عندما تزداد جرعة الواقع والروتين.. نكون فى حاجة إلى جرعة عبث وصور أياً كانت تلك الصور الحاجة آمال استيقظت فى منتصف الليل وأمسكت بقلم «بيك» أزرق، تضعه بدائماً فوق ثلاجتها الإيديال السماوى، الملصق على بابها إستيكر لمحمود الخطيب، وثان لشطة وثالث لإكرامى، والواقفة فى ركن من صالة شقتها التى لا تتعدى مساحتها الستين متراً بالمساكن الموجودة أمام أرض المعارض، وبدأت فى الكتابة: «السيد رئيس الجمهورية.. أكتب لسيادتكم بينما أولادى الثلاثة غارقون فى نومهم من هول رحلة البحث اليومى عن وظيفة منذ أكثر من ثلاثة أعوام لأصغرهم، وستة أعوام لأكبرهم، علماً بأن كل واحد منهم انتهى من تعليمه الجامعى بتفوق، أكتب لسيادتكم ليس طمعاً فى وظيفة ولكن أملاً فى منحنا حق إنشاء مشروع متناهى الصغر فى ركن من شقتنا، مشروع للكمبيوتر والترجمة ينقذ أولادى من قسوة الانتظار، ولن يكلف الدولة إلا ورقة التصريح وحبره»، ما ان انتهت الحاجة آمال من رسالتها حتى وضعت قلمها فى مكانه ثم هرولت إلى غرفة أولادها وفتحت الشيش لتدخل الشمس الغرفة لأول مرة منذ أكثر من أربعة أعوام. [email protected]