فشل مجلس الأمن الدولى فى الاتفاق على قرار يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار، بسبب واشنطن، وذلك فى جلسة طارئة عقدت بعد ساعات قليلة من الهجوم البرى الإسرائيلى الذى أثار إدانة دولية. وبعد جلسة المناقشات المغلقة التى عقدت بدعوة من ليبيا، الدولة العربية الوحيدة فى مجلس الأمن، انتهى الاجتماع من دون التوصل إلى اتفاق لتوجيه نداء إلى إسرائيل وحماس لوقف الأعمال القتالية. قال السفير الفرنسى، الذى يرأس مجلس الأمن جان موريس ريبير: «لم يحصل اتفاق بين أعضاء المجلس»، لكنه أضاف: «كان ثمة تلاق كبير جداً فى وجهات النظر، للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع». وأعرب السفير الليبى جاد الله الطلحى، عن أسفه للعجز عن التوصل إلى اتفاق، محملاً الولاياتالمتحدة مسؤولية ذلك، بينما اعتبرت الولاياتالمتحدة أن هذا النص منحاز، لأنه لم يذكر إطلاق حماس الصواريخ على الأراضى الإسرائيلية، وأكد مساعد السفير الأمريكى اليخاندرو ضرورة عدم العودة «إلى الوضع الذى كان سائداً سابقا حيث تستمر حماس بإطلاق الصواريخ من غزة، وتحكم على سكان غزة بالعيش فى بؤس»، مستعيداً بذلك كلاماً ورد فى بيان أصدره الناطق باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك أمس الأول، الذى دعا إلى وقف «دائم» لإطلاق النار لا يسمح لحماس بإطلاق صواريخها مجدداً. من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن «ما جرى فى مجلس الأمن مهزلة، ويوضح مدى هيمنة أمريكا والاحتلال الصهيونى على قراراته»، وقال فوزى برهوم، المتحدث باسم الحركة، إن مجلس الأمن يؤكد «بذلك على انحيازه للاحتلال ويعطيه فرصة لاستكمال مجزرته فى غزة». وفى غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى إنهاء الهجوم البرى الإسرائيلى فى قطاع غزة فوراً، ودعا الأمين العام «إلى إنهاء هذه العملية البرية، وأن تفعل إسرائيل ما بوسعها لتأمين حماية المدنيين ونقل المساعدات الإنسانية». وفى الوقت نفسه، ظهرت حالة من الانقسام بين أعضاء الاتحاد الأوروبى حول الهجوم البرى الإسرائيلى على غزة، حيث أدانت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا هذا العدوان، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان جمهورية التشيك - التى ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى - أن هذه العملية «دفاعية وليست هجومية»، ولكن وزير الخارجية التشيكى كاريل شوارزنبيرج، أقر ب«خطأ فادح» ارتكبه متحدث باسم الرئاسة التشيكية للاتحاد الذى وصف الهجوم البرى بأنه «دفاعى». فيما رأت ألمانيا أن إيقاف إطلاق الصواريخ من غزة هو «الطريق الوحيد للوصول إلى هدنة يمكن من خلالها للجهود الدبلوماسية أن تفضى إلى حل سياسى للنزاع المشتعل»، وأشارت هذه البيانات المتضاربة إلى عدم وجود وحدة بين الشركاء الأوروبيين قبل زيارات منفصلة يقوم بها للمنطقة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، ووفد من الاتحاد الأوروبى برئاسة وزير الخارجية التشيكى كاريل شوارزنبرج.