شدد الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، على أن مصر لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية على حدودها، وقال خلال ندوة الغرفة التجارية المصرية الأمريكية، أمس الأول، تحت عنوان «تحديات الشرق الأوسط فى ظل الإدارة الأمريكيةالجديدة» إن حركة حماس تستغل ما يحدث فى غزة لخدمة مصالحها السياسية، لافتاً إلى أن الانقسام بين حركتى فتح وحماس، أدى إلى إفساد القضية الفلسطينية، ووصف الرئيس الفلسطينى محمود عباس ب«السلبى»، وطالبه بالكف عن توجيه الانتقادات لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية. أضاف الفقى أن مصر تتحرك سياسياً، فيما تُحرك العواطف بعض الدول العربية، لافتاً إلى أن حركة حماس بانتماءاتها الدينية تسببت فى تغيير نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية، حيث تم اختزالها فى الجانب الإنسانى والمساعدات فقط، بدلاً من كونها قضية سياسية. ولفت إلى أن الانقسام بين فتح وحماس أفسد القضية، وتحول الجانبان إلى تعاطى السياسة بدلاً من تحرير الأرض، وأكد أن مصر اكتشفت عدة حقائق بعد سنوات من الدفاع عن القضية الفلسطينية، مثل ضعف الإدارة الفلسطينية وأن أبومازن ليس «أبوعمار» فالأول يرغب فى أن يصبح قائداً لمجموعة وليس لكل الفلسطينيين. وفى الوقت نفسه، هناك أجندة معلنة لحركة حماس فى غزة، فيما تستغل جماعة الإخوان المسلمين ما يحدث فى فلسطين لخدمة مصالحها السياسية فى مصر. ووصف الرئيس الفلسطينى محمود عباس ب«السلبى» وطالبه بالكف عن توجيه الانتقادات لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، لأن مصر لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية على حدودها. واعتبر قيام إسرائيل بضرب غزة، شَركاً لمصر، حيث إن هناك أجندة إسرائيلية بأن تصبح سيناء أرضاً لمواطنى فلسطين عوضاً عن غزة، مؤكداً أن تعرض مصر للهجوم من جانب أغلب الدول العربية، ليس مستحدثاً فى عهد السادات أو مبارك، حيث سبق أن هوجم جمال عبدالناصر زعيم العروبة، عندما أغلق راديو فلسطين فى مصر. ووصف العلاقة بين مصر والعرب ب«الحب والكراهية»، لأن بعض الدول العربية ترغب فى تقليص دور مصر فى المنطقة. واعترف الفقى بتراجع الدور المصرى فى المنطقة. وقال: «تراجع دورنا هو قرار مصرى، ولو أردنا استعادة هذا الدور لاستعدناه خلال أسبوعين، لكن مصر اكتشفت أنها لو فعلت كل شىء للعرب سيتم انتقادنا من جانب الإخوة العرب أنفسهم». ووجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية انتقادات لحركة حماس، ووصفها بأنها من صنع الأجندة الإسرائيلية لمناوأة حركة التحرير، واعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين دمرت الحياة السياسية، ليس فى عهد مبارك فقط، وإنما فى كل العهود السابقة من الملكية وحتى الجمهورية. وقال: «الإخوان يقاتلون فى مجلس الشعب ليس من أجل فلسطين، وإنما لصالح حماس التى هى امتداد للإخوان». واتهم حماس بالتسبب فى انحدار نظرة العالم للقضية الفلسطينية، واستدرك: لا أنكر أن حماس ليس لديها الحق فى الدفاع عن القضية، لكن ليس من حقها انتقاد مصر ليل نهار، لاعتقادهم بأن القاهرة ينبغى عليها أن تستضيفهم وتقوم بفتح المعابر. وشدد على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة، وأبدى خشيته من اختفاء القضية وأن تقع غزة على عاتق مصر والضفة الغربية على الأردن. وطالب حماس بالجلوس على طاولة المفاوضات وإلقاء السلاح، كما فعل الفرنسيون فى الحرب العالمية الثانية، حتى لا تتعرض باريس للدمار. وشن الفقى حملة انتقادات من «حزب الله»، ووصفه بأنه جزء من الأجندة الإيرانية للهيمنة على الشرق الأوسط. وقال: «كنت من أشد المؤيدين لحزب الله فى حرب 2006 ضد إسرائيل، لكنه بدأ يقحم نفسه فى السياسة الداخلية المصرية، ويحرض قادة الجيش ضد مبارك». وبشأن الدور الإيرانى، قال الفقى إن إيران ليس كما يتصور البعض بأنها مجموعة من «الملالى» وهم عمليون ويدركون ماذا يريدون، وتابع أن الإدارة الأمريكية السابقة أخطأت عندما قدمت لإيران هديتين على طبق من فضة، وهما التخلص من الرئيس العراقى السابق صدام حسين، والقضاء على حركة طالبان السنية فى أفغانستان. وحول الانشقاق بين الدول العربية، قال إن إقامة 3 قمم عربية فى وقت واحد يعتبر أبرز دليل على الخلافات بين العواصم العربية.