سيطرت أجواء من القلق والتوتر على جميع المدن والقرى المصرية بمحافظة شمال سيناء، وتكالب المواطنون على تخزين السلع تحسباً لاجتياح فلسطينى فى الوقت الذى فتحت فيه السلطات المصرية ميناء رفح البرى لاستقبال جرحى العمليات الإسرائيلية لعلاجهم بمستشفيات شمال سيناء، وتوجهت العشرات من سيارات الإسعاف بأطقمها الطبية كاملة إلى الميناء لنقل الجرحى إلى مستشفيى رفح والشيخ زويد واللذين تم إخلاؤها من المرضى المصريين الذين نقلوا إلى مستشفى العريش العام. أكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أنه تم إرسال 6 سيارات إسعاف و4 سيارات عمليات سريعة وسيارة نقل دم كدفعة أولى لاستقبال المصابين الفلسطينيين بمعبر رفح البرى وسيتم إرسال نحو 20 سيارة أخرى خلال الفترة المقبلة مضيفاً أنه تم استدعاء سيارات إسعاف وسيارات نقل دم من المحافظات المجاورة لمواجهة وصول الجرحى الفلسطينيين ونقلهم للعلاج بالمستشفيات المصرية. وأشار محمد عرفات - مندوب السفارة الفلسطينية بمنفذ رفح، إلى وجود استعدادات مكثفة لإدخال نحو 170 مصاباً فلسطينياً للجانب المصرى ممن أصيبوا جراء القصف الإسرائيلى صباح أمس على مدن غزة وخان يونس ورفح، فيما صرح الدكتور طارق المحلاوى، وكيل وزارة الصحة بتواجد 20 سيارة إسعاف من نفق العريش داخل منفذ رفح البرى لاستقبال المصابين فور وصولهم، وتم تشكيل غرفة عمليات رئيسية ومجموعات طوارئ من مختلف التخصصات لفحص المصابين الفلسطينيين فور وصولهم إلى مستشفى العريش العام، وتحديد الحالات التى سيتطلب سفرها للعلاج بالقاهرة. وقال العميد سامح عيسى، رئيس مدينة رفح، إنه تم رفع درجة الاستعداد بمستشفى رفح المركزى وجميع المرافق للتعامل السريع مع جميع مستجدات الحدث، وأكد استبعاده هروب فلسطينيين للجانب المصرى نتيجة التدابير الأمنية التى تم اتخاذها بالجانب المصرى لمواجهة ما قد يحدث من تداعيات للموقف. كما استبعد وقوع إصابات بين سكان الأحياء المتاخمة للحدود برفح المصرية نتيجة القصف الإسرائيلى لرفح الفلسطينية. وصرح مصدر بمجلس مدينة رفح بأن عدداً من منازل المواطنين القريبة من الحدود قد أصيبت بالتصدع وكسر نوافذ الشبابيك نتيجة القصف الإسرائيلى على منطقة تل السلطان برفح. وامتدت تأثيرات القصف لتصل إلى بعض مبانى مدينة الشيخ زويد على بعد 15 كم من خط الحدود، وشهدت الطرق المؤدية إلى معبر رفح البرى تشديدات وتعزيزات أمنية غير مسبوقة بداية من كوبرى مبارك/ السلام على قناة السويس وحتى مدخل مدينة رفح. وقالت منى برهوم، عضو مجلس محلى المحافظة، المقيمة بحى البراهمة الحدودى برفح، إن سكان المنطقة الحدودية خاصة الأطفال أصيبوا بحالتى هلع وفزع شديدتين نتيجة الانفجارات الفجائية على الجانب الفلسطينى والتى استهدفت مقار أمنية برفح الفلسطينية ومنع بعض الأهالى أبناءهم من الخروج للشوارع القريبة من الحدو خشية تعرضهم للإصابة، وأرجعت حالتى الهلع والفزغ لأمرين الأول صوت دوى الانفجارات وتأثيره على الحالة والثانى لوجود عائلات برفح المصرية لها أقارب وأبناء عمومة برفح الفلسطينية خوفاً من تعرضهم لمكروه نتيجة القصف الإسرائيلى. وعبر اتصالات هاتفية مع عدد من سكان رفح الفلسطينية، أكد شهود أنه تم حصر سقوط ما يقرب من 11 شهيداً برفح الفلسطينية بينهم الشيخ نظير لوجا، أكبر مشايخ مساجد رفح، و30 آخرون بمنطقة عبسان، وأضافت المصادر سقوط 40 شهيداً من الجهاد الإسلامى و60 شهيداً من حركة حماس بخلاف ما خلفته الغارة الإسرائيلية من مئات الجرحى.