أطباء يحذرون من «البطالة المقنّعة» بسبب «السياسات الحكومية الفاشلة»

حذرعدد من أعضاء نقابة الأطباء العامة والنقابات الفرعية، الاثنين، من انتشار «البطالة المقنعة» في الوسط الطبي، مما «يؤثر سلبا على جودة الخدمة التي تقدم للمرضى».واستنكروا «تدني المستويين المالي والاجتماعي للطبيب».
وأكد الأطباء ل«المصري اليوم» أن غالبية الأطباء، خاصة الشباب منهم «مطحونين، وبعضهم يعيش تحت خط الفقر»، مطالبين الحكومة بضرورة الاهتمام بالطبيب وتوفير الفرص المناسبة له و تهيئة المناخين العلمي و التدريبي بما يثري المهنة علميا و عمليا .
وقالوا إن الدولة تتبع «سياسات توظيف فاشلة، لا تحمل أي نوع من المنافسة الشريفة والحقيقية، بسبب انتشار الفساد في القطاع العام، فضلا عن المحسوبية».
وشددوا على ضرورة «التقليل من أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب، وتطوير المناهج بما يتناسب مع آخر التطورات العلمية في مجال الطب، وبما يتوافق مع سوق العمل. فتكدس الطلاب في كلية الطب أدى لضعف المستوى العلمي والفني».
من جانبه، قال الدكتور عصام العريان، أمين صندوق النقابة العامة، إن الأطباء «يشتكون دائما من ضعف الرواتب، وكل ما نسعى إليه تحسين الأجور، خاصة لحديثي التخرج». ولفت العريان إلى أن النقابة «حققت تطورا لا بأس به بزيادة الكادر من 320 جنيها إلى 1000 جنيه، رغم وجود مشاكل في التطبيق».
وأكد أمين صندوق النقابة، أن الأطباء «مازالوا يعانون رغم تلك الزيادة، في ظل الارتفاع الشديد للأسعار»، مذكرا بقول النقيب حمدي السيد :«دخول الخادمات في البيوت المصرية أعلى من دخول الأطباء».
وأضاف الدكتور إبراهيم الزعفراني، أمين عام نقابة أطباء الإسكندرية، أن أسباب انتشار «البطالة المقنعة بين الأطباء عديدة، من أبرزها كثرة أعداد الطلاب المقبولين سنويا في كليات الطب وزيادة عددهم عن احتياجات السوق».
وحذر من أن «غياب التعليم المستمر ساهم في تراجع مستوى الطبيب، وبالتالي يضطر البعض للسفر إلى الخارج لتطوير مستواهم العلمي».
وأكد الزعفرانى أن الحديث عن كادر الأطباء صار «قصة لاتسمن ولاتغني من جوع، فالأفضل هو تدريب الطبيب وإكسابه مهارة عالية في المهنة، حتي يستطيع هو رفع مستواه المعيشي وزيادة أجره، بدلا من كادر لا قيمة له في ظل ارتفاع الأسعار المستمر».
وقال الدكتور عبدالناصر صقر، استشاري الجراحة وعضو مجلس نقابة أطباء الجيزة ، إن الطبيب الذي تفوق في دراسته بكلية الطب، يتم تكليفه وتعيينه بمرتب 320 جنيها وهذا مرتب «ضعيف جدا».
وأضاف صقر:«المصروفات المطلوبة من الطبيب كي يكمل دراسته باهظة ، فرسوم الماجستير في الكلية 2000 جينه ومرتب الطبيب ضعيف من عمله الحكومي الذي لا يكفي وهذا له مردود سيئ على الأطباء الجدد».
وفي سياق متصل، حمل الدكتور سعد الفتيانى، رئيس الهيئة التأديبية بالنقابة العامة للأطباء الحكومة المسؤولية عن«البطالة المقنعة التى انتشرت مؤخرا بين الأطباء»، والتي قدرها بنسبة10% رغم تطبيق التكليف، مشيرا إلى وجود أكثر من 8 آلاف طبيب سنويا يتركون عملهم في المستشفيات الحكومية ويذهبون للمستشفيات الخاصة «بسبب تدني الأجور الحكومية».
وأشار الدكتور عبدالفتاح رزق، مقرر لجنة النقابات الفرعية بالنقابة العامة إلى أن «البطالة المقنعة مقصودة من الدولة، والطبيب المتفوق وضعه لا يقارن بأي طبيب في العالم وهناك مهن كثيرة تدر أرباحا ضخمة على أصحابها، وهو ما يصيب الطبيب بالإحباط».