظم خبرة لكن زامر الحي لا يطرب‏...‏
في مصر عالم وخبير وأتكلم عن السيد اللواء عادل المستكاوي أطال الله في عمره وأعطاه الصحة وهو من الدفعة الأولي للقوات البحرية وربان أعالي البحار ورئيس سابق لمؤسسة الثروة السمكية والمناصب التي تقلدها في هذا المجال لا تعد ولا تحصي‏..‏ اسألوه‏!.‏
‏7‏ تبقي عندي ملاحظة علي من يحاولون جعل هذه الحكاية قضية رأي عام عالمي لأجل التأثير علي سمعة شرم الشيخ السياحية بهدف ضرب الاقتصاد المصري‏...‏
أريد القول لهم‏:‏ سمكة القرش التي جعلوها إلها للموت علي شواطئنا‏..‏ هي نفس سمكة القرش الموجودة علي كل شواطئ العالم بل إن في العالم أنواعا أشد فتكا وشراسة ومع هذا التبرعات تنهال من كل العالم علي الجمعيات المعنية بالبيئة البحرية لأجل الحفاظ علي سمكة القرش وحماية سمكة القرش من الصيادين رغم حوادثها المميتة ضد الإنسان‏...‏
سمكة القرش التي يتبرعون لها ويبحثون علميا لحمايتها من الإنسان‏..‏ هي نفس السمكة الموجودة عندنا والتي يريدون ضرب اقتصادنا لوجودها حية علي شواطئنا‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.