مصر الآن ينطبق عليها كل الكلمات التى تبدأ بحرف ال (غ) من غلاء شديد لغليان طائفي إلى إحساس بالغربة يجتاح العقول والقلوب والراعي الرسمي لحرف ال (غ) هي الحكومة. وبدعم من المعارضة والشعب وحكومتنا تغفو عن الغلاء وتسعى إلى الغليان وتزرع الغربة. ولكن القضية هي أن من سيحصد هو الشعب المصريّ وحده لا شريك له بكافة الاشكال والمحاصيل فهناك من سيحصد ثراء من الغلاء وهناك من سيحصد شهرة وانتشار جراء الغليان الطائفي وهناك من سيحصد أملاك ليست له من غربة الاخرين، والباقي سيحصد فقر وعنف وقتل ودمار وهجرة شرعية أو غير شرعية. ولتوضيح دور الشعب كداعم فعال يكون كالآتى:- اولاً لتوضيح أن الشعب ينقسم إلى جانبين الأول فاعل والثاني مفعول به وهنا سنتكلم على المفعول به الشعب يسيطر عليه فقر وجهل بخصوص دوره الفعال فى الغلاء من عدمه فهو لا يعرف كيفية ترتيب احتياجاته الأساسية ولا يعرف كيفية ترتيب أولويات الصرف الخاصة بدخله لذلك نجد أن الكثير من العائلات تنفق جزء كبير من دخلهم مثلاً على تكنولوجيا الاتصالات بأشكالها المتعددة بدء من التلفون الارضي والمحمول والإنترنت وخلافه. مع أنك قد تجد أن هذه العائلات دخلها لا يكفي لإنفاقه على الاحتياجات الأساسية كالأكل والشرب والمسكن. وأيضاً هناك جهل بخصوص الدور الفعال في التحكم في الأسعار فالناس لا تريد المقاطعة على سبيل المثال كحل لتخفيض وفي نفس الوقت يصرخون من غلاء الاسعار. أما الغليان فالشعب مسئول عنه بسلبيته الشديدة وعدم سعيه الجاد لمعرفة مصادر المعلومات التي تصله والتي تتحكم بأفعاله فيما بعد. وأصبحوا متلقين لا دور لهم غير أنهم كعرائس الماريونيت التى يلعب بها من قبل بعض الأشخاص بدون أن يكون لها أي دور إيجابى. أصبح الفكر السائد أن كل من هو بلحية هو شيخ وكل شيخ هو عالم فقيه فى الدين وكل عالم فقيه فى الدين هو لا يتحدث باسم الدين ولكنه يتحدث باسم الله فأصبح الله سبحانه وتعالى كل من هو بلحية. دون أدنى مجهود لإعمال العقل، دون أدنى مجهود للبحث عن مصادر هذا الكلام والفتاوى وأيضاً هذا الحال بالنسبة للمسيحيين لا جهد مبذول ولا بحث جدي عن مصادر ومراجع لكلام كثيراً يقال بدون أي وعي حقيقي لأبعاده. نأتى إلى الغربة هو شعور طبيعي لشعب لا يعرف الكثير عن أمجاد ماضيه ولا يعرف الكثير عن أمجاد جدوده أو بإمكاننا تقسيم الشعب إلى جزأين، هناك من يعلم بهذه الأمجاد ويعيش بها ولا يسعى إلى إحياء هذا الماضي المجيد لكي يكون التاريخ ممتد إلى الآن بأمجاده، وهناك من لا يعلم وكل ما يعرفه عن الفراعنة أنهم كانوا يسكنون مصر ولهم آثار وتماثيل فى أماكن كثيرة وهذه الآثار عندما تجدها فقد فتح لك طاقة من الخير وهنيئاً لك ولكن أين الروح المصرية لا يوجد. والشعب أصبح لا يسمع الأغاني الوطنية التي تذكره باسم البلد التى يعيش فيها إلا في مناسبتين:- الأولى الأعياد الوطنية والثانية المباريات الرسمية للمنتخب ولكن غير ذلك لا تجد من يعرف عما هي مصر التى يعيش بها. (والجدير بالذكر أنك الآن إن سألت شاب مصري ماذا تعرف عن الفراعنة سيكون الرد:- أسياد أفريقيا أعظم رجال أفريقيين لأنهم الوحيدون الذين قدروا على أخذ كأس أفريقيا سبع مرات منهم ثلاث مرات متوالية) !!! لذلك فإن القضية ليست هى قضية حكومة فقط أو رئيس الجمهورية ولكنها قضية كل الشعب والمساكين والغلابة منهم أولاً ويجب على الشعب أن يحاول كسر جبل الجهل الذي تكون على مرور السنين (وبمساعدة المجتمع المدني الذي هو الشعب في الأساس ولخدمة الشعب) ويفعل عقله ويبحث عن تقصي للحقائق التي يسمعها ولا يأخذ أي شيء بشكل مطلق بل بالدراسة والتحليل المنطقي.