اشتعلت المعارك البرية أمس شمال ووسط وجنوب قطاع غزة بين مشاة القوات الإسرائيلية، التى وصلت مشارف مدينة غزة، ومسلحى حركات المقاومة الإسلامية «حماس» والجهاد الإسلامى وسائر الفصائل المسلحة، ليصل عدد شهداء الاجتياح البرى الذى بدأ مساء أمس الأول إلى 30 شهيداً فلسطينياً بينهم أطفال ومدنيون، بينما تجاوز عدد ضحايا العملية منذ بدايتها 490 شهيداً وأكثر من 2300 جريح. وأعلنت وزارة الصحة غزة «منطقة منكوبة» صحياً، مؤكدة شلل حركة سيارات الإسعاف بشكل تام، بعدما تلقت عشرات النداءات وفشلت فى الاستجابة لها إما نتيجة استمرار القصف، أو لنفاد الوقود، أما سلطة الطاقة فأعلنت انقطاع التيار الكهربائى بالكامل عن جميع مناطق القطاع نتيجة استهداف مولد الكهرباء الوحيد من جانب الطائرات الحربية، وهو ما يهدد حياة آلاف الجرحى من الحالات الحرجة فى المستشفيات. ورغم ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت إنه لن يسمح بحدوث أزمة إنسانية فى القطاع وأنه سيسمح بوصول إمدادات الغذاء والدواء، كما أكد، فيما يبدو رسالة غير مباشرة لحزب الله، أن إسرائيل ليس لديها مصلحة فى فتح جبهة جديدة مع لبنان، ذلك فى وقت حذرت فيه كتائب القسام من أن إسرائيل «ستدفع ثمناً غالياً» مقابل هجومها البرى، وقال القيادى إسماعيل رضوان إن غزة ستكون «مقبرة» الجنود الإسرائيليين. وأعلنت حركة «حماس» فى بيان أن 9 جنود إسرائيليين قتلوا وأنه تم أسر 2، إضافة إلى إصابة مروحية وتفجير دبابة بقذيفة «بى 29»، الأمر الذى نفاه جيش الاحتلال نفياً قاطعاً، معترفاً بمقتل واحد فقط، وإصابة 30 من جنوده خلال الاشتباكات، كما أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكرى للحركة - أنها قصفت بصاروخى جراد قاعدة «تسليم» التى وصفتها بأنها أكبر قاعدة برية للجيش الإسرائيلى فى الجنوب. وعلى الصعيد الدولى، فشل مجلس الأمن فى الاتفاق على قرار يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار بسبب واشنطن، وذلك فى جلسة طارئة عقدت بعد ساعات قليلة من الهجوم البرى الإسرائيلى الذى أثار إدانة دولية. وأعرب السفير الليبى جاد الله الطلحى، عن أسفه للعجز فى التوصل إلى اتفاق فى الجلسة التى عقدت بدعوة من ليبيا، محملاً الولاياتالمتحدة مسؤولية ذلك. بينما اعتبرت الولاياتالمتحدة أن هذا النص منحاز لأنه لم يذكر إطلاق حماس الصواريخ على الأراضى الإسرائيلية. جاء ذلك فى الوقت الذى استمرت فيه المظاهرات الغاضبة فى مختلف أنحاء العالم احتجاجاً على الحرب والصمت الدولى والعربى على ما يحدث من قتل ودمار. وفى مدينة رام الله بالضفة الغربية عاود الفلسطينيون مظاهراتهم، وقتل الجنود الإسرائيليون شاباً فلسطينياً برصاصة فى رأسه خلال الاحتجاجات. وخرج المتظاهرون إلى شوارع مدينة تل أبيب منددين بالحرب. وخرجت مظاهرات فى الكثير من دول العالم من بينها تركيا وألمانيا وأستراليا وإندونيسيا ولبنان وليبيا وباكستان والمغرب.