داخل مبنى ماسبيرو العتيق بكورنيش النيل تسود حالة من الغليان بين معظم العاملين فى قطاعاته المختلفة، سببها تخوفاتهم مما يتردد حول تطوير التليفزيون وإعادة هيكلة قطاعاته، الأمر الذى أدى إلى تقدم العديد من المخرجين والمعدين بشكاوى واستغاثات لوزير الإعلام ورئاسة الجمهورية، فى الوقت نفسه يحتفظ مسؤولو الهيكلة بسرية المعلومات ويؤكدون أن التطوير لا يعنى الاستغناء عن الكوادر البشرية. وعلمت «المصرى اليوم» من مصدر مسؤول بوزارة الإعلام أن تطوير ماسبيرو يتم بناء على دراسات شاركت فيها شركة «هاملتن بوز الن» الأمريكية، وبدأ الإعداد للهيكلة منذ نهايات تسعينيات القرن الماضى، وأنها تسير وفق خطط مرحلية بدأ تنفيذها منذ فترة، والهدف من التطوير ككل هو تحسين الخدمة الإعلامية التى يقدمها التليفزيون المصرى وجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين فى ظل المنافسة الشرسة مع المحطات الخاصة، وسيتحول اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى جهاز اسمه «الجهاز القومى للبث المرئى والمسموع» ويختص بالخدمات الإعلامية ومنح الترددات للمحطات الخاصة، كما سيتم إلغاء منصب رئيس الاتحاد فى المراحل الأخيرة للهيكلة، وستعلن ملامح تطويرات المرحلة المقبلة أوائل مارس المقبل، وستشمل التطويرات المقبلة شاشات الأولى والثانية والفضائية المصرية بما فيها من نشرات أخبار وبرامج حوارية يبثها قطاع الأخبار. فى قطاع التليفزيون الذى تترأسه سوزان حسن ويشمل 9 قنوات هى (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8 ، والفضائية المصرية التى تم ضمها لقطاع التليفزيون منذ إلغاء القطاع الفضائى) سيتم تطوير الأولى والثانية والفضائية. وفى حين أكدت سوزان حسن رئيسة التليفزيون أن تطوير القنوات المحلية سيكون فى وقت لاحق، وأكد المصدر نفسه أن تطوير المحليات سيتم خلال مارس أيضا، وأن الترشيحات بدأت بالفعل للكوادر الإعلامية التى ستتولى إدارة تلك القنوات، حيث تم ترشيح الدكتور هانى جعفر (الرئيس الحالى للقناة الخامسة) رئيسا للقناة الثالثة خلفا لعادل المصرى الذى تم ترشيحه نائبا لرئيسة التليفزيون لشؤون القنوات المحلية، وتم ترشيح عصام الأمير (الرئيس الحالى للقناة الثامنة) رئيسا للقناة الخامسة، وتم ترشيح محمد هلال المذيع بالقناة الثالثة رئيسا للقناة الثامنة، بينما يستمر كل من مصطفى خضير رئيسا للقناة الرابعة وعلى عبدالرحمن رئيسا للقناة السابعة، أما إبراهيم العراقى الرئيس الحالى للقناة السادسة فسيتم تعيينه رئيسا لإدارة الموسيقى والغناء بقطاع التليفزيون خلفا لنانو حمدى التى وصلت لسن المعاش، ويتم تعيين ماجد نجم الدين (النائب الحالى لرئيس القناة السابعة) رئيسا للقناة السادسة خلفا لإبراهيم العراقى. المصدر نفسه أكد أن وزيرالإعلام أنس الفقى اتفق أثناء رحلته لفرنسا على نسخ عدد من البرامج العالمية الفرنسية مصحوبة بترجمة عربية لعرضها على شاشات التليفزيون بعد تطويرها، كما سيتم إسناد برامج كل قناة لمدير إنتاج واحد فقط بدلا من وجود مدير إنتاج لكل برنامج، كما هو متبع حاليا. وفى قطاع الأخبار سيتم خلال بدايات مارس المقبل تطوير شكل النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية التى تذاع على شاشات الأولى والثانية والفضائية المصرية ليتواكب ذلك مع تطوير باقى البرامج والفقرات بالشاشات نفسها، وفى إطار ذلك استعان المناوى بست مذيعات جديدات من خريجات الجامعة الأمريكية للمشاركة فى تقديم النشرات الإخبارية بالقطاع، ويجرى حاليا تدريبهن فى محطة ال«بى. بى. سى» . وأكد المصدر أنه سيتم ضم قناتى النيل الدولية ومصر الإخبارية لقطاع الأخبار، لكن ذلك سيحدث فى وقت لاحق ولم يتحدد إلى الآن أسماء الكوادر التى سيتم إسناد إدارة القناتين إليهم. وأشار المصدر إلى أن تطوير مارس المقبل سيكون فى قطاعى التليفزيون والأخبار فقط، بينما سيشهد يونيو المقبل مرحلة جديدة من التطوير تشمل دمج قطاع الإنتاج مع شركة صوت القاهرة تحت اسم شركة مصر للإنتاج الدرامى برئاسة إبراهيم العقباوى، وتشرف المهندسة راوية بياض (الرئيسة الحالية لقطاع الإنتاج) إشرافا عاما على الإنتاج وستكون عضوا منتدبا للشركة، كما سيتم تحويل القطاع الاقتصادى إلى إدارة للمحاسبة، أما مسؤولية التعاقد على الإعلانات فسيتم إسنادها للوكالة الإعلانية التابعة لشركة صوت القاهرة والتى ستبدأ عملها رسميا أول مارس. وخلال مرحلة لاحقة – بحسب المصدر نفسه – سيتم تحويل قطاعى الهندسة الإذاعية والأمن إلى شركتين مستقلتين. وفى إطار تطوير قطاع الأمن تم تكويد 80% من شرائط مكتبة التليفزيون ومكتبة الإذاعة كما تم إنشاء غرفة عمليات تضم 400 كاميرا ثابتة ومتحركة ترصد بالصورة الحركة داخل وخارج المبنى، وسيتم خلال مارس المقبل عمل غرفة عمليات مماثلة بمبنى الإذاعة والتليفزيون فى كل من الإسكندرية وأسوان وطنطا والمنيا والإسماعيلية. وفى قطاع الإذاعة سيتم إلغاء إذاعة الكبار والإذاعة التعليمية وبعض الإذاعات الموجهة، كما سيتم تطوير باقى الشبكات فى وقت لاحق، حيث إن الدراسة الخاصة بباقى إذاعات القطاع لاتزال على مكتب وزيرالإعلام إلى الآن.