تراجعت حركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية أمس، عن موقفها، وأعلنت وقفاً فورياً لإطلاق النار من جانب نشطائها فى قطاع غزة، مانحة إسرائيل مهلة أسبوعاً لسحب قواتها من القطاع، وذلك بعد أن كانت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها «حماس» أكدت صباح أمس رفضها قرار وقف إطلاق النار أحادى الجانب من قبل إسرائيل، مشددة على مواصلتها «المقاومة طالما استمر الاحتلال فى عدوانه وحصاره على قطاع غزة»، بينما تجددت الاشتباكات فى غزة صباح أمس بعد ساعات من دخول وقف إطلاق نار إسرائيلى أحادى الجانب حيز التنفيذ. وقال نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» موسى أبومرزوق من دمشق: «نحن فصائل المقاومة الفلسطينية نعلن عن وقف إطلاق النار من طرفنا فى قطاع غزة ونؤكد مواقفنا ومطالبنا بانسحاب قوات العدو من قطاع غزة خلال أسبوع مع فتح المعابر والممرات لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية». ومن جهته، قال الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامى» داوود شهاب: «خلال هذه الفترة، نحن فى المقاومة على استعداد للتجاوب مع أى جهود مصرية وتركية وسورية وعربية لوضع اتفاق بموجبه ينسحب الاحتلال تماما من غزة، وتفتح المعابر جميعها، ويرفع الحصار بما فى ذلك فتح معبر رفح بشكل دائم». وفى السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، أن على إسرائيل أن تسحب قواتها من قطاع غزة بعد إعلانها وقف العمليات من جانب واحد، وأن هذا الإعلان ينبغى أن يعقبه التوصل إلى تهدئة شاملة وفتح المعابر ورفع الحصار عن غزة، داعياً المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل لتنفيذ هذه الاستحقاقات. وبعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار - الذى أعلنته إسرائيل من جانب واحد - حيز التنفيذ، شن الجيش الإسرائيلى صباح أمس أول غارة جوية على غزة بعد إطلاق المقاومة صواريخ باتجاه مدينة «سديروت» جنوبى إسرائيل. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلى أمس «قمنا بشن هجوم على مجموعة من مطلقى الصواريخ فى بيت حانون..هى المجموعة التى أطلقت صواريخ على سديروت». وكان ناطق عسكرى إسرائيلى أعلن صباح أمس أن «5 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، وسقط 4 منها فى سديروت دون ضحايا أو أضرار». كما أعلنت كتائب عزالدين القسام الذراع العسكرية ل«حماس»، أمس الأول، قصف بلدة أوفكيم الإسرائيلية ب3 صواريخ من نوع «جراد»، بعد إعلان أولمرت وقف إطلاق النار وقبيل دخوله حيز التنفيذ، كما أفاد مصدر طبى فلسطينى، أن فلسطينياً استشهد أمس بنيران القوات الإسرائيلية بينما كان فى مزرعته شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة، ليكون أول ضحية منذ دخول وقف إطلاق النار من جانب واحد حيز التنفيذ. وأطلقت مروحيات ومصفحات للجيش الإسرائيلى النار ردًا على إطلاق نار على وحدة إسرائيلية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى «فتح النشطاء النيران على قواتنا فى شمال قطاع غزة، وردت القوات بإطلاق النيران برا وجوا ورأوا أن نشطاء أصيبوا. ولم يسقط ضحايا وسط القوات»، فيما أفادت مصادر من «حماس» فى تعليق على الحادث الذى استمر لفترة قصيرة بأن تبادلاً لإطلاق النار وقع فى الصباح قرب مخيم جباليا للاجئين. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، إيهود أولمرت أمس، إن حماس «أثبتت مرة جديدة أن وقف إطلاق النار هش ويجب أن يعاد تقييمه دقيقة بدقيقة»، مهدداً بشن هجمات عسكرية جديدة على غزة إذا استمر الناشطون الفلسطينيون فى إطلاق صواريخهم على إسرائيل. وفى رفض لدعوات الأممالمتحدة لتحديد جدول زمنى لسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، قال مارك ريجيف، المتحدث باسم أولمرت «لا يمكن أن نتحدث عن جدول زمنى للانسحاب إلى أن نعلم أن وقف إطلاق النار متماسك». كان أولمرت قال، أمس الأول، إن القوات الإسرائيلية ستظل فى قطاع غزة حالياً وستنسحب فقط إذا ما اقتنعت أن «حماس» أوقفت إطلاق النار بشكل كامل. وأضاف «مع مجمل إنجازاتنا فى العملية (العسكرية) وتحقيق أهدافنا، قرر مجلس الوزراء الموافقة على اقتراحى وإعلان وقف لإطلاق النار»، فيما أعلن الطبيب معاوية حسنين أنه تم صباح أمس انتشال جثث 95 فلسطينيا - غالبيتهم من المدنيين - من تحت أنقاض منازل مقصوفة من قبل الجيش الإسرائيلى خلال الهجوم على غزة فى جباليا وبيت لاهيا وشرق حى الزيتون، مما يرفع عدد الشهداء الذين سقطوا فى العملية العسكرية الإسرائيلية «الرصاص المتدفق» على غزة إلى 1300، فضلاً عن إصابة أكثر من 5300 آخرين.