خرج الكثير والكثير من التحذيرات حول تدهور وانهيار الحالة الصحية فى قطاع غزة، لكن لكى نكون أكثر وضوحا لابد من وصف الوضع قبل بدء الهجمات، فبعد عام ونصف من الحصار الإسرائيلى تدهورت الأوضاع الطبية والإنسانية وتوقف50% من سيارات الإسعاف عن العمل لعدم وجود قطع غيار، وعجز كبير فى جميع المستلزمات الطبية وأدوات الجراحة. وأفاد مسؤولو الإغاثة أنه قبل بدء الهجوم، كانت غزة على شفا الدخول فى مثل هذه الأزمة بعد أن شددت إسرائيل القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ نوفمبر 2008. ولم تصل القطاع منذ أغسطس أى مستلزمات طبية أساسية، ولم تستطع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التى توفر عادة 60 نوعاً من الأدوية والمستلزمات الطبية، توصيل أى شحنات لأكثر من شهر، ونفذ 105 أنواع من الأدوية و230 مستلزما طبيا أساسيا مثل الكحول والقطن والإبر الطبية والحقن الوريدية. أكبر مستشفيات فى القطاع هو «الشفاء» الذى يقصده قرابة 680 ألف مواطن من المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح، لأنه الأكبر والأكثر تجهيزا فى المنطقة. إلا أن المستشفى يصارع لإسعاف الجرحى المتدفقين عليه منذ بدء القصف رغم أنه لم يسبق أن استقبل مئات الجرحى فى وقت واحد كما يفعل الآن، وتدهورت الأوضاع فيه لدرجة أن طاقمه يستخدم أغطية الأسرة لوقف النزيف وتوفى العديد من المرضى بسبب نقص الإمدادات والمعدات الطبية، خاصة فى ظل النقص الحاد فى المضادات الحيوية وأنابيب الفحص وأكياس البول والضمادات والقفازات الطبية المطلوبة لإجراء العمليات الجراحية الطارئة. ويظل المستشفى عرضة لكارثة محققة فى أى لحظة إذا توقفت مولدات الكهرباء التى يعمل عليها بدلا من الكهرباء المقطوعة باستمرار، وتلك المولدات مصممة للعمل لمدة لا تزيد على ساعتين أو 3 فى اليوم، وبالتالى من الممكن أن تتوقف فى أى لحظة بسبب ارتفاع درجة حرارتها وهو ما يعنى موت مئات الجرحى. «كمال عدوان» هو المستشفى الثانى الشهير فى غزة ويقصده سكان قرية بيت لاهيا ومخيم جباليا، الذى يضم 300 ألف فلسطينى. وتقريبا يعانى نفس عجز «الشفاء»، من الأدوية، ويقول مقدمو الإسعافات إنهم لا يملكون ما يكفى من طواقم عمل أو مستلزمات طبية أو سيارات إسعاف. وقال مجدى حطب إنه شاهد أخاه أكرم. وفى أحد تصريحات أنطوان جران، رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى غزة قال إن بعض الجرحى يلفظون أنفاسهم وهم ينتظرون سيارة الإسعاف، وفى بعض الحالات لا تتمكن السيارات من الوصول أبداً إليهم بسبب تواصل القتال وعمليات القصف.