الأردن يطالب «الجزيرة» بتقديم أدلة اتهامها بالتشويش على بث «مونديال 2010»

دعا مصدر حكومى أردنى قناة «الجزيرة» إلى تقديم الدلائل على أن الأردن كان وراء التشويش، الذى تعرضت له، أثناء بثها مباريات كأس العالم 2010، وإرسال من تراه من الخبراء المحايدين، والمسؤولين فى القناة لفحص الحقائق، مؤكدا أن الحكومة ستتعاون مع مثل هذا الوفد بشكل كامل.
قال المصدر إنه رغم نفى الحكومة القاطع الادعاءات، التى سربتها مصادر لم تكشف عن اسمها لصحيفة «جارديان» البريطانية الأسبوع الماضى، ورغم إعلان الحكومة استعدادها للتعاون مع أى فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق، فإن «الجزيرة» كررت عبر برامجها، ونشراتها الإخبارية، هذه الادعاءات واتهام الأردن بأنه وراء عملية التشويش.
وأضاف المصدر أن الحكومة «إذ تتخذ هذا الموقف من باب الشفافية الكاملة، وانطلاقا من ثقتها ببطلان هذه الادعاءات، فإنها لن تسمح لأى جهة كانت بالإساءة إلى سمعة الأردن وصورته، وأنها تحتفظ بحقها فى الملاحقة القضائية ضد جميع المؤسسات والأشخاص، الذين يسيئون إلى سمعة الأردن ومكانته».
وكان مسؤول حكومى رفيع أكد ل«المصرى اليوم» أن الحكومة على علم مسبق بمجريات التحقيق، وأضاف: «لا نريد التصعيد وتحويل القضية إلى أزمة دبلوماسية».
وأشار المصدر الذى طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن مدير عام شبكة الجزيرة - أردنى الأصل - وضاح خنفر أطلع مسؤولين أردنيين خلال زيارته المملكة منتصف يوليو الماضى، على أن الدلائل الأولية تشير إلى تورط الأردن فى عمليات التشويش، وأن رئيس الحكومة القطرية، ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثان، أشرف بنفسه على التحقيق، الذى اتهم فيه الأردن.
وتنتشر فى العاصمة عمان العديد من الشائعات حول مصدر التشويش، الذى تشير معظم التقديرات إلى أنه تم بعلم بعض الجهات الرسمية الأردنية، إلا أن الحكومة الأردنية اكتفت بإصدار بيان نهاية الأسبوع الماضى، نفت فيه علاقتها بالحادث، وأبدت استعدادها للتعاون فى إجراء أى تحقيق.
كانت العلاقات الأردنية - القطرية قد شهدت طوال العقد الماضى، حالة من الشد والجذب، تصاعدت بعد وقوف الأردن إلى جانب البحرين فى قضية التحكيم فى الخلاف الحدودى على بعض الجزر، حيث كان موقف القاضى الأردنى فى المحكمة الدولية، عون الخصاونة، مؤيدا للبحرين، كما صوتت قطر لصالح الأمين العام للأمم المتحدة الحالى، بان كى مون، ضد المرشح الأردنى الأمير زيد بن رعد، ووقف الأردن مع المرشح البحرينى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ضد المرشح القطرى محمد بن همام، لشغل منصب رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم.