توالت ردود الفعل فى الصحافة الأجنبية على جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب المصرى التى أجريت الأحد الماضى. علقت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية على إعلان نتيجة جولة الإعادة، قائلة «إن البرلمان الجديد سيكون بمثابة مؤسسة (شكلية) بلا معارضة»، والتى وصفتها ب«ورقة التوت» التى يستخدمها النظام للإشارة إلى أن مصر ليست دولة «استبدادية». وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها، الثلاثاء، أن جولة الإعادة شددت قبضة الحزب الوطنى الديمقراطى، موضحة أن الجولة لم يكن بها منافسة، حيث إن الجولة الأولى شهدت عمليات تزوير وانسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذى حسم النتيجة إلى حد كبير. وأوضحت الصحيفة أن نتيجة هذه الدورة الانتخابية تشير إلى أن المعارضة والناخبين لن يكون لهم القول الفصل فى نتيجة الانتخابات الرئاسية فى العام المقبل. وتابعت الصحيفة أن النظام «بالغ» بفوز الحزب الوطنى بأغلبية مقاعد البرلمان الجديد بشكل وصفته ب«المحرج»، فضلاً عن خفضه لتمثيل المعارضة إلى نحو 50 مقعداً فقط. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مسؤولاً حكومياً كبيراً، طلب عدم نشر اسمه، توقع «مجزرة» انتخابية للإخوان المسلمين، وذلك قبل إجراء الانتخابات. ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد «القضاء» على المعارضة فى الجولة الأولى، أراد النظام حل المشكلة فى الجولة الثانية من خلال السماح لمرشحى المعارضة بالفوز، وذلك لإعطاء البرلمان «مظهر خادع» من الشرعية، فى إشارة إلى أنه فى بعض المناطق كان هناك «تزوير» لصالح مرشحى حزب التجمع. فى سياق مواز وصفت صحيفة «أندبندنت» البريطانية نتائج جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية، بأنها «أكثر هزلية» من نتائج الجولة الأولى، مرجعة ذلك إلى انسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين من المشاركة فى العملية الانتخابية. وأكدت الصحيفة تصاعد العنف خلال الجولة الثانية، فضلاً عن قيام مرشحى الحزب الوطنى بتجنيد الأصوات عن طريق المال والترهيب، مشيرة إلى أن أعضاء البرلمان فى مصر يتمتعون بالحصانة، وهو ما يؤهلهم للحصول على موارد الدولة. وقال الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، للصحيفة إنه «نظراً للتزوير الذى حدث فى الجولة الأولى، فلم يكن أمام الجماعة طريقة لإقناع النظام بإجراء انتخابات حرة ونزيهة إلا بمقاطعة جولة الإعادة»، وأضاف «عدم مشاركة الجماعة والوفد فى الانتخابات سيحدث أزمة لاحقة». وتابعت الصحيفة أن تكتيكات النظام «الخرقاء» فى الجولتين هى بمثابة تجربة للانتخابات الرئاسية العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسى إسكندر العمرانى قوله «إن النظام يريد مناخاً سياسياً مُروَضاً»، مضيفاً أن «جزءاً من الرسالة التى يريد النظام توصيلها للمصريين هى اليأس، حيث إنه لا يوجد أمل، وأنه لن يعطى الشعب مجالاً أكبر»، وأكدت الصحيفة أن الشعب المصرى استوعب هذه الرسالة جيداً.