"ان جيت للحق سامح فهمي هو احق " و "يا هادى قول ل أخوك الريس قال مبروك" هذه العبارات أسمعها منذ الصباح الباكر من نافذة مكتبى الذى يبعد أمتار قليلة عن أحد المقرات الانتخابية بالدائرة السادسة بمدينة نصر. ودفعنى الهتاف الذى أستمر طوال اليوم الى أن أخذ ساعة الراحة من العمل لإلتقاط بعض الصور وبالرغم من أن إقبال الناخبين كان ضعيف إلا أن أنصار الوزير أشعرونى بهتافاتهم بأن الصورة أكبر من ذلك بداً لى من الوهلة الأولى كالفرح حيث عدد كبير من الشباب يرتدون تى شيرت الحزب الوطنى ويحملون الطبول ومكبرات الصوت وهو ما أقرب إلى فرق الزفة فى الأفراح الشعبية. شملت الصورة أيضاً بعض الشباب الذين يرتدون قبعات كحلية اللون وأصحاب بنيان قوى وعندما سألت أحد المتواجدين أخبرني بانهم عمال الأمن من أحد شركات البترول التي تقترب من المقر الانتخابي وجاءوا لتأمين أنصار الوزير . كما أن أطفال الشوارع كان لهم دور فى حملة السيد الوزير فكانوا يعملوا طوال اليوم فى انتظار سيارة السندوتشات التى ستحمل لهم الطعام الذى قد يأكلونه للمرة الاولى والاخيرة ففى المقابل كانو يحملون صور الوزير ويصيحون بالهتاف من اجله دون ان يعرفوا من هو او ما الذى يهدف اليه برنامجه الانتخابي. اما على الجانب الاخر فكانوا انصار جماعة الاخوان -والتى تعد محظورة حسب وصف الحكومة لها- من الفتيات التى لا تتعدى اعمارهم عن 18 عام خرجوا من بيوتهن يحملون لافتات معادية لمرشح الحكومة بدافع المشاركة السياسية فى ظل عزوف عدد كبير من الشباب عن المشاركة وارتدائهم ملابس الفريق المتشائم او فاقد الامل فى التغيير. وعدت الى مكتبى وانا اشعر بالحزن فهل هذا هو مستوى الترويج الانتخابي لمرشح الحزب الحاكم والذى يحمل لقب وزير وهل بهذه الطريقة يخاطب الوزير عقول سكان مدينة نصر ومصر الجديدة "بالطبول واغانى الموالد" دون اهداف او برامج. ولكنني حينما تذكرت انني اعيش فى دولة يسمح دستورها للوزير وهو ممثل عن السلطة التنفيذية ان يرشح نفسه لمنصب عضو مجلس الشعب المسئول عن الدور الرقابى والتشريعى زال من داخلى التعجب وبقي الغضب.