سيدات مجتمع وعضوات بالمجالس المحلية ابتعدن عن الديفيلهات والماكياج وكل ما يهم المرأة العصرية.. واخترن الطريق الأصعب وهو مواجهة الحكومة وفضلن الدفاع عن حقوق المواطن المصرى بعضهن أنشأن جمعيات أهلية وأخريات ناضلن بمفردهن، وقررن خوض معارك طاحنة مع المسؤولين فى الدولة «المصرى اليوم» التقت 3 سيدات من المجتمع المدنى اخترن العمل فى مجال النظافة وحل أزمة تراكم أكوام القمامة فى مختلف أنحاء الدولة بعد أن فشلت أجهزتها فى خدمة المواطنين تحت شعار «حب مصر».. سهيلة الساوى، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لخدمة المجتمع والبيئة، شكلت جمعية أهلية لتكون همزة الوصل بين الحكومة والمواطن. قالت سهيلة: كنت أقوم بتدريس اللغة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية وفكرت منذ 15 عاماً فى تأسيس جمعية أهلية لخدمة المواطنين الذين فشلت الحكومة فى رعايتهم، وكنت أعتقد أن «الحياة بنمبى» وأننى سوف أؤدى عملى بكل سهولة ويسر لكننى اصطدمت بالواقع وفوجئت بمشكلات بالجملة تواجهنى على رأسها المسؤولية التائهة بين الجهات الحكومية وغياب الأمانة فى الحفاظ على ممتلكات الدولة. تضيف: ومن أبرز المشكلات التى تصديت لها قرار محافظ الجيزة الأسبق إنشاء جراج للسيارات يخدم مشتركى نادى الجزيرة، وبالفعل نجحنا فى وقف هذا المشروع بعد أن حصلت الجمعية على توقيعات العديد من المواطنين برفض هذا المشروع، وهو ما نفعله حالياً للتصدى لقرار إنشاء جراج لنادى الصيد، وأكدت سهيلة أن مشكلة القمامة فى مصر من أبرز الاهتمامات الحالية، حيث اقترحنا على بعض الجهات المسؤولة إنشاء مدافن كافية تستوعب الكم الهائل من القمامة المجمعة من الشوارع والأحياء. وعندما سألنا المسؤولين فى المحافظة «أين تذهب القمامة بعد تجميعها؟» أجابوا إنها تذهب لمدافن آمنة فطلبنا معرفة هذه المدافن إلا أنهم رفضوا، فاكتشفنا أن المكان الآمن هو المناطق المجاورة للمساجد والمنازل والمستشفيات وشاهدنا بأنفسنا تلال القمامة مجاورة لمحور 15 مايو، وقالت: ونظمنا حملة تحمل اسم «حب مصر» تهدف إلى مواجهة «القذارة»، التى ملأت أركان البلاد وإعادة الوجه الجميل لمصر.. ومحاربة ظاهرة «أنا مالى». أما هويدا عزت، عضو المجلس المحلى لمحافظة حلوان، رئيس لجنة البيئة، فتبنت حملة واسعة لمواجهة أزمة النظافة على نطاق المحافظة بعد أن أصبحت حلوان «قمماً من الزبالة» على حد وصفها، وقررت هويدا رفع بعض أكوام القمامة بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الأهلية بالجهود الذاتية لتحريك الرأى العام حول غياب دور الحكومة فى خدمة المواطنين. وقالت إنها تبنت هذه المبادرة منذ 9 سنوات بعد أن دخلت هموم وشكاوى المواطنين أدراج الحكومة، ولفتت إلى أن قضيتها مع النظافة وصلت المحاكم بعد أن رفعت دعاوى قضائية ضد شركات النظافة التى تقصر فى أداء عملها. أسماء الحلوجى، رئيس جمعية محبى الأشجار، خاضت معارك كبيرة مع مؤسسات الدولة ولفتت إلى أن الجمعية تبنت قضايا عديدة لمحاربة كل أشكال التلوث والعنف. قالت أسماء إن من أبرز المشكلات التى تواجهها خلال مسيرة عملها تجاهل المسؤولين الشكاوى التى ترفعها بشأن المجازر التى تحدث للأشجار أو أكوام القمامة المتراكمة بالشوارع، وأشارت إلى أن الجمعية تصدت للعديد من المشكلات أبرزها التجاوزات التى حدثت مؤخراً فى مذبحة قطع الأشجار فى أشهر الأحياء ومنها العباسية والمعادى وأخيراً مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية. وقالت: استطعنا الحصول على تضامن المواطنين وإجبار المسؤولين على التراجع عن قراراتهم ومنع المجزرة، وأضافت أن الجمعية خاضت العديد من المعارك من أجل الحفاظ على الخضرة والجمال فى الأحياء، أبرزها الوقوف أمام هدم الفيلات واقتلاع الأشجار النادرة وبناء الأبراج السكنية العملاقة، وتراكم أكوام القمامة. وأوضحت أن المعركة الأصعب والأشرس كانت خاصة بتجريف ملعب النجيل الطبيعى بنادى المعادى واستبداله بالنجيل الصناعى المصنع من الألياف البلاستيكية البترولية القابلة للاشتعال، وهو ما يترتب عليه حدوث احتباس حرارى ورفع درجة حرارة الجو، إضافة إلى الأخطار التى ستصيب الأطفال نتيجة احتكاكهم بالنجيل أثناء لعبهم.