كشف الخبير المصرفى نادية ضاحى، عن تفاصيل جديدة فى قضية النصب المتهم فيها نبيل البوشى، روت قصة بداية «البوشى» مع شركات تداول الأوراق المالية، قالت إنها اختارت نبيل البوشى للعمل فى شركة «أوبتيما» عندما كانت العضو المنتدب لها من بين 300 متقدم، لكنه تورط فى اختفاء 120 ألف جنيه من الشركة كفروق أسعار، كما زور توقيعها على إخلاء طرف لتقديمه إلى شركة أخرى للعمل بها. وقالت ضاحى التى تتحدث لأول مرة إلى وسائل الإعلام منذ تفجر القضية، إن أمين أباظة، وزير الزراعة، برىء من القضية. ■ فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمين أباظة، وزير الزراعة، للتعليق على قضية نبيل البوشى، وجه فيه الشكر لسيادتكم، فما قصة هذا الشكر؟ - لقد كنت العضو المنتدب لشركة «أوبتيما»، وهى واحدة من الشركات العاملة بالسوق المصرية منذ تأسيسها عام 1994، وبدأت العمل العام التالى، وكان أمين أباظة، عضو مجلس الإدارة، وغالب شعلان، رئيس المجلس، وكنت أساهم فى الشركة بنسبة ضئيلة «التى تسمح بها السوق» وأعتقد أن أستاذى الفاضل الوزير عندما وجه الشكر، كان يعنى التاريخ الذى بدأت به الشركة وانتهت إليه فى عهدى، حيث كانت تعمل وفق معايير وأسس لا تحيد بأى شكل من الأشكال عن المعمول به فى السوق، ونجحت فى الوصول بالشركة إلى المرتبة 13 فى قائمة أكبر الشركات. ■ هل استمر أمين أباظة فى الشركة بعد تركك لها فى مايو 1998، وما هو سبب تركك لها؟ - تركت الشركة عندما تلقيت عروضاً للعمل فى بنوك أجنبية لتمثيلها فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعندما تركت العمل، استمرت الشركة بمساهمات أمين أباظة وغالب شعلان، ودخل فكرى بدرالدين، كعضو منتدب بدلاً منى، وساهم فى الشركة، واستمر فيها إلى أن باع غالب شعلان حصته إلى نبيل البوشى. ■ ما هو دور أمين أباظة إذن فى القضية؟ - أكاد أجزم بكل الطرق أن أباظة ليس له علاقة مطلقاً بهذه القضية، لأنه عندما كنت فى الشركة لم نكن نر أمين أباظة إلا أحياناً لأنه كان مشغولاً جداً فى شركة الأقطان التى كان يرأسها، وكانت لديه مشاغل واهتمامات تفوق اهتماماته بشركة «أوبتيما»، وعندما تركت الشركة تولى فكرى بدرالدين بدلاً منى، وهو ذو كفاءة عالية، ومن ذوى الأمانة والشرف ومن عائلة عريقة، وأعرف والده، وأنا واثقة أن أباظة وبدرالدين ليس لهما علاقة بهذه القضية، لأننى على صلة وطيدة بالشركة، وأعرف التعاملات التى تتم فيها، وكنت أتابع أخبارها. ■ إذا كنت تثقين فى أن «أمين أباظة» ليس له أى علاقة بهذه القضية، فما تعليقك على ما نشرته الصحف عن عزمه عقد اجتماع مع مسؤولى الشركة لدراسة موقفها؟ - لقد قرأت ذلك فى الصحف أيضاً، لكن ما أعرفه أن نبيل البوشى لم يزد على كونه عضو مجلس إدارة، وأنا أستبعد أن يكون أمين أباظة قد اتصل بنبيل فى محبسه ليقول له «قدم الاستقالة وحافظ على أسهمك»، وأستبعد أن يعقد أمين أباظة اجتماعاً للشركة لدراسة أوضاعها، فمن المستحيل أن تكون الشركة على علم بأن أحد العاملين بها يقوم بأى عمليات نصب وتسكت. ■ وما تعليقك على أن النيابة تعامل «فكرى بدرالدين» باعتباره المتهم الثانى فى القضية؟ - أستبعد تماماً أن يكون فكرى متهماً لأنه كان حسن النية بشكل غير عادى فى تعاملاته مع نبيل البوشى، وشهدت مواقف كثيرة تؤيد ذلك. ■ كيف بدأت علاقتك بنبيل البوشى وكيف كانت؟ - عندما بدأت العمل فى الشركة لم يكن هناك موظفون، فنشرت إعلاناً فى الصحف لطلب موظفين، فتقدم 300 شخص، اخترت منهم 10 أشخاص كان من بينهم نبيل البوشى الذى كان قادماً من البنك التجارى الدولى، وقدم لى شهادات تخرج، وشهادة خبرة، ولم أكن أعرف إذا كانت صحيحة أم لا. ■ لكن تردد أنه قدم نفسه للشركة على أنه على علاقة بمحمود عبدالعزيز، رئيس البنك الأهلى، وأقنعكم بقدرته على جذب مزيد من العملاء لذلك قبلتموه، كما تردد أنه كان يعمل فرد أمن فى البنك التجارى الدولى وليس موظفاً؟ - هو لم يقل إنه فرد أمن، ولم يقل إنه على علاقة بمحمود عبدالعزيز، الذى أعرفه وكنت سأسأله عن ذلك، لكن كانت ملفاته مستوفاة، وهو أقنعنا بالفعل أنه قادر على جذب عملاء، وأعتقد أنه فى بدايته كان رجلاً مثالياً. ■ ما الذى وجدتيه فى نبيل البوشى من بين 300 متقدم للإعلان لتختاريه للعمل فى الشركة؟ - احترامى للبنك القادم منه، خاصة أننى كنت طالبة خبرات مصرفية، إضافة إلى حسن المظهر، رغم أنه لم يكن يجيد اللغة الإنجليزية. ■ وكيف كان تقييمك له عندما بدأ العمل؟ - كان مثالياً، وكان ذراعى اليمين إلى أن تركت الشركة. ■ هل صحيح أنك اكتشفت عام 98 تلاعباً فى حسابات وأرصدة المستثمرين وأثبتت التحقيقات أنه وراءها فقررت وقفه عن العمل؟ - ليس تلاعباً فى أرصدة أو حسابات مستثمرين، ولكن فروقاً فى الحسابات نحو 100 أو 120 ألف جنيه، فأحلت الأمر إلى التحقيق وأوقفت الإدارة المالية عن العمل وكان هو مديراً تنفيذياً فأوقفته باعتباره المسؤول عن ذلك كما أثبتت التحقيقات. ■ بعد تركه الشركة تردد أنه زور توقيعك على إخلاء طرف لتقديمه إلى شركة الشروق للعمل بها، ما صحة ذلك؟ - حدث ذلك بالفعل، لكن أنا لا أريد أن أتعرض لهذا الأمر حالياً، لأنه لن يضيف شيئاً إلى ما يحدث. ■ نبيل اتهم بارتكاب جرائم تزوير فى محررات رسمية وتلاعب فى أرصدة العملاء بالبورصة، هل هذه الاتهامات صحيحة؟ - نبيل لم يكن يتعامل مع هيئة سوق المال بصفته عضو مجلس إدارة الشركة أو ممثلاً عنها نهائياً فهو لم يكن يستطيع ذلك، ولم يكن يريده، وإن كنت مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة فى البورصة، وتعاملاته بعد ذلك كانت باسم «أوبتيما دبى». ■ وهل كانت «أوبتيما دبى» فرعاً ل«أوبتيما مصر»؟ - لم تكن فرعاً نهائياً، والمستندات تثبت ذلك. ■ بعد قرارك عام 98 بوقفه عن العمل هو وآخرين بسبب الفروق المالية وانتقاله إلى شركة «الشروق»، كيف عاد إلى «أوبتيما»؟ - فى الفترة ما بين عامى 2001 و2002 ترك شركة «الشروق» بسبب اكتشافها تلاعباً كان نبيل وراءه، فأراد أن يشترى شركة ودخل شريكاً فى «أوبتيما» فعرض عليهم أن لديه عملاء بالملايين فوافقوا. ■ ألم تحذرى زملاءك القدامى فى الشركة منه رغم أنه زور توقيعك وترك الشروق بفضيحة؟ - لم أكن موجودة فى مصر فى ذلك الوقت. ■ فى تقديرك ما هو الرقم الحقيقى لأموال ضحايا البوشى، فكل يوم نسمع رقماً جديداً؟ - أعتقد أنه يصل إلى 250 مليون دولار فى تقديرى. ■ فى تقديرك أيضاً، أين توجد هذه الأموال؟ - أنا أعلم أنه لم تجر أى تعاملات فى جميع بورصات العالم كلها بهذه الأموال. ■ لا عن طريق نبيل أو غيره؟ - إذا كان حدث تعامل، فأنا أرى أنه فى مبلغ صغير حتى تكون لديه كشوف ويقدم كشوفاً مماثلة لها إلى باقى العملاء، ولذلك فلابد من البحث عن هذه الأموال، مع الأخذ فى الاعتبار أن بعض المتعاملين حصلوا على أرباح 100 و115٪، وهذه أموال تساوى مبالغهم، وهو ما يسقط حقوقهم فى المطالبة بها، وأنا أعتقد أن هذه الأموال موجودة فى بنوك خارجية.