عاد من مدرسته يحمل حقيبته التى تئن من حملها الجبال وقبل أن يلقى السلام او يسأل عن الأكل وحتى قبل أن يبحث عن الريموت ليشاهد سبيس تون زغدنى بقوة لم اتوقعها من طفل في مثل سنه وقال وهطل الاطفال في عينه: إزاى راجل كبير و يتوه (يقصد يضل الطريق)؟ أجبته ووقار الكبار في عيني : وأنت شوفت راجل كبير تايه؟ قال في لماضه تعودت عليها منه: أيوة دة ناس كتير قوى معلقين صورهم في الشوارع فقولت بحكمة لا تقل عن حكمه فيلسوف يونانى : لا يا حبيبى الناس دي داخله الانتخابات فقال يعنى دول بيعرفو يروحو ومش تايهين؟ أجبت في حزم : هما بيعرفوا يروحو يا حبيبي لكن دة مايمنعش إنهم تايهين اكفهر وجه أخي الصغير وعقد على وجهه علامات تعجب كثيرة أدركت في هذه اللحظة أننى قد تجنيت على سن هذا الطفل الذى يشاهد صباحاً ومساء رسوم متحركة قصتها أن الاشرار يحاولوا السيطرة على كوكب الارض بأسلحتهم الشريرة وبمساعديهم الأغبياء ولكن لابد في النهاية أن ينتصر الخير حتى ولو كان انتصاره غير منطقياً فقررت أن أعطى له درساً عملياً ليعرف أن كوكب الارض الذي يشاهده في رسومه المتحركة غير الذي نحيا عليه في الواقع. أمسكت بأذن أخي الذى لم يتم عامه العاشر وأخذت أحشر بعض المفاهيم عن الصراع الديموجرافي وعن البيروقراطيه والتحديات التكنولوجية التي تقابلنا وتحدثت إليه عن بعض جرائم العصر مثل قمع الحريات والانفراد بالسلطة والاحتكار وغسيل الاموال. وما إن انتهيت حتى وجدت وجهه يعج بالعديد من علامات الاستفهام والتعجب في وقت واحد فقلت له هل فهمت ما أعنيه؟ فأجاب بالتأكيد وانصرف وبعد ربع ساعة وجدته وقد أحضر إناء كبير ووضع به بعض الأموال كان قد أخذها من قميصى دون علمى طار عقلي من رأسي سألته : أنت بتهبب إيه؟ ابتسم وقال: أنتِ مش لسه كنت بتحكيلى عن غسيل الأموال !!!!!!ا