شهد مجلس الشعب أمس معركة جديدة بين نواب الحزب الوطنى والإخوان المسلمين، وصلت لحد أن رفع النائب أشرف بدرالدين «إخوان» حذاءه فى وجه حسن نشأت القصاص نائب الحزب الوطنى وسيناء وتبادل الطرفان الاتهامات بالخيانة والعمل ضد مصر بسبب اتهام الثانى للمعارضة بالعمل لصالح أعداء مصر، وهو ما جعل المجلس يقرر إحالة بدرالدين للجنة القيم. وقال القصاص خلال جلسة المجلس التى كانت قد بدأت هادئة لمناقشة الوضع فى غزة: «كنت فاكر إن المعارضة وطنية، لكن هذه المعارضة تعمل ضد مصر»، مما أثار غضب نواب الإخوان ووقف بعضهم على المقاعد مثل النائب صبحى صالح، الذى أشار لنواب الوطنى «انتم خونة»، وحاول أشرف بدرالدين قذف القصاص ب«الحذاء»، لكن زملاءه أسرعوا ومنعوه وخطف أحدهم الحذاء سريعاً حتى لا تلتقطه كاميرات المصورين، بعدها لفت نواب الحزب الوطنى انتباه الدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس لما حدث فقرر طرح قرار إحالة النائب للجنة القيم للتصويت، ووافق المجلس بأغلبية نواب الوطنى، واحتد الدكتور سرور فى مواجهة نائب الإخوان الدكتور محمد البلتاجى، الذى توجه إليه عند منصة المجلس لتوضيح موقف زميله، وقال سرور للبلتاجى «انت أيضاً تستحق الإحالة للجنة القيم بعد أن شاهدتك بنفسى تهاجم مصر عبر إحدى الفضائيات الأجنبية. وامتدت حدة سرور إلى المعارضة وقال «بعض فصائل المعارضة أساءت لمصر، و(القبة) تحتمل كل حديث، ولكن لا يجب على أحد أن يهين بلاده، والوطنية أن يشد المعارض من أزر بلاده» وزادت كلمات سرور من غضب نواب الإخوان، وهتفوا جميعهم «تسقط تسقط إسرائيل» ورد سرور: إذا كانت هذه هى المزايدة فأنا أيضاً أقول «تسقط إسرائيل ويسقط العدوان الإسرائيلى على غزة».. وهتف بعض نواب الحزب الوطنى «بالروح بالدم نفديك يا مبارك»، وصرخ فى وجههم النائب الإخوانى تيمور عبدالفتاح «جبتم العار لمصر .. والشعب المصرى كله ضدكم وضد مبارك». وانسحب نواب الإخوان من القاعة، وتجمعوا مرة أخرى فى حرم المجلس للهتاف ضد إسرائيل، وانفرد النائب أشرف بدرالدين بالهتاف «الخونة من يقلقون معبر رفح.. ومن يصدرون الغاز.. ومن يطبعون مع العدو الإسرائيلى». وانتقل نواب الإخوان بعد ذلك إلى البهو الفرعونى داخل مبنى مجلس الشعب، واجتمع بعضهم لإعداد مذكرة كتبها النائب الإخوانى الدكتور أحمد أبوبركة، وشاركه فى صياغتها المستقلون الدكتور جمال زهران، وعلاء عبدالمنعم، ومصطفى بكرى وسعد عبود، طالبوا خلالها الدكتور سرور بالاعتذار العلنى لقيامه باتهام المعارضة بالعمل ضد مصر، مما فتح الباب أمام النائب حسن نشأت القصاص لتكرار الاتهام، كما طالبوا بإحالة القصاص إلى لجنة القيم للتحقيق معه. وبدأت الجلسة بداية هادئة بقيام الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، بإلقاء بيانه أمام المجلس حول الجهود المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين منذ اليوم الأول للعدوان، وأشار إلى قيام حركة حماس بمنع وصول الجرحى الفلسطينيين للمعبر لمدة يومين منذ بداية العدوان الإسرائيلى، وبعد أن فقدوا سيطرتهم على الجانب الآخر من المعبر بدأوا فى طلب المعونات الطبية المصرية. وعقب نائب الإخوان الدكتور أكرم الشاعر مشيداً بأداء وزارة الصحة، لكنه أشار إلى قيام السلطات المصرية بمنع مرور الأطباء وسيارات الإسعاف المصرية إلى داخل غزة لإغاثة وإسعاف الجرحى، وقال إن السلطات المصرية تمنع تماماً وصول أى معونات غذائية أو طبية إلى غزة، ونفى الجبلى منع وصول المعونات، وقال: أنا شاهدت مرور المساعدات بنفسى. موضحاً أن قرار منع مرور الأطباء وسيارات الإسعاف تم اتخاذه إلى أن يتم التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لضمان سلامة الأطباء، واعترض حسين إبراهيم، نائب رئيس كتلة الإخوان المسلمين، مطالباً بالسماح بالمرور لغزة لمن يرغب على مسؤوليته، وعقب الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية موضحاً أن هذا المطلب يتعارض مع المسؤولية القانونية للدولة، باعتبارها مسؤولة عن رعاياها، وقال: لو كان الأمر كذلك لتم السماح بالهجرة غير الشرعية على مسؤولية المهاجرين.