دعا الدكتور كلايف جيمس، رئيس الهيئة الدولية لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية ISAAA إلى ضرورة قيام مصر بالإسراع فى التوسع فى استخدام الهندسة الوراثية فى زراعة محاصيل القمح والذرة والقطن، مشيراً إلى أن مصر انضمت إلى نادى الدول المستخدمة هذه التكنولوجيا المتطورة فى مجال زراعة الذرة المهندسة وراثياً، بدءاً من عام 2008، عندما قامت بزراعة الذرة المقاومة للأمراض فى محافظات البحيرة والقليوبية والشرقية. وقال جيمس ل «المصرى اليوم»: «هذه التكنولوجيا تستطيع أن تحقق الأمن الغذائى لمصر، من خلال رفع نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح والذرة»، موضحاً أن الهندسة الوراثية تحقق زيادة الإنتاجية لهذه المحاصيل بنسبة تصل إلى أكثر من 25٪، وتخفيض تكاليف الإنتاج بنسبة 50٪، كما تقلل من معدلات الفقر من خلال توفير الغذاء بأسعار مناسبة». ولفت إلى أن التكنولوجيا الجديدة تسهم فى «تحقيق سبع فوائد» للمزارعين والمجتمع، منها حسب قوله المساهمة فى الأمن الغذائى، وتوفير غذاء بأسعار مناسبة، والمحافظة على التنوع البيولوجى، وخفض معدلات الفقر والجوع، وتقليل المشاكل البيئية الناتجة عن العمليات الزراعية، والحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وخفض الانبعاثات من الصوب الزراعية، والمساهمة فى إنتاج الوقود الحيوى بتكلفة مناسبة. وشدد جيمس على أن استخدام الهندسة الوراثية يعد «المحرك القوى» تجاه النمو الاقتصادى لمصر، خاصة أن أغلبية العمالة المصرية تعمل لدى القطاع الزراعى، مما يسهم فى نمو الاقتصاد القومى. وأشار إلى أهمية أن تقوم مصر بتبنى التكنولوجيا الحيوية لدعم الاقتصاد الزراعى بها وانعكاسه على تطوير قطاع التصنيع الزراعى الذى تنوى الحكومة المصرية التوسع فيه خلال السنوات القليلة المقبلة، موضحاً أن قرار مصر استخدام تكنولوجيا الهندسة الوراثية يعد قراراً استراتيجياً مهماً لمصر والدول الأفريقية، خاصة أن مصر من الدول الأكثر تأثيراً فى المنطقة لتقدمها فى هذه التكنولوجيا. وأشار جيمس إلى أنه من المتوقع أن تزيد المساحات المزروعة بالهندسة الوراثية، عقب بدء تطبيق القانون الخاص بتداول المحاصيل المهندسة وراثياً، خاصة أنها ستؤدى إلى خفض استهلاك المزارعين للمبيدات «التى تعتبر الهاجس الأكبر لارتفاع أسعارها»، وأوضح أن هذه المنتجات ذات منافع صحية وبيئية كبيرة، ترفع من العائد المادى للمزارعين وتعمل على تحسين مستواهم المعيشى. وحول إمكانية زراعة القطن المهندس وراثياً، أكد جيمس أنه يمكن استخدام الهندسة الوراثية فى زراعة القطن لزيادة العائد منه، وتخفيض تكاليف إنتاجه ومكافحة ديدان اللوز لمقاومته لحشرات، موضحاً أن إحدى المشكلات الرئيسية لتسويق القطن المصرى هى ارتفاع تكاليف إنتاجه، وهو ما يتم تلافيه باستخدام أقطان مهندسة وراثياً، كما يحدث فى الهند والصين. وكشف الخبير الدولى عن أنه من المتوقع أن يصل عدد الدول المستخدمة هذه التكنولوجيا لأكثر من 40 دولة بدلاً من 25 دولة حالياً، وسماح 55 دولة بتداول المحاصيل المهندسة وراثياً.