«الإخوان المسلمون».. التاريخ والمستقبل

صدر حديثاً للدكتور وحيد عبدالمجيد، كتاب: «الإخوان المسلمون بين التاريخ والمستقبل: كيف كانت الجماعة وكيف تكون»، والصادر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، ويعالج موضوع الإخوان المسلمين منذ النشأة وحتى اليوم.
يتناول الكتاب سيرة «الإخوان المسلمين» باعتبارها جماعة مصرية ليست كغيرها من الجماعات، فهى الوحيدة التى أثارت الرأى العام والحكومة خلال فترات زمنية متعاقبة، بصورة أكبر من أى جماعة أو حزب آخر، خلال ال80 عاماً الأخيرة، وهو الأمر الذى جعلها الأكثر اهتماما من الناحية البحثية.
ويسعى المؤلف فى هذا الكتاب/ الدراسة إلى استشراف مستقبل جماعة «الإخوان المسلمين» عبر العودة إلى تاريخها، وتحليل حاضرها ومناقشة اتجاهاتها، والبحث فى دلالات أخطائها التى جعلت تاريخها حافلاً بالمحن، وكذلك قراءة مواقفها التى تجعلها مخيفة لدى كثير من الاتجاهات والتيارات الأخرى وقطاعات فى المجتمع، مؤكداً أن الخوف من «الجماعة» يرتبط بصورتها التى تقدمها هى لنفسها عبر مواقفها تجاه المسألة الديمقراطية وقضايا الحرية ومساحة الإبداع، كما بشأن العلاقة بين الدولة والدين، والتوجه إزاء المرأة والأقباط، فالإخوان لم يستطيعوا إقناع الخائفين من الدولة الدينية - التى يزعم الحاكم فيها لنفسه سلطاناً إلهياً- بأنهم يؤمنون حقا بدولة وطنية تقوم على المواطنة.
ويقول المؤلف عن كتابه: «هذا الكتاب محاولة أولى للإجابة عما قد يأتى به المستقبل من تطورات لجماعة الإخوان المسلمين، وما ينبغى عليها أن تفعله إذا أرادت أن تكون عنصرا من عناصر بناء مستقبل أفضل لوطن ديمقراطى، وليس عاملا من عوامل إعاقة الطريق إلى هذا المستقبل.
ويناقش الكتاب نشأة جماعة (الإخوان المسلمين) وتطورها 1928-1954، كما أنه يتناول قضيتين مهمتين هما: الإخوان بين الدين والسياسة، وفيها يختلف المؤلف مع الاتجاه الشائع الذى يرى أن جماعة (الإخوان) نشأت دينية ثم تحولت إلى العمل السياسى، فالمؤتمر العام الخامس للجماعة، كان إعلاناً بدخول المعترك السياسى.
كما يستعرض المؤلف برنامج «الإخوان» لعام 2007، الذى يتضمن علاقة الدولة بالدين، وموقف الإخوان من الأقباط والنساء، شارحا كل قضية على حدة، موضحاً بالبراهين، وجهة نظره الخاصة فى تلك القضية، لافتا إلى أن الخوف الذى أثاره مشروع برنامج «الإخوان» من أن يؤدى ضعف القدرة على الاجتهاد الخلاّق فى قضايا الدولة والسلطة إلى الوقوع فى أسر الدولة الدينية، وأنه لا مخرج من هذا المأزق الكبير إلا إعطاء أولوية قصوى لبلورة رؤية للعلاقة بين الدولة والدين تقوم على توفيق خلاَّق بين سيادة الأمة وسيادة الشريعة.