الاستقرار يجب أن يكون هدفاً لكل مخلص ومحب لمصر.. ولا أقصد بالاستقرار أن يستمر المسؤولون ملتصقين بكراسيهم، فذلك «استكراد» وليس استقراراً!.. ولكن أقصد ألا يؤدى تصرف غير محسوب إلى اندفاع الجماهير عشوائياً فتأتى على الأخضر واليابس - لا قدر الله.. إن أحداث 17و18 يناير 1977 تؤكد أن الرئيس السادات استهان برد الفعل الشعبى نتيجة رفع أسعار السلع الأساسية، فكانت الثورة الشعبية التلقائية.. نفس الشىء حدث مع الرئيس عبدالناصر عندما استهان برد الفعل الشعبى نتيجة الأحكام الهزلية فى قضية الطيران عقب نكسة 1967. فانطلقت جموع الطلبة ثائرة فى فبراير 1968 محتجة على ما حدث!.. وفى العام الماضى كانت أحداث 6 أبريل مركزة على الجانب الاقتصادى فقط، ولكن الجديد فيها هو استخدام التكنولوجيا الحديثة المعتمدة على الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت!.. وأدرك المسؤولون خطورة ذلك، فكان الاستعداد الجيد لأى تحرك متوقع فى 4 مايو، فتم وأده قبل أن يبدأ!.. المعضلة أن شعبنا يظل صامتاً، وفجأة يتحرك. لماذا وكيف ومتى؟ لغز يحتاج لتحليل عميق وإجابة واضحة. ولكن كل تحركاته كانت بسبب أخطاء وحماقات من النظام مغلفة بالاستخفاف والاستهانة بردود الأفعال.. وما يرعبنى أن العامل الاقتصادى كان دائماً الدافع الرئيسى لتحرك الجماهير.. والفترة المقبلة فى ظل الأزمة المالية العالمية صعبة.. فماذا أعددنا للمواجهة؟ حاتم فودة