صرح الدكتور سعيد راتب، رئيس التأمين الصحى بأغرب تصريح سمعته فى حياتى، فقد قال فى أحد أندية الليونز إنه قد هدد عرش الإنترفيرون!! وكأن وظيفة رئيس التأمين الصحى أن يتقمص دور شمشون ويهدد عرش الأدوية! ويتناسى أن وظيفته هى أن يمنح الغلابة من الموظفين والعمال والمعاشات الدواء الفعال، وقد قرر الدكتور راتب أن يهاجم كل من يسعى لصالح هؤلاء الغلابة ويتهمه بأنه مرتش يقبض من شركات الأدوية لمجرد أنه انتقد سيادته، وكأن حضرته نصف إله وليس موظفاً عاماً فى خدمة المرضى.. اتهم رئيس التأمين المحترم نصف صحفيى مصر بأنهم مرتشون من شركات الأدوية، وهو اتهام سخيف أرجو أن تتخذ النقابة إجراء رادعاً ضد هذا المسؤول الذى لابد أن يحاسب على كلماته ويزنها قبل أن يتلفظ بها. الدكتور راتب يدافع عن الإنترفيرون المصرى وكأنه ابن خالته ويطنش عن الرد على أسئلتنا المشروعة التى تفضح الفساد وراء تسجيل هذا الدواء، وأطالب المرضى الذين مارس التأمين ضدهم تمييزاً ظالماً وأجبرهم على تناوله قبل إثبات فاعليته بألا يسكتوا على ذلك، ولا أفهم كيف يتجاهل راتب توصيات 250 أستاذ كبد مصرياً طالبوه بمنع استعماله حتى تجرى التجارب المعملية عليه وتثبت كفاءته، هل هم جميعاً مرتشون ورئيس التأمين المحترم هو الشريف الوحيد؟ سؤال افتتاحى لأسئلة أخرى أتمنى أن يجيبنى عليها رئيس التأمين بعيداً عن العزف على نغمة الصناعة الوطنية التى هى بالنسبة لهذا الدواء بالذات كلمة حق يراد بها باطل. السؤال الأول: قل لى بصراحة هل يعالج أساتذة الجامعات والأطباء بالإنترفيرون المصرى؟ وبأى أنواع الإنترفيرون يعالج ضباط الشرطة والقضاة وأعضاء البرلمان؟ ولو سيادتك لا قدر الله أصابك فيروس سى فبأى نوع ستعالج؟! السؤال الثانى: هذا الإنترفيرون المصرى أحياناً تصفونه بأنه GENERIC أى جنيس أو مثيل للإنترفيرون الأجنبى طويل المفعول، وأحياناً أخرى تقولون إنه دواء جديد واختراع مصرى ألمانى، لو وافقنا على أنه مثيل وجنيس فلا مجال هنا لأن تحاربه الشركة الأجنبية لأنها ببساطة مازالت تحتفظ بما يسمى الpatency وأمامها عامان كاملان لا تستطيع أى شركة أن تقلده خلالهما، وإلا أغلقتها وطردت الدولة التى تنتمى إليها من اتفاقية الجات، وإذا وافقنا على أنه دواء جديد فأين الأبحاث العلمية التى لابد أن تثبت فاعليته على مجموعة من الشمبانزى، الذى أشك كثيراً فى أنه قد دخل من مطار القاهرة أو ميناء الإسكندرية أصلاً، وكيف عرفت الشركة أنه طويل المفعول رغم أن معامل مصر لا تستطيع تحديد ذلك؟! السؤال الثالث: أين هى المجلات العلمية المحكمة التى نشرت عن هذا الدواء السرى المجهول لجميع أطباء الدنيا؟ وهل هذا عصر الأبحاث الدوائية السرية أم السريرية؟ وهل نحن فى زمن حواة السيرك الذين يخرجون من القبعات حماماً وأرانب وإنترفيرون؟ أم فى زمن الطب القائم على الدليل؟! يا دكتور سعيد، أتحدى أن تجيب عن هذه الأسئلة، وإن لم تجب فمن حق كل مريض عالجته بالإنترفيرون المصرى أن يرفع قضية على التأمين الصحى.