عندما تزداد جرعة الواقع والروتين.. نكون فى حاجة إلى جرعة عبث وصور أيًا كانت تلك الصور يرن المنبه الذى اشتراه عندما كان لايزال يحب الصباح. لم يحب صوته يوماً ولكنه طالما أحب درجة لونه الأزرق والتى تذكره بلون فى نقشة بلاط بلكون جدته. اليوم يكره صوته وشكله معاً.. يحاول أن يقاوم الوسادة أكثر من مرة ولكنه يستسلم لها.. يتذكر كل ما هو أمامه من مواجهات مختلفة الأحجام. بالرغم من أنه يعلم جيداً أن هذه السدود لن تتوارى وتفسح له الطريق وهو مختبئ، يزداد غرقاً فى خضم وسواس أوحد يدور داخل رأسه دورات متتالية دون توقف: «هل لى الحق ألا أكمل نفس المشوار؟ كيف يمكننى أن أفعل ذلك وأنا فى ذلك العمر، وبعد أن حفظت لى الدنيا فى لوح محفور مشوارى؟» ينقلب فى فراشه فيلمح وجهه فى المرآة وفتات من ملامحه التى أحبها يوماً ما. يسرى فى عروقه حنين إلى ماض بهى الطلة، فيولد كم ضئيل من الطاقة بالكاد يكفى لنهوضه من السرير. ينظر إلى نفسه فى المرآة بتمعن ثم يهمس بصوت تسمعه ابنته وهى تخرج من البيت فى طريقها إلى المدرسة: «اليوم سأبدأ مشواراً لم تطCه قدمى من قبل». [email protected]