تراجعت حركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية عن موقفها، وأعلنت وقفاً فورياً لإطلاق النار من جانب نشطائها، وذلك بالتزامن مع عقد القمة الدولية حول غزة فى شرم الشيخ أمس، ومنحت حماس إسرائيل مهلة أسبوعاً لسحب قواتها من القطاع، لكن الحركة قللت من من أهمية قمة شرم الشيخ، ووصفتها بأنها «هامشية وليس لها قيمة». ودعا الرئيس مبارك فى ختام القمة إلى استمرار المساندة الدولية للجهود المصرية لوقف الحرب فى غزة، مشيراً إلى «إننا نشهد اليوم بوادر الخروج من الأزمة»، ومؤكداً أن مصر تعمل جاهدة على تأمين حدودها، و«لن تقبل أبدا أى وجود أجنبى على أراضيها». وأضاف مبارك أنه «يضم صوته» إلى العاهل الأردنى والأمين العام للجامعة العربية، اللذين طالبا بأن «يشهد العام 2009 نهاية للنزاع العربى الإسرائيلى». كان رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون صرح للصحفيين، الذين رافقوه على الطائرة التى أقلته إلى شرم الشيخ، بأن هذا النزاع أثبت مرة أخرى الحاجة العاجلة إلى التوصل إلى تسوية طويلة المدى تمنح الأمن لإسرائيل والفلسطينيين. من جانبها، أوضحت مصادر مطلعة أن القمة الدولية، التى شارك فيها الرئيس مبارك وقادة عرب ودوليون، والأمين العام للأمم المتحدة، تركزت على بحث الخطوات الواجب اتخاذها للالتزام بوقف إطلاق النار فى غزة، وكيفية تثبيته، والعمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتهيئة الأجواء لاستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار، فضلا عن تعبئة الموارد اللازمة لمساعدات الإغاثة والإعمار. على الصعيد الميدانى، شن الجيش الإسرائيلى، صباح أمس، غارة جوية على قطاع غزة فى أعقاب إطلاق نشطاء فلسطينيين 5 صواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، فيما انسحب الجيش الإسرائيلى من الطريق الساحلى الذى يربط غزة بوسط القطاع. وذكر مصدر طبى فلسطينى أنه تم، صباح أمس، انتشال جثث 95 فلسطينيا- غالبيتهم من المدنيين- من تحت أنقاض منازل تم قصفها من قبل الجيش الإسرائيلى، مما يرفع عدد الشهداء الذين سقطوا فى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 1300، فضلاً عن إصابة أكثر من 5300 آخرين. من جانبه، أعلن مسؤول مصرى رفيع المستوى أنه من المقرر استكمال الاتصالات المصرية مع الأطراف المعنية حتى يتم إنهاء جميع الترتيبات المتعلقة بإنهاء الأزمة.