ألقت الدكتورة مؤمنة كامل، أمينة الحزب الوطنى بمحافظة 6 أكتوبر، باللوم على حزبها لعدم مساهمته فى دعم المرأة بالشكل المطلوب، وتكوين كوادر حزبية نسائية. وتساءلت فى حوار مع «المصرى اليوم»: الحزب الوطنى يضم 200 ألف امرأة، ألا يوجد من بينهن 40 سيدة يمكنها خوض الانتخابات. وأشادت كامل بحزب التجمع، لما يضمه من «كوادر مثقفة على درجة كبيرة من الوعى»، مشيرة إلى أنها كانت ستنضم ل«التجمع»، فى حال عدم عضويتها ب«الوطنى». وأعربت عن قلقها لتوليها منصب أمين الحزب الوطنى بمحافظة 6 أكتوبر باعتبارها أول امرأة تشغل هذا المنصب داخل الحزب الحاكم. * مؤمنة كامل أول أمينة للحزب الوطنى فى محافظات مصر.. فعلى أى أساس تم اختيارك؟ - بدايتى كانت فى موقع أمينة المرأة فى القاهرة، ثم أمينة المرأة على مستوى الجمهورية.. والأمانة هذه المرة ليست نوعية بل أمانة الحزب فى محافظة بأكملها، أمانة العمال والفلاحين والشؤون المالية والإدارية، علاوة على المسؤولية عن خوض معركة انتخابية كاملة لعدد 7 دوائر لمجلس الشعب ودائرتين للشورى، وأعتقد أنها مسؤولية كبيرة، خاصة أن 6 أكتوبر محافظة وليدة تتمتع بإمكانيات كبيرة وحجمها فى ازدياد. * من الذى أبلغك بالقرار.. وهل تم تخييرك بين تولى هذا المنصب ومناصب أخرى؟ - صفوت الشريف هو الذى أبلغنى بالتليفون.. ولم يحدث فى مرة من مرات اختيارى لمناصب فى الحزب الوطنى أن خيرونى أو أخذوا رأيى.. فلم أسأل ولم أسع لأى منصب، وربما يكون سبب اختيارى، ما هو معروف عنى كطبيبة مهنية تجيد العمل المهنى، مثل الرجال وأكثر، وطوال عمرى لم أطلب أى نوع من التمييز لأننى سيدة، بل أفضل التحدى مع الرجل، وآخذ نفس الأدوار، وأدين بالولاء لمن علمونى ذلك وهم والدتى وزوجى الدكتور معتز الشربينى وحماى الدكتور مصطفى الشربينى. * ما رأيك فى أجندة الحزب الوطنى التى ناقشها فىمؤتمره الماضى؟ - أرحب جدًا باللامركزية، وهى شىء رئيسى على أجندة الحزب، وشغل تفكيرى هذا العام الارتفاع بمستوى القرية المصرية بكل الطرق، وتفعيل الأندية السياسية للحزب لأن الاجتماع بين الأعضاء والنادى السياسى يساعد على حل الكثير من المشاكل وتوصيلها للجهات التنفيذية. * وماذا عن قانون الأحوال الشخصية المقدم من الحزب؟ - فى رأيى قانون الأحوال الشخصية يحتاج إلى تفعيل، وليس إلى تغيير، فعلى سبيل المثال تفعيل قانون النفقة الحالى يحل هذه المشكلة. * ما رأيك فى أداء المجلس القومى للمرأة وتعليقك على استيائه من عدم مناقشة مشروع قانون حق المرأة فى الميراث خلال المؤتمر العام للحزب؟ - المجلس هيئة استشارية.. يطرق الباب حول المشاكل، ولكن الأهم من طرق الباب هو الدراسة والبحث والتنفيذ والمتابعة، لأن الاقتراحات والاستشارة وحدهم لا تكفان علمًا بأن أغلب عضوات المجلس نائبات فى مجلسى الشعب والشورى فلماذا لا يتبنين القضايا الخاصة بالمرأة فى المجلس لنخرج منها بتشريع قوى، بدلاً من تقديم المشروع للحزب، خاصة أن السيدات يرثن الآن بشكل جيد ماعدا قلة فى الريف والصعيد لا يرثن بسبب العرف. * ظاهرة التحرش الجنسى انتشرت مؤخرًا فى مصر وأقربها أحداث المهندسين.. فكيف يمكن مواجهتها؟ - علاج أحداث المهندسين ووسط البلد يكون بإعطاء دور للشباب فى المجتمع، ومسؤوليات يقومون بها، فما فعله هؤلاء الشباب هو تنفيس عن غضب داخلى، وليس لأنهم شعروا بالإثارة لدرجة التحرش بالفتيات، فالشاب يحتاج إلى فهم الطاقات الكامنة داخله وتوظيفها بشكل صحيح، وهناك شباب مثل شباب جمعية رسالة يستغلون طاقاتهم وأوقات فراغهم فى الأعمال التطوعية، وأراهن أنهم لا يمارسون مثل هذه المعاكسات، وكذلك الشباب المتطوعون فى جمعية الهلال الأحمر. لكن هذا لا ينفى وجود بعض الممارسات الشاذة من بعض الشباب، الذين يعاكسون النساء ويشعرون بالسعادة فى الإساءة إلى الفتيات بالألفاظ النابية، وهذه الأفعال موجودة فى جميع أنحاء العالم، ونسبتها فى مصر ليست كبيرة، إلا أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب وجود الأمن الدائم فى الشارع، مما يوفر الأمان. * لكن خارج مصر رد فعل الشرطة تجاه مثل هذه الأحداث يكون عنيفًا؟ - لا أمانع فى وجود قانون للتحرش، وما حدث للفتاة نهى ومعاقبة المتحرش بها بثلاث سنوات، يساعد على إعادة الالتزام إلى الشارع المصرى، ولكن مع القانون الصريح لابد من التوعية، بعدم الخوف من إبلاغ الشرطة بدعوى الحرص على سمعة الفتاة أو تجنب الفضيحة. * من بين 18 مقعدًا فى مجلسى الشعب والشورى لمحافظة 6 أكتوبر.. كم سيدة تتمنين أن يحصلن على مقاعد.. وما رأيك فى مبدأ «الكوتة»؟ - أتمنى على الأقل سيدتين فى مجلس الشعب وواحدة للشورى، لأن 6 أكتوبر محافظة وليدة بها عناصر نسائية قوية، فلماذا لا يكون هناك سيدة فئات، وأخرى ريفية، وثالثة من الأعيان.. هذا حلم أتمنى أن يتحقق. أما بالنسبة لمبدأ «الكوتة»، فبصراحة أنا ضده فقد بدأ عام 1907 لإعطاء فرصة للسيدات، وبعد 100 سنة لابد من التطوير وليس العودة للوراء، خاصة أن السيدات من حقهن الترشيح منذ عام 1957. * هل ترين أن الحزب الوطنى والأحزاب الأخرى تدعم المرأة بالشكل المطلوب؟ - الأحزاب لا تساهم مساهمة حقيقية فى تكوين الكوادر الحزبية النسائية بالشكل المطلوب، ولا تقف بجانبهن مثلما تقف إلى جانب الرجال، واللوم هنا على الحزب الوطنى بشكل أساسى لأن لديه أكثر المقاعد، وبه 200 ألف عضوة ألا يوجد من بينهن 40 سيدة يتم تحضيرهن لخوض الانتخابات؟! * ما رأيك فى القائمة النسبية؟ - القائمة النسبية تتم فى البلاد الناجحة جدا مثل «فنلندا» لأنها بلد ديمقراطى قوى، والمشكلة الأساسية التى ستواجهها النساء المصريات إذا طبقت القائمة النسبية بهذا الشكل هى موقع السيدات فى القائمة هل سيكون فى أول القائمة أم فى ذيلها، لأنه لو جاء ترتيبهن رقم 9 أو 10 فلن يتم انتخابهن. * هل ترين أن مصر فى حاجة إلى وزارة لشؤون المرأة؟ - فى الدول المتقدمة وزارة المرأة ليست لشؤون المرأة فقط، ففى إنجلترا تسمى هذه الوزارة وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة والمرأة، وفى مصر يوجد المجلس القومى للمرأة، وفكرة الوزارة جيدة لكن ليس لإصدار تشريعات للمرأة، إنما لحماية الأسرة بأكملها ونشر التوعية داخل المنزل. * ما الحزب الذى كنت تفضلين الانضمام إليه إذا لم تكونى فى الحزب الوطنى؟ - أثناء وجودى فى منصب أمينة المرأة بالحزب الوطنى، كنت أحضر اجتماعات حزب التجمع لأنهم مثقفون وعلى درجة كبيرة من الوعى، وحضرت أيضا اجتماعات فى حزب الوفد، لكن التجمع هو الأفضل بالنسبة لى على الرغم من نقص المواد اللوجيستية لتنفيذ الأفكار التى يطرحها على أرض الواقع. * فى رأيك ما الذى ينقص المرأة المصرية؟ - التعليم والتثقيف لأن السيدات فى مصر أصبحت لديهن «ردة». * هل صحيح أنك تمانعين أن تعمل طبية منتقبة معك؟ - نعم.. أمانع. * لماذا؟ - لأن المريض يفضل أن يرى وجه الطبيب، الذى يتعامل معه ليشعره بالارتياح النفسى، والنقاب يجعلك بعيدة عن المريض، علاوة على أن النقاب ليس ملزمًا، وليس له علاقة بالصحة العامة، فضلاً عن أن الطاقم الطبى له زى معين والخمار والنقاب قد ينشران الجراثيم فى الأماكن المعقمة، وهى ظواهر تعود لوجود نوع من الردة لدى النساء. * ما نوع هذه الردة؟ - ردة للوراء و«التلكك» بالدين، فالسيدات أصبح همهن الشاغل داخل المساجد، هو هل من تدخل المسجد تطلى أظافرها بطلاء أظافر أو لا، وهل تصلى بجانب العمود أو أمامه أو خلفه. ذات يوم ذهبت للتصوير فى قناة «إقرأ» مع المذيع محمد بركات، وخلال اللقاء طلب منى وضع حجاب على رأسى، لا تتصورين كم التليفونات التى هنأتنى على الحجاب بعدها. * وهل مؤمنة كامل ضد الحجاب؟ - أنا لست فى سن الحجاب الآن، ولكنى لست ضده، غير أننى ضد فرض الحجاب على الفتيات دون اقتناع منهن. * بما أنك طبيبة ومن عائلة تمتهن الطب ما رأيك فى الأحوال الصحية فى مصر؟ - تحتاج إلى مراجعة فى تقديم الخدمة وفى أدائها. * وماذا عن مستوى تعليم الأطباء؟ - مستوى التعليم فى «النازل» بصورة غير معقولة، لدرجة أننى حاليا أرفض إجراء اختبارات الدكتوراه، لأننى عندما أقول إن هذا الشخص لا يستحق الحصول على شهادة الدكتوراه، يغضب الأساتذة وكذلك الأهالى، وأدخل فى محاكمات مع الأهالى، ولذلك من يعمل معى يتم إعادة تأهيله من الألف إلى الياء. * ما رأيك فى شنطة الإسعافات الأولية المقررة فى قانون المرور؟ - السؤال هو هل الحل لتفادى حوادث الطرق هو شنطة الإسعافات الأولية؟!.. فقد اكتشفنا وقت أزمة الدويقة ومنشية ناصر، أن المختصين لا يستطيعون نصب خيمة، فهل يمكن إجراء الإسعافات الأولية بالشنطة؟! * وما الحل فى رأيك؟ - الحل سبق وطرحته أمام الدكتور حسين كامل بهاء الدين، عندما تولى وزارة التربية والتعليم، وذهبت لتهنئته، قلت له: «يا بيه انسى كل التعليم الإعدادى وركز فقط على المرحلة الابتدائية، فلو ركزت على الأطفال من سن 6- 12 عامًا من حيث معرفة القراءة والكتابة وفهمهم الدنيا، تحصد 6 ملايين شاب ناجح جدًا»، وللأسف كل ما عمله هو دمج السنتين الخامسة والسادسة.