شهدت جريمة «برج السعادة» فى مصر الجديدة تفاصيل جديدة، حيث توصلت تحريات المباحث إلى أن أسرة المتهم الإماراتى تقيم فى برج مجاور للشقة التى شهدت الجريمة، ومنفصلة تماما عن ابنها بسبب سلوكه السيئ وإدمانه العلاقات النسائية وتعاطى المخدرات والكحوليات. وقال شقيق الفتاة المجنى عليها، فور رؤيته أشلاءها الثمانية، إنها هجرت منزل الأسرة منذ 4سنوات من أجل الإقامة مع المتهم دون علمهم. وأعاد فريق البحث، الذى قاده اللواء أمين عزالدين، مدير مباحث القاهرة، بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، مناقشة شهود العيان، حيث أكد أشرف محمد العربى، حارس الأمن، أن المتهم أسامة السكسك دائما يصطحب نسوة إلى شقته فى الطابق السابع عشر، ومعروف عنه تعاطيه مخدر الهيروين، وأضاف الشاهد أمام المقدم محمود هندى، رئيس مباحث مصر الجديدة، أن الفتاة القتيلة هى الوحيدة التى كانت تتردد بصورة شبه دائمة، وتقيم أحيانا معه لأيام طويلة ولا يعلم أحد إن كانا متزوجين عرفيا أم لا، وأكد الشاهد أنه لم يشاهد المتهم أثناء مغادرته قبل الفجر إلى المطار، حيث إنه دائم السفر إلى خارج مصر، فى حين نفى الجيران سماعهم أى حركة غير طبيعية وقت وقوع الجريمة. وتوصلت التحريات إلى أن الفتاة المجنى عليها غابت عن مسكن أسرتها منذ بداية معرفتها بالشاب الإماراتى، بعد أن كانت تغيب لأيام ثم تعود بعد ذلك، وأن خلافات شديدة كانت تحدث بينها وبين أشقائها، وفى الفترة الأخيرة ترددت شائعات حولها، بعضها يقول إنها تزوجت وغادرت البلاد، وأخرى تقول إنها دخلت السجن وهناك من قال بمصرعها فى حادث. وكشفت المعاينة التى أجراها فريق النيابة العامة، فى حضور اللواء سامى سيدهم، نائب المدير العام، وجود حذاء رياضى خاص بالمتهم وآخر حريمى خاص بالقتيلة، وكلاهما مقاس 34 بالإضافة إلى القفازين والسكينين والملابس الخاصة بالفتاة، وتبحث التحقيقات عما إذا كان هناك متهم آخر اشترك فى الجريمة أم أن المتهم نفذها بمفرده. وأوضحت جهود بحثية أن طريقة تقطيع الأشلاء تشير إلى أن المتهم لم يكن يعتزم الهروب إلى دبى وإنما كان يعتزم التخلص من الأشلاء، بعد تقطيعها، إلا أن شيئا حدث جعله يغيّر وجهة نظره ويترك باقى الجثة التى تضم الساق اليمنى والجزع، دون تقطيع كامل داخل الشقة، ورجحت الجهود أن شخصا اكتشف جريمته أو أنه شعر بالخوف الشديد فقرر الهروب من مصر. وقد بدت ملامح شقيق الفتاة ساكنة أثناء مشاهدته الأشلاء، وكأنه كان يتمنى موتها، لكن ليس بهذه الطريقة، بينما أخذ خبراء الطب الشرعى عينة من أشلاء القتيلة وعينة من شقيقها للتأكد من شخصيتها. وأعدت أجهزة الأمن فى القاهرة بإشراف اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية، مذكرة تسلمها الإنتربول للقبض على المتهم الهارب، الذى قالت مصادر إنه سيسقط فى فترة قصيرة وتتم محاكمته، عقب اكتمال التحقيقات فى القضية. وصرحت النيابة بدفن أشلاء جثة القتيلة عقب الانتهاء من تقارير الطب الشرعى، والتأكد من شخصيتها، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.