كتب يوسف أيوب وكالات الأنباء: علي غير ما كانت تتوقع تل أبيب لم تكن عملية الاجتياح البري لغزة سهلة فقد خاضت المقاومة الفلسطينية معارك طاحنة ضد قوات الاحتلال التي دخلت عمليتها البرية في قطاع غزة أمس يومها الثاني دون أن تتمكن من وقف إطلاق الصواريخ علي المستوطنات والمدن الإسرائيلية. وفي مواجهة الصمود العنيد للمقاومين الفلسطينيين واستبسالهم في الدفاع عن مواقفعهم دفعت قوات الاحتلال بلواءات "جولاني وأجوس" و"رجلانيم" وتعني المشاه بالعبرية وجميعها من قوات النخبة التي سبق أن شاركت في العدوان علي لبنان في صيف 2006. وفيما يعد دليلا علي "تعثر" العملية البرية استدعت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة في غزو غزة ونقلت مصادر صحفية أن جنود الاحتياط سيتم توزيعهم علي الوحدات القتالية وفي الجبهة الداخلية. يأتي ذلك في الوقت الذي أسفرت فيه المواجهات البرية عن استشهاد 20 فلسطينيا ومئات الجرحي ومقتل جندي إسرائيل وأسر جنديين وإصابة 30 بينهم اثنان في حالة خطرة. وأفاد شهود عيان بأن الدبابات الإسرائيلية والجرافات توغلت من شرق مدينة غزة باتجاه جنوبها حيث تمركزت فيما كان يعرف بمستوطنة نتشاريم جنوبالمدينة وسط إطلاق نار كثيف ومعارك طاحنة أسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين وفق ما أعلنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رغم نفي قوات الاحتلال. كما دارت أعنف الاشتباكات في حي الزيتون والشجاعية بمدينة غزة قام خلالها المقاومون بإطلاق العشرات من قذائف الهاون باتجاه القوات المتوغلة والتي اعترفت بإصابة 30 جنديا بينهم 2 بحالة خطيرة. وأكدت مصادر طبية أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف أمس مقاومين من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في خان يونس مما أدي إلي استشهاد أحدهما وإصابة الآخر. وفي بلدة بيت حانون شمال القطاع توغلت الدبابات مئات الأمتار وأغلقت الطريق الذي يربط البلدة بمدينة غزة دون أن تدخل الدبابات إلي حدود البلدة. وقال شهود عيان إن وحدات تابعة لجيش الاحتلال وصلت إلي منطقة المدرسة الأمريكية في بيت لاهيا شمال القطاع وهي المحور الثالث لعملية التوغل. وأعلنت مجموعة مشتركة من كتائب "نسور فلسطين" وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن مهاجمة قوة إسرائيلية خاصة والاشتباك معها قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة بالأسلحة الرشاشة وقذائف "إر. بي. جي". وأوضح بيان مشترك عن السرايا والنسور بوقوع خسائر مؤكدة في صفوف القوات الإسرائيلية مشيرا إلي أن هذه العملية تأتي في إطار التصدي للقوات الإسرائيلية التي تحاول اجتياح القطاع. كما أعلنت السرايا مسئوليتها عن تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية في بلدة بيت حانون وقصف مستوطنة سديروت بصاروخين من طراز القدس. ونقلت قناة "الأقصي" التابعة لحماس أن مقاوميها أوقعوا خلال القتال العنيف والاشتباكات التي خاضوها إلي جانب فصائل المقاومة الأخري عددا من جنود الاحتلال قتلي وجرحي مشيرة إلي أن مقاوميها أطلقوا عشرات من قذائف الهاون والشواظ والقسام تجاه الدبابات والآليات العسكرية والجرافات المتوغلة في مناطق متعددة بالقطاع. من جانبه قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ان استمرار تلكؤ مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف العدوان الإسرائيلي علي غزة يفقده مصداقيته أمام الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي. وطالب أبو الغيط في تصريح صحفي أمس مجلس الأمن مجددا بالتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي مجددا إدانته الشديدة لتوسيع إسرائيل عملياتها العسكرية من خلال الهجوم البري علي القطاع. وأضاف أبو الغيط أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لن يحقق الهدف المعلن منه وهو تدمير الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة، بل سيحقق فقط المزيد من القتل والدمار دون جدوي. وأكد أبو الغيط أن اللحظة الحرجة التي يواجهها النضال الفلسطيني حاليا تفرض علي الجميع التحرك وبشكل فوري للسعي نحو استعادة وحدة الصف الفلسطيني وتخلي الجميع عن أية مصالح بخلاف المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. من جهة أخري اقترح أبو الغيط علي الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والأعضاء الدائمين بالمجلس بإقامة ممرات آمنة داخل غزة لتوصيل الغذاء والدواء للسكان إلي حين توقف العمليات العسكرية أخذاً في الاعتبار هشاشة الوضع الإنساني في القطاع.