مصر الآن ينطبق عليها كل الكلمات التى تبدأ بحرف ال ( غ ) من غلاء شديد لغليان طائفي إلى إحساس بالغربة يجتاح العقول والقلوب والراعي الرسمي لحرف ال ( غ ) هو الحكومة. وبدعم من المعارضة والشعب وحكومتنا تغفو عن الغلاء وتسعى إلى الغليان وتزرع الغربة. ولكن القضية هي أن من سيحصد هو الشعب المصريّ وحده لا شريك له بكافة الأشكال، والمحاصيل فهناك من سيحصد ثراء من الغلاء وهناك من سيحصد شهرة وانتشاراً جراء الغليان الطائفي وهناك من سيحصد أملاك ليست له من غربة الآخرين، والباقي سيحصد فقر وعنف وقتل ودمار وهجرة شرعية أو غير شرعية. ولتوضيح دور الحكومة كراعي رسمي يكون كالآتى:- أولاً تنام وتغفو عن الغلاء والفساد الذى يقوم به بعض التجار الفاسدين لحسابهم الشخصي ولثرائهم السريع لأسباب متعددة فهناك من يقول أن للحكومة منفعة من وراء التجار فهم من يدفعون الضرائب (مع شكي في هذا فالفاسد فاسد مع الجميع) وأيضاً هم من يدفعون الرشاوى بالملايين وأيضاً هناك منهم داخل الحكومة أو الحزب الحاكم. أما الغليان فبدايته الحكومة العسكرية منذ قيامها (وأنا هنا أقصد هذه المرحلة خاصة) ابتداء بمحمد نجيب الذي حاول كسب الإخوان في صفه لكسب معركته الخاصة ضد جمال عبد الناصر وأيضاً جمال عبد الناصر الذي استفاد بالإخوان للقيام بالثورة والوصول إلى هدفه ثم بالانقلاب عليهما ومروراً بالسادات الذي لقب نفسه بالرئيس المؤمن وتداخلت أوراقه السياسية بأوراقه الدينية وصولاً إلى الرئيس مبارك الذي يخرج علينا ليخبرنا أن مصر اليوم بخير بناء على معلومات وأقاويل من بعض الأشخاص الذين لهم أهداف في استمرار هذا الغليان. والحكومة عندما غضت البصر عما يقوم به القادمون من الخليج بأموال البترول العربي قضيت على قضية الإصلاح تماماً لأن ما قام به هؤلاء المتخلجنين الذين يطلقون اللحية ويتحدثون الينا من خلف النقاب فاق كل التوقعات وأصبحوا هم من يقودون الشعب المسلم أو نسبة كبيرة من المسلمين. يفتون عليهم بما يرونه مناسب لأهوائهم متجاهلين ما هي عواقب هذه الفتاوى وأيضاً ينسون التاريخ بل ويدمرونه معتقدين أنهم هكذا يصنعون المستقبل ويا له من مستقبل ملبد بالغيوم الكبريتية التي ستقضى على هذا الشعب وهذه البلد الذي احتاج إلى بناءها الألف من السنين. ونأتي إلى الغربة التي أصبحت الشعور الطبيعي في قلب كل مصري تجاه كل ما هو مصري أيضاً. تشعر بالغربة أينما ذهبت في كل ثانية تنظر فيها حولك لتبحث عما يجعلك تفتخر بمصريتك فلا تجد أيا كانت ديانتك أو معتقداتك الشخصية تعامل على أنك غريب على هذه البلاد بمرور الأيام يموت بداخلك كل ما هو وطني كل ما هو حب لبلدك وتنتظر مباريات المنتخب الوطني حتى تفرح بها وهو شعور يحمل الكثير من خيبة الامل في هذه البلاد. هذا المقال ليس خطاب تحريضي على الحكومة وهو أيضاً ليس حباً في المعارضة وموالاتها ولكن هذا هو الواقع وهذه هى أحاسيس مواطن مصريّ فالرجاء من السادة المسئولين الاهتمام وبذل مزيد من الجهد للإصلاح والقضاء على الفتنة والغلاء والشعور بالغربة. ولنا بقية مع المعارضة والشعب.