أنا قلبى إليك ميّال ومفيش غيرك ع البال، ففى بلادنا يرتفع صوت «الغناء» على صوت «المكن» ويبدو أن سبب ارتفاع الأسعار هو أن بعض التجار أضاف هامش الربح إلى هامش الحرية مثل صاحب عمارتى الذى يضيف دورين مخالفين كلما جاءنا محافظ جديد احتفالاً بحضوره.. وإذا كانت إرادة الحكيم بين كن ويكون وإرادة الحاكم بين تولى وتوفى، فإن إرادة الناخب بين خد وهات.. وهات إيديك ترتاح بلمستهم إيديا.. وقد سمعت مرشحاً يبكى وهو يقول للناخبين: أنا مديون وماضى شيكات ولو مادخلتش المجلس هادخل السجن ومع ذلك نجح.. أما «تشارلس»، ابن المخترع العظيم «إديسون»، صاحب أكثر من مائة اختراع منها «المصباح الكهربائى»، فقد قدم نفسه إلى الناخب الأمريكى قائلاً: أنا أفضل وأهم اختراعات أبى ومع ذلك سقط وقال له الناس إنهم شبعوا تجارب واختراعات.. لذلك نحن نرفض الرقابة الأمريكية على الانتخابات كما نرفض الرقابة المصرية على الأسواق.. فالمياه من النيل والمجارى من أنفسنا ونحن نقبل «الرقابة»، لكن فى الصحف ونقبل «التعدد»، لكن فى الزواج وكان المطرب الشعبى «محمد طه» يقول: (ألفين صلاة على النبى غصباً عن الخواجات/ ولو انهم ناس عِتر بينقطوا بدولارات).. فالعالم أصبح قرية صغيرة وأنا لا مؤاخذة العمدة بتاعها! فقد تغير مفهوم سيادة الدول وأصبحت المسؤولية تضامنية، وزير عنده توكيل لبيع السجائر والدخان ووزير عنده مستشفى لعلاج الصدر والقلب، لذلك أنا مع إجراء العملية الانتخابية بالمنظار.. فمَن الذى حوّلنا من «أحرار» إلى «أحراز» وحوّل الدستور من «أبوالقانون» إلى «أبوالفنون» وأصبحنا نغسل العربات بالماء العذب ونزرع الخضروات بمياه المجارى.. هل هو المرشح أبوشيكات أم تشارلس إديسون أبومصباح؟.. أصلحوا الداخل حتى لا يتجرأ علينا الخارج.. وكانت «الباتعة الكيكى» تقول دائماً: (الداخل مفقود، لكن الخارج مرفوض). [email protected]