عقدت أمس، فى شرم الشيخ، قمة دولية بمشاركة الرئيس مبارك وزعماء عرب ودوليين والأمين العام للأمم المتحدة. وشارك فى القمة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والتركى عبدالله جول، والفلسطينى محمود «أبومازن» والعاهل الأردنى عبدالله الثانى والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطانى جوردون راون ورئيسا وزراء إيطاليا وإسبانيا. قالت مصادر مصرية مطلعة إن القمة تركزت على بحث الخطوات الواجب اتخاذها للالتزام بوقف إطلاق النار فى غزة وكيفية تثبيته، والعمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتهيئة الأجواء لاستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار فضلاً عن تعبئة الموارد اللازمة لمساعدات الإغاثة والإعمار. من جانبه، وصف السفير الفلسطينى بالقاهرة نبيل عمرو، القمة الدولية، بأنها قمة «غزة»، موضحاً أن الهدف منها هو العمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار تام فى قطاع غزة، ووضع الترتيبات المستقبلية لذلك. وقال عمرو، فى تصريحات صحفية أمس، على هامش القمة: إن الجهود المصرية نجحت فى وقف إطلاق النار، وإن على إسرائيل الانسحاب من قطاع غزة استجابة للمبادرة المصرية. وأشار إلى أهمية قمة شرم الشيخ للقضية الفلسطينية، حيث ستبحث موضوعات التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة، موضحاً أن الوقت حان الآن لاتخاذ قرارات شجاعة سواء من جانب إسرائيل أو حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. ووجه عمرو حديثه إلى حركة حماس، وقال: «نقول لهم إنه لابد من التعاون بشكل أكبر مع المبادرة المصرية»، وحذر فى الوقت ذاته، من استغلال إسرائيل لمسألة إطلاق الصواريخ، واستخدامها ذريعة لاستئناف إطلاق النار على القطاع. وفى رده على سؤال لقناة «الجزيرة» حول ما إذا كان القرار الإسرائيلى بوقف إطلاق النار من جانب واحد تجاوزاً للمبادرة المصرية، قال عمرو: «نحن نختلف مع قناة الجزيرة»، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار، كما أعلنته إسرائيل، جاء بمبادرة مصرية، وبالتالى فليس صحيحاً أنه تجاوز للمبادرة المصرية. وأضاف: كنا نتمنى أن تكون إسرائيل قد توقفت عن إطلاق النار فوراً، لكنها تجاهلت جميع الجهود الدولية واستمرت فى عدوانها. وشدد عمرو على أن فلسطين لا تتلقى أوامر من أحد سواء منا يقصد الفلسطينيين أو أى طرف عربى أو دولى، وقال: إن إسرائيل تلعب خارج المجتمع الدولى ولا تلتزم بأى قرارات دولية. وأكد عمرو أن السلطة الوطنية الفلسطينية ترغب فى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة، واصفاً الوضع الحالى لوقف إطلاق النار بأنه «يترنح»، وقال: «إننا نطالب إسرائيل بسحب قواتها خارج غزة، لأن بقاء قواتها فى القطاع يعنى احتلاله». وأوضح أن ترتيبات فتح المعابر ورفع الحصار ستتبلور بعد التنفيذ الفعلى لوقف إطلاق النار. وقال: نريد فتح المعابر دون قيد أو شرط بصورة أكثر رسوخاً مما سبق، وأن يكون ذلك تحت رعاية العالم كله. ووجه عمرو النصح إلى «حماس» بضبط النفس، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يرغبون فى انسحاب إسرائيلى كامل من غزة، وفى الوقت ذاته التوصل إلى تهدئة كاملة، ولن يتوفر ذلك إلا بتوفير الأجواء المناسبة وضبط النفس والضغط على إسرائيل. وقال: كنا نتمنى من حماس قبول المبادرة المصرية، ونحن نعرض عليها الكثير ولكنها تريد القليل. وأضاف: نعرض على الحركة المشاركة فى البلد، فليأتوا إلى مصالحة شاملة والمشاركة فى الحكومة الوطنية تمهيداً لعودة المفاوضات مع إسرائيل على الأسس المشروعة للشعب الفلسطينى.