فى جامعة بارما الإيطالية كانت بداية التحاقى بكلية الصيدلة قسم الكيمياء الصيدلية، تلتها جامعة مودنا قسم الأعشاب الطبية، وذلك لسببين، الأول أن بلادنا بحاجة إلى تطوير هذا الفرع من المجال الصيدلى على أسس علمية وبحاجة إلى تشريع قوانين لفرع الصيدلة الطبيعية، الثانى أننى بالفطرة أميل لنتاج الطبيعة وألوانها لاسيما الأخضر، فأنا من جيل الشباب الذى ترعرعت حواسه وهو يشاهد برنامج «صباح الخير يا مصر» وسماع أغنية الصباح: «عايزينها تبقى خضرا.. الأرض اللى فى الصحرا» ثم خرج مشروع توشكى ومشروع شرق التفريعة ومشاريع أخرى تحمسنا لها ثم نظرنا حولنا فاكتشفنا أن ما شاهدناه فى التلفاز مجرد فرقعة إعلامية!! وأن علينا أن نتكسب قوتنا بعيداً عن دراساتنا!! واكتشفت أننى من بلد النيل الذى يحتوى على أكثر من ثلث آثار العالم، غير أن أحد أعضاء الحزب الوطنى قدم إلى مجلس الشعب مشروع قانون يطالب فيه الدولة بالموافقة على السماح بحرية تداول الآثار والتجارة فيها! واكتشفنا أن هناك ما يقرب من 22 مليون لغم أرضى بأراضى مصر منذ وقت الحرب العالمية الثانية.. لم تزل بعد.. وعرفنا أن نسبة البطالة فى مصر بلغت 51٪ من حملة المؤهلات العليا.. وأن 17٪ من العاملين لا تتعدى رواتبهم 250 جنيهاً مصرياً.. اكتشفنا أن أطفال الشوارع فى مصر عددهم أكثر من 2 مليون طفل.. اكتشفنا الكثير والكثير من الكوارث التى باتت تعانى منها مصر، وفوجئنا بحجم العشوائيات التى يسكنها 12 مليون مصرى «كما أشارت لجنة الإسكان بمجلس الشعب»!! والأمثلة كثيرة كثيرة!! فى النهاية، أتمنى من أعماق قلبى أن تجد تساؤلاتنا الودية مكانا فى قلب الرئيس لمعرفة كيف يمكننا سرعة مواجهة ذلك لأننا فى حالة من الحيرة لتفسير توجهات الحكومة المصرية فى معظم المجالات! ولأننا لا نثق إلا بك نتمنى أن تخرج علينا فى خطاب مفتوح بعد فترة النقاهة- تتحدث معنا من قلبك لقلوبنا، أو ليكن هناك برنامج تليفزيونى ولو مرة كل شهر على الهواء مباشرة أو لقاءات جماهيرية شهرية يتواصل فيها المواطن معكم ويتحدث مباشرة عن مشاكله وأوجاعه، وتتكرم سيادتكم بالإجابة عنها.. سيادة الرئيس.. إننى أحلم وأعبر عن حلمى ببساطة.. ولا أعرف إن كان ذلك من حقى أم لا؟! [email protected]