تحت شعار "تعالوا نحارب فوضى الأعشاب فى الفضائيات"، أطلق الدكتور نبيل عبد الحميد محيى رئيس قسم الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة جامعة المنيا ومدير وحدة أبحاث أورام الكبد بالكلية، "جروب" على موقع "الساينس بوك ٍscienceBook" المصرى على غرار مجموعات موقع "الفيس بوك"، ليدعو فيه إلى محاربة الوهم الذى يروجه غير المتخصصين فى برامج الفضائيات، الأمر الذى فتح المجال لانتشار الفوضى فى ظل انتشار تجارة الأعشاب وتصديق الناس لهذا الوهم، وإنشاء ما أطلق عليه "الصيدلية العشبية". أكد دكتور نبيل لليوم السابع أنه يستخدم كل الوسائل الإعلامية لنشر دعوته ليتكاتف الصيادلة وتدعمهم وزارة الصحة لتظهر الصيدلية العشبية ويقول "الصيدلى الوحيد اللى فى مصر اللى المفروض اللى يتكلم عن الأعشاب، لأنه الوحيد اللى بيدرسها طوال 5 سنوات مدة الدراسة، حيث يقوم بدراسة هذه النباتات بكل مكونتها، يكون على علم بفوائدها ومتى نتناولها ومحاذير تناولها، لكن اللى بنشوفه فى الفضائيات وفى محال العطارة ما هو إلا فوضى لأناس غير متخصصين لم يدرسوا ما يقولولنه علمياً، ومن ناحية أخرى تنتشر وصفات العطار وهى ظاهرة خطيرة يجب أن تتوقف". ويضيف "لذلك الحل لمواجهة هذه الفوضى هو الصيدلية العشبية وهى التى ترخص لها وزارة الصحة، فيصبح الصيدلى قادراً على بيع هذه الأعشاب، لكن فى هذه الحالة تكون العملية محكومة علمياً، لأنه بالفعل درس هذه الأعشاب، وبذلك نقضى على الفتاوى التى نسمعها والنصب الذى بيضحكوا به على الناس". وتعجب دكتور نبيل من الصيادلة الذين لم يبدأوا حتى الآن فى خوض تجربة الصيدلية العشبية، رغم أن تكلفتها قد تكون نصف ما يشتريه من أدوية، كما أنه ينتظرها مستقبل ناجح، نظراً لإقبال الناس عليها، قائلاً "يشوفوا العطار هيلاقوه بيكسب ملايين خلف حبة حاجات عارف أنهم بيعالجوا القولون أو الكحة ويضعهم فى كيس بلاستيك والناس تعبانة وعايزة حاجة غير مكلفة، لكن الصيدلى خايف لما يتجه للأعشاب يشبهوه بالعطار"، موضحاً أن دخول أكثر من صيدلى فى المنافسة سيجعل هناك منافسة فى السوق وسيخفض أسعار الأعشاب التى تباع فى الصيدليات حالياً وتحتكرها شركة أو شركتان. واتهم الدكتور نبيل وزارة الصحة ونقابة الأطباء بتخاذلها فى إدخال دراسة الأعشاب فى كليات الطب، قائلاً "خايفين أن الأعشاب تسحب السجادة من أسفل شركات الأدوية التى يمتلكها الأطباء، مما فتح الأبواب للطرق غير المشروعة والتى تأتى على حساب المرضى والمواطنين، كما أن مفيش دكتور هيوصف لمريض أعشاباً من الصيدلية، رغم أننا لو أحصينا أعداد مرتادى الصيدليات سنجد أن حوالى 70% منهم ممن لا يحملون روشتة، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى تطوير فى دراسة الصيدلة نفسها، لأن الصيدلى يخرج مثل الممارس العام درس كل شىء، لكن فى ظل هذا العصر المتنامى والذى يشهد العيد من الأمراض نحتاج إلى مزيد من التخصص". وشدد الدكتور نبيل على أنه لا يدعو إلى تحويل النباتات إلى استغلال، لكنه الحل الأمثل لمواجهة نصب العطارين، قائلاً "من أفضل الصيدلى أم العطار، فى الوقت نفسه نضع كل الضوابط اللازمة لمنع الصيدلى من الاستغلال، لكن ليس ممكناً أن نصبر على تجارة العطارة أكثر من ذلك". ولا يعد الجروب هو المحاولة الأولى لدكتور نبيل لنشر دعوته التى بدأها على قناة صحتى التابعة لوزارة الصحة، لكن لم يبالِ أحد، يدرس الدكتور نبيل فى قسم الكيمياء الحيوية كل ما يخص الإنسان أو كما يقول "كيف يعيش وينام ويفكر، كيف يمرض ولماذا وما هو هذا المرض وعلاجه"، بالإضافة إلى دراسته المتخصصة حول بيولوجيا أورام الكبد.