أخذتنا الأحداث الحالية المتتالية بعيداً عن أحداث الماضى.. أحداث نستخرج منها دروساً وعبراً، وندق من خلالها نواقيس الخطر!! والمؤكد أن كل شباب اليوم لم يعايش ذلك الحدث.. إنه الانتفاضة الشعبية فى 17 و18 يناير 1977، فنحن الآن فى ذكراها الثانية والثلاثين.. لقد اندلعت بسبب رفع الحكومة أسعار الخبز وبعض السلع الغذائية الأخرى.. جاءت الزيادات الفجائية بعد وعد النظام المصرى الشعب برفع المعاناة وبالرخاء والرفاهية.. وقتها اتفقت الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولى على الحصول على مبلغ أربعمائة وخمسين مليون دولار من الصندوق، فكانت زيادة الأسعار، وعدم رفع الرواتب، وعدم مراعاة ظروف الشعب سبباً فى تفجر تلك الثورة الشعبية.. فى 18 يناير اندفعت الجماهير بلا ترتيب سابق إلى الشوارع والميادين فى كل أنحاء مصر، تنادى بتخفيض الأسعار، وبالتأكيد ارتفعت فى وسطها شعارات سياسية أخرى، كالمطالبة باستقالة الحكومة، أو تغيير النظام، والتخلص من الحاشية المحيطة بالرئيس وغيرها!.. كنت وقتها أعمل بمشروع بمنتصف شارع الهرم، وشاهدت المظاهرات وأيضاً السرقات والحرائق، ومحاولات القوى اليسارية والدينية قيادة الأمور!.. وفى اليوم التالى نزلت قوات الجيش إلى الشوارع لقمع ما أطلق عليه الرئيس السادات (انتفاضة الحرامية).. فكيف نستفيد مما حدث؟.. إلى الغد. حاتم فودة