شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على قطاع غزة، مستهدفة مجمعًا أمنيًا لحركة حماس فى دير البلح وسط القطاع وعددًا من الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة عند محور صلاح الدين، تزامنت مع توغل برى محدود وسط القطاع. وجاءت الهجمات الجوية الإسرائيلية مساء أمس الأول بعد إطلاق قذائف مورتر من قطاع غزة أسفرت عن إصابة 3 إسرائيليين من بينهم جنديان ومدنى إسرائيلى. وأفاد بيان عسكرى إسرائيلى أنه «ردا على الصواريخ وقذائف المورتر التى أطلقت، هاجمت القوات الجوية عددًا من الأهداف فى قطاع غزة من بينها 6 أنفاق وموقع لحماس». فيما قال أحد سكان مدينة رفح إنه مع «بدء الغارات الإسرائيلية على الأنفاق هرب عشرات الأشخاص إلى الجانب المصرى من الحدود بسبب الغارات التى وقعت على الجانب الفلسطينى». وبدورها، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد ناشط فلسطينى وإصابة 4 آخرين عندما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية سيارتهم فى مدينة رفح جنوب القطاع. وقال شهود إن «طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخًا واحدًا على الأقل على سيارة كان فى داخلها ناشطون من لجان المقاومة الشعبية مما أدى إلى استشهاد فلسطينى وجرح 4 آخرين». وأفاد شهود عيان بأن عددًا من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة وشرعت بعمليات تجريف فى المنطقة. وقالت المصادر إن عملية التوغل المحدودة رافقتها عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة مع نشطاء فلسطينيين. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك أمس أن إسرائيل «لا تعتزم القيام بعملية جديدة واسعة النطاق فى غزة بعد أن شنت غارات جوية ردا على إطلاق صواريخ فلسطينية»، وقال باراك «ليس فى نيتنا القيام بعملية الرصاص المصبوب 2»، مشيرا إلى الاسم الذى أطلقته إسرائيل على هجومها الذى استمر 22 يوما على غزة وأسفر عن استشهاد 1340 فلسطينيًا وإصابة 5500 آخرين. وتعارضت تصريحات وزير الدفاع مع تصريحات ل»تسيبى ليفنى» وزيرة الخارجية الإسرائيلية التى قالت إنه «إذا لزم الأمر ستشن إسرائيل هجومًا جديدًا على القطاع لتضع حدًا لإطلاق الصواريخ عبر حدودها». وفى غضون ذلك، دعا الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى حركة حماس إلى الاستعداد لهجمات إسرائيلية جديدة، حسبما ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية الرسمية. وقال خامنئى خلال استقباله خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس، فى طهران إن «الحرب فى غزة لم تنته»، مشيدا «بمقاومة الغزاويين». وأضاف خامنئى «ينبغى أن تكون المقاومة مستعدة لأى موقف محتمل بما فى ذلك وقوع حرب جديدة فى غزة». وبدوره، أكد مشعل الذى التقى أيضا الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد أنه «كان للجمهورية الإسلامية فى إيران نصيب كبير فى انتصار حماس فى قطاع غزة»، فى إشارة إلى الحرب التى أسقطت 1340 شهيدًا فلسطينيًا. وقدم مشعل الشكر للمساعدة التى قدمتها إيران، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. ورفض مشعل «أى وقف دائم لإطلاق النار» مع إسرائيل من دون رفع الحصار عن قطاع غزة، وقال إن «المقاومة ترفض وقفًا دائمًا لإطلاق النار مع إسرائيل لأنه ما دام الاحتلال مستمرا فإن وقفًا دائمًا لإطلاق النار لا معنى له»، وأكد مشعل أن إنهاء الحصار الإسرائيلى وفتح المعابر من «أولويات» حماس.